مخيم الجليل في لبنان.. نكبات لا تتوقف و"الأونروا" غائبة

مخيم الجليل في لبنان.. نكبات لا تتوقف و

مشهد عام لمخيم الجليل-صورة أرشيفية

لا علم لأحمد، وهو لاجئ من مخيم الجليل في البقاع اللبناني، أنه بعد تخرجه بدرجة امتياز في اختصاص الهندسة سيعمل سائق أجرة، يضطر في كثير من الأحيان إلى الانقطاع عن العمل أو الهرب والابتعاد عن حاجز القوى الأمنية اللبنانية، والسبب أن الفلسطيني في لبنان ممنوع من العمل حتى على السيارات العمومية ولا حتى العمل في تخصصه في قطاع الهندسة!

وضع أحمد، يشبه إلى حد كبير أوضاع معظم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان خاصة أبناء مخيم الجليل منهم، إذ تشكل نسبة الفقر بين سكانه ما مجموعه 85%، وفق إحصائيات أجرتها وكالة "الأونروا".

مخيم "الجليل" أو مخيم "ويفل"- وفق ملفات "الأونروا"، سمي كذلك نسبة إلى ثكنة فرنسية قديمة موجودة فيه، يقع في مدينة بعلبك بالقرب من القلعة الرومانية الشهيرة، في البقاع اللبناني، على بعد (90) كلم شمال شرق بيروت.

أنشئ المخيم عام 1948، وتبلغ مساحته نحو (0.4) كلم مربع، ويبلغ عدد الفلسطينيين في المخيم المسجلين في سجلات "الأونروا" نحو (8,250) لاجئاً.

ويعيش مخيم الجليل أوضاعًا مأساوية جدا، حيث تنقطع الكهرباء لأكثر من (18) ساعة يوميًا، في ظل تدنٍّ في الحرارة تصل إلى ما دون الصفر، الأمر الذي يؤدي إلى تجمد المياه داخل خزانات المياه، بالإضافة إلى تفشي الفقر والبطالة، وارتفاع سعر مادة المازوت لتصل إلى أكثر من (86$) للبرميل أي (220) ألف ليرة لبنانية، في وقت تحتاج العائلة الواحدة إلى (20) ليتر من المازوت يوميًا.

هذا عدا عن ذكر تأثر أهالي المخيم بالأزمة الاقتصادية اللبنانية، وارتفاع أسعار المواد الأساسية من مأكل ومشرب بشكل جنوني، الأمر الذي حدّ من قدرة الأهالي على شرائها.

إعلان الطوارئ

وطالب أمين سر جبهة التحرير الفلسطينية ومسؤول الملف الاجتماعي في اللجنة الشعبية في مخيم الجليل، وليد عيسى، "وكالة الأونروا والفصائل الفلسطينية بإعلان حالة طوارئ عاجلة، ووضع خطة ممنهجة لإنقاذ الفلسطينيين من واقعهم".

وأوضح "عيسى" لوكالة "قدس برس" أن "مخيم الجليل منكوب بكل المقاييس، حيث وصل الأمر ببعض العائلات أن تشتري مادة المازوت، وفي خلال هذا البرد القارس، من خلال ملء قنينة مياه واحدة في اليوم، وذلك لعدم قدرتها على شراء أكثر".

وأضاف: "يتكلف اللاجئ الفلسطيني ما مجموعه (450 دولار) شهريًا، لقاء شرائه مياه الشرب ومادة المازوت، هذا عدا عن ذكر احتياجه للطبابة والتعليم والمأكل أو الملبس".

واسترسل: "ينقطع اللاجئ الفلسطيني ابن مخيم الجليل مدة (7) أشهر عن العمل وذلك بسبب سوء الأحوال الجوية في المنطقة، أي أنه يعمل فقط لمدة (5) أشهر، مع قوانين مجحفة تفرضها الدولة اللبنانية بمنعه من العمل في عدد كبير من الوظائف".

وعد عيسى "أن المساعدات التي قدمت من بعض المؤسسات والجمعيات على شكل وحدات غذائية أو توزيع (20) لترا من المازوت، لا تكفي، وذلك بسبب تدهور الأوضاع المعيشية لأبناء المخيم".

رابط مختصر : http://bit.ly/36OK0Ix