لبنان.. عائلات فلسطينية دخلها دولارين في اليوم

لبنان.. عائلات فلسطينية دخلها دولارين في اليوم

أطفال لاجئون بأحد مخيمات لبنان-أوتشا

تزيد الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان، منذ شهر تشرين أول/ أكتوبر 2019، من معاناة اللاجئين الفلسطينيين، نتيجة لغياب السيولة المالية، وإغلاق عدد كبير من المؤسسات التجارية لأبوابها، وتزايد حالات الصرف الجماعي للموظفين من أعمالهم.

أرقام وإحصائيات

الباحث في مؤسسة "شاهد" لحقوق الإنسان، عاطف بليبل، أفاد بأن "الوضع الاقتصادي في لبنان مقبل أو مهدد بالإفلاس إذا استمر الحال على ما هو عليه دون إيجاد حلول جريئة تنقذ الوضع مما هو عليه".

وأردف بليبل خلال حديثه مع "قدس برس": "الوضع الفلسطيني مثقل بالمشاكل والهموم، يزيده سوءًا تصاعد الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان".

وأوضح أنه وفي إحصاءات تنشرها مؤسسة شاهد ضمن الدراسة الحقوقية، تحت عنوان "الأزمة اللبنانية وتأثيرها على واقع اللاجئين الفلسطينيين"، ما يقارب 64% من الفلسطينيين عاطلين عن العمل (وذلك قبل الأزمة).

وأضاف: "39% من المهن ممنوعين من العمل فيها، 65% يعانون من حالة فقر، 9% يعانون من حالة فقر مدقع (هم ليسوا قادرين على تأمين متطلبات غذائية أساسية)".

ونوه "إلى ارتفاع أسعار السلع، خاصة للحوم والخضار، وفقدان عدد من البضائع من الأسواق، 38% من اللاجئين الفلسطينيين يتمتعون بانعدام الأمن الغذائي المتوسط، 24% يعانون من انعدام أمن غذائي حاد".

واستطرد بليبل: "العديد من العائلات الفلسطينية غير قادرة على تسديد أقساط مدارس وجامعات أبنائها، نتيجة عدم استطاعتها سحب أموالها من المصارف".

وأرد عددًا من الحلول التي يمكن أن تخفف من معاناة اللاجئين خلال أزمتهم الحالية، "كقيام وكالة الأونروا باستنفار جهودها ودعوة الجهات المانحة لتقديم المساعدات، أو عبر مساعدات إغاثية أو مالية أو عبر مشاريع تقدمها المنظمات الدولية والجهات الخيرية".

العودة للمخيم

الأزمة الاقتصادية هذه، دفعت باللاجئين الفلسطينيين إلى إيجاد بديل يخفف من وطأة الأزمة المادية عليهم، حيث تشهد المخيمات وفقًا لـ "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين"، حالة انتقال ملحوظة لعائلات من خارج المخيم لتعود وتقطن داخله.

كما أشارت الهيئة، إلى "ارتفاع نسب الكآبة والحالات النفسية غير المستقرة بين صفوف اللاجئين نتيجة لتردي الأوضاع الاجتماعية، بالإضافة إلى الإقبال على محلات الصاغة لبيع الذهب والمجوهرات، أو الإقبال على بيع أجزاء من أثاث المنازل في محاولة لترتيب الأولويات".

ونبهت إلى أن "دخل الفرد اليومي لآلاف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أصبح لا يتجاوز 2 دولار".

الأونروا تخلت عن اللاجئين

بدوره، قال اللاجئ الفلسطيني، أحمد شامية (43 عامًا)، إن عمله في قطاع التمديدات الصحية، قد توقف بشكل شبه كامل، نتيجة الأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان.

وأضاف شامية، والذي تعود أصوله لمدينة حيفا المحتلة، ويقطن مخيم البداوي (شمال لبنان)، خلال حديثه مع "قدس برس"، أنه "المعيل الوحيد لعائلته المؤلفة من زوجين و3 بنات صغار".

وأوضح أنه "ومنذ بدء الأزمة الاقتصادية مرّ شهر تقاضى فيه 200.000 ليرة لبنانية، ما مجموعه تقريبًا 6 آلاف ليرة في اليوم، ما يعني دولارين في اليوم فقط".

واعتبر أن "وكالة الأونروا قد تخلت عنهم"، مناشدًا إياها "ضرورة إعادة العمل بنظام الإعاشة نظرًا لسوء أوضاع اللاجئين الفلسطينيين الاقتصادية".

ويشهد لبنان منذ تشرين أول/ أكتوبر 2019، أزمة اقتصادية خانقة، دفعت بعدد من المؤسسات التجارية إلى إغلاق أبوابها، أو صرف موظفيها بشكل جماعي أو التخفيف من أعدادهم.

وتقوم عدد كبير من المؤسسات إلى دفع نصف راتب لموظفيها، في وقت انخفضت فيه القيمة الفعلية للرواتب (أكثر من 40%) مع ارتفاع بأسعار البضائع والمأكولات.

وكان لبنان قد شهد في 17 تشرين أول/ أكتوبر، حراكًا جماهيريًا شاركت فيه مختلف الطوائف والأطياف اللبنانية، مطالبين بمحاسبة المسؤولين التي يتهمونها بالفساد، وتعيين انتخابات برلمانية مبكرة، واستقلال القضاء عن قرارات السياسيين الأمر الذي سيسمح بمحاسبتهم.

المصدر/ قدس برس

رابط مختصر : http://bit.ly/2TaftR1