فتاة لاجئة من غزة تتحدى الحصار الإسرائيلي من خلال النحت

فتاة لاجئة من غزة تتحدى الحصار الإسرائيلي من خلال النحت

اللاجئة الفلسطينية رنا الرملاوي-موقع الأونروا

على الرغم من التحديات التي فرضها الحصار الإسرائيلي منذ 13 عامًا، إلا أن لاجئة فلسطينية تبلغ من العمر 24 عامًا تمكنت من إيجاد نافذة من الأمل من خلال الفن، فتصميمها العنيف بالتغلب على تحدياتها قد قادها إلى التعبير عن إحباطها وغضبها من خلال إنشاء منحوتات رملية.

وتبلغ رنا الرملاوي الرابعة والعشرين من العمر، وهي لاجئة من فلسطين تعيش في غزة. ويعاني والدها من مرض باركنسون، الأمر الذي يجعله غير قادر على الحركة أو العمل. أما والدتها فهي تعمل معلمة في مدرسة تابعة للأونروا في القطاع المحاصر. وهي واحدة من تسعة أطفال في الأسرة، ولم تستطع إكمال تعليمها الجامعي بسبب القيود المالية الصعبة التي تعيش فيها أسرتها.

وتقول رنا مستذكرة: "لطالما أحببت الرسم إلا أنني كنت خجولة وكتومة في إظهار موهبتي. وفي إحدى الأيام كنت غاضبة للغاية وحزينة لدرجة جعلتني أخرج إلى الساحة. كان يوما ممطرا وبدأت اللعب بالرمل المبلل بالماء من حولي. ولاحقا، كنت وأسرتي مندهشين بالفعل من المنتج النهائي".

وتضيف وفق ما نقل عنها الموقع الالكتروني لوكالة "الأونروا": "تمثل منحوتاتي رسالة المقاومة وتحكي قصة معاناة شعبي وخسارتهم. إن هذا هو هدفي الأساسي؛ والمتمثل بأن أبقي محنة لاجئي فلسطين على قيد الحياة".

ويعمل الحصار المفروض على قطاع غزة على الحد من سبل الوصول للبضائع والمواد التي يمكنها أن تحسن وتعزز من مهارات رنا، بحسب "الأونروا"

وأيضا، وبسبب مواردها المالية المحدودة، فإن رنا لا تستطيع شراء المواد الحافظة من أجل منحوتاتها. والآن، وفي كل مرة يكون لديها فكرة جديدة، فإنه ينبغي على رنا أن تعمل على تدوير منحوتة قديمة لعدم توفر مواد حافظة بكمية كافية للاحتفاظ بالمنحوتتين.

وتتابع: "في بعض الأحيان، تستغرقني إحدى المنحوتات ثلاثة أيام من العمل لكي تكتمل. لقد وجدت نفسي مجبرة على تدمير منحوتة قديمة لخلق واحدة جديدة وذلك بسبب محدودية المكان والمواد. إن هذا مؤلم للغاية؛ وهو يستهلك قدرا كبيرا على الصعيد البدني والنفسي. أتمنى لو أستطيع الاحتفاظ بهم كلهم".

استطاعت رنا، مثلها في ذلك مثل الشباب الغزيين الآخرين، من تطوير موهبتها وإمكاناتها بنجاح وبالرغم من كافة الصعاب، مضيفة: "إن النحت هو صديقي، وهو الوسيلة الوحيدة التي يمكنني من خلالها التعبير عن كامل غضبي وإحباطي وطاقتي. آمل أن أجد في أحد الأيام الدعم لتطوير هذه الموهبة والمشاركة في معارض دولية".

وتشير إلى أنها "في بعض الأحيان، أشعر أنني مرتبطة جدا بهذه المنحوتات، إن كل واحدة منها فريدة للغاية وتجسد ذكرى أو حالة ذهنية كانت لدي عندما كنت أعمل بها".

رابط مختصر : http://bit.ly/36XIkMI