أعربت مؤسسات وجمعيات أهلية في لبنان عن قلقها الشديد من إمكانية انتشار فيروس كورونا في المخيمات والتجمعات الفلسطينية مع تسجيل عدة حالات وفاة وعشرات الإصابات بالمرض في هذا البلد.

وتحدث "منتدى المؤسسات والجمعيات العاملة في الوسط الفلسطيني في لبنان"، عن غياب أية خدمات صحية أو وقائية للدولة اللبنانية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، في حين أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" ومنذ الإعلان عن وجود إصابات بفيروس كورونا في لبنان، لم تتخذ أية خطوات وقائية جدية لمنع انتشار المرض باستثناء بعض الاجراءات التوعوية والإرشادات "التي لا ترقى إلى مستوى الخطر".

وفي وقت سابق، مددت وكالة "الأونروا"، إقفال المؤسسات التعليمية التابعة لها حتى منتصف الشهر الحالي، كإجراء وقائي ضد فيروس "كورونا"، التزامًا بقرار وزير التربية اللبناني، طارق المجذوب، الذي أعلن، تعليق الدروس في كل المؤسسات التعليمية الرسمية والخاصة حتى مساء الأحد الموافق 15 آذار/ مارس 2020.

وقال منتدى "المؤسسات والجمعيات" في بيان مكتوب، تابعه "مركز العودة"، إن المخيمات الفلسطينية في لبنان تعاني من الاكتظاظ السكاني ويعيش عشرات الآلاف من اللاجئين في الكيلو متر الواحد وتفتقر مخيماتهم إلى المرافق الصحية والامكانيات المادية لمواجهة هكذا وباء.

وأضاف أن ارتفاع مستويات والفقر والبطالة إلى مدى غير مسبوق وسط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان خصوصا بعد الأزمة الاقتصادية الحالية التي تعصف بلبنان جعل معظم اللاجئين الفلسطينيين عاجزين عن توفير الحد الأدنى من المستلزمات الطبية ومتطلبات الوقاية الصحية الضرورية من كمامات ومواد تعقيم وتنظيف وغيرها.

وأشار المنتدى، إلى أن مدارس الأونروا في لبنان تعاني من الاكتظاظ أصلا مهددة بالخطر حال استئناف الدراسة مستقبلا إن لم تتخذ إجراءات صارمة من خلال تنظيف الغرف الصفية وتعقيمها يوميا وكذلك دورات المياه وتزويدها بمستلزمات النظافة والتعقيم.

كما نوه إلى أن عمال النظافة في الاونروا أنفسهم لم يتخذوا حتى يومنا هذا أي إجراءات وقائية فعلية للحفاظ على سلامتهم أثناء جمع النفايات من حيث ارتداء القفازات والكمامات وغيرها فضلا من أن مجمعات النفايات في المخيمات الفلسطينية قريبة جدا من المنازل ومكشوفة وليس هناك من حملات دائمة لتنظيفها وتعقيمها ورشها بالمبيدات.

وفي ظل هذا الواقع شدد على ضرورة أن تتحمل منظمة الصحة العالمية مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من خلال توفير متطلبات الوقاية من الامراض والأوبئة بالتعاون مع الأونروا.

ودعوا إلى القيام بحملات توعوية واسعة النطاق وسط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من قبل الأونروا وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والهيئات الطبية الأخرى، وضرورة أن تتحمل الأونروا كامل مسؤولياتها والعمل على توفير النظافة الدائمة للمخيمات وتزويد المرافق العامة بالصابون والمطهرات.

وأوصى بالقيام بحملات رش للمبيدات في جميع أزقة المخيمات ومجمعات النفايات وبشكل يومي، وأن تجّهز مستشفيات الهلال الأحمر الفلسطيني والمؤسسات الطبية الاخرى المتواجدة في لبنان غرفا للحجر الصحي والعزل استعدادا لأي طار.