البحر والدولة يدمران مسكنه: ليس للفلسطيني بيت آمن في لبنان

البحر والدولة يدمران مسكنه: ليس للفلسطيني بيت آمن في لبنان

المنخفضات الجوية تفاقم معاناة المخيمات الفلسطينية في لبنان-أرشيفية

نجت ليل الخميس-الجمعة عائلة اللاجىء الفلسطيني أبو غازي الساعاتي من الموت، في مخيم الرشيدية جنوب صور، بعدما انهار منزلها المؤلف من ثلاث طبقات، بفعل تلاطم الموج وانجراف الرمول من تحت قواعده الاسمنتية.

وإلى جانب هذه العائلة الكبيرة، التي تتفرع منها عائلات كانت تقطن الطبقات الثلاثة، يدهم الخطر حوالي خمسة عشر مبنى في المخيم المذكور على طول الشاطئ، تسكنها 56 عائلة ومباني أخرى في تجمع جل البحر للاجئين، عند مدخل صور الشمالي، ومخيمي البرج الشمالي والقاسمية.

وتعود قضية المباني المهددة بالانهيار في مخيم الرشيدية إلى سنوات خلت. ومعظمها موجود عند الشاطىء في المخيم الجديد ومحيط المقبرة في الطرف الجنوبي، حيث تضرب أمواج البحر في مواسم العواصف أساسات المنازل، التي بنيت على عجل، في ظل عملية تقنين إدخال مواد البناء، التي تتولى ترتيبها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بالتنسيق مع السلطات الأمنية اللبنانية، في حين يحصل الكثيرون من أبناء المخيم وغيره على هذه المواد عبر التهريب بضعفي سعرها المتداول، لتأهيل منازلهم أو القيام بإضافات عليها

مساعدة من منظمة التحرير

وحرصاً على سلامة العائلات في المباني والمنازل المهددة بالانهيار، بالتزامن مع الضغوط الاقتصادية والحياتية التي يعانيها اللاجئون، سارعت منظمة التحرير الفلسطينية إلى دفع بدلات مالية عاجلة لـ83 عائلة فلسطينية تركت منازلها، غالبيتهم في مخيم الرشيدية. ومن بين العائلات المستفيدة 12 عائلة في مخيم القاسمية، وعائلة واحدة في مخيم البرج الشمالي، وذلك وفق حجم الضرر اللحق بالمنزل، فيما تولت وكالة الأونروا دفع بدلات إيواء شهرية لهذه العائلات لمدة شهرين.

وتسعى اللجان الشعبية والأهلية ومنظمة التحرير الفلسطينية في المخيم، بالتنسيق المباشر مع وكالة الأونروا، إلى إيجاد حل جذري لمشكلة المنازل المهددة بالانهيار بين ليلة وضحاها، لا سيما تلك المبنية كغيرها من منازل المخيم على عقارات تابعة للدولة، وتقع في النطاق العقاري لمدينة صور، كانت استأجرتها وكالة الأونروا عند انشاء المخيم.

خطة الأونروا

ويوضح أمين سر اللجنة الشعبية في المخيم، أحمد الفهد "أبو الذهب" أن ما حدث ليلة الجمعة شكل كارثة حقيقية، بعد انهيار منزل مؤلف من ثلاث طبقات تقيم فيه ثلاث عائلات، هُجرت بفعل تبدد المبنى الذي ابتلعه البحر.

وأضاف الفهد، أن هناك 13 مبنى آخر على الشاطىء مهدد بالسقوط، أخليت حفاظاً على سلامة قاطنيها، كما حدث مع عائلة "الساعاتي" التي أخلت المنزل قبل انهياره. وقال إن منظمة التحرير الفلسطينية قدمت مساعدات مالية لأصحاب المنازل المهددة بالسقوط، وأن اللجنة الشعبية قدمت اقتراحاً إلى الأونروا يقضي بتأمين قطعة أرض من قبل المنظمة بعيدة عن البحر، لبناء منازل بديلة، مقابل تأمين الأونروا التمويل اللازم للتشييد.

مصادر في الأونروا أكدت لـ"المدن" أنها قامت بالتعاون مع الصليب الأحمر الدولي والمجلس النروجي للاجئين، بدفع بدلات إيواء لـ25 عائلة في الرشيدية، مقدارها أربعمائة وخمسين ألف ليرة لكل عائلة. وهي بمثابة بدل إيجار مسكن لشهرين.

أما بخصوص بناء منازل بديلة، فتؤكد مصادر الأونروا أن أي إجراء من هذا النوع يتطلب بالدرجة الأولى تمويلاً من الجهات المانحة، وإذن بإعمار وإدخال مواد البناء إلى المخيم من السلطات اللبنانية، التي توافق عادة على الإعمار من بعد إنساني ووفق الظرف الملحّ، مشيرة إلى وجود خطة لدى الأونروا لترميم 54 منزلاً مهدداً بالسقوط، على أساس المعايير التي تعتمدها الأونروا.

 المصدر/ المدن الالكترونية

رابط مختصر : http://bit.ly/37q6HTr