راح ضحيتها مئات المدنيين الفلسطينيين.. 72 عامًا على مجزرة دير ياسين

راح ضحيتها مئات المدنيين الفلسطينيين.. 72 عامًا على مجزرة دير ياسين

راح ضحية المجزرة بين 250 إلى 360 فلسطينيًا-أرشيفية

توافق اليوم الخميس 9 نيسان/ إبريل من كل عام، الذكرى الـ72 لمجزرة دير ياسين، التي راح ضحيّتها بين 250 إلى 360 شهيدًا فلسطينيًا من سكان القرية الواقعة غربيّ مدينة القدس المحتلّة، قُتلوا بدم بارد، في هجوم نفّذته العصابات الصهيونية في ساعات الفجر.

واستمرت المجزرة الوحشية حتى ساعات الظهر، وقبل الانسحاب من القرية جمع المهاجمون كل من بقي حيا من المواطنين العرب داخل القرية وأطلقوا عليهم النيران لإعدامهم أمام الجدران، ومنعت العصابات الصهيونية في ذلك الوقت، المؤسسات الدولية، بما فيها الصليب الأحمر، من الوصول إلى موقع الجريمة للوقوف على ما حدث على أرض الواقع.

بدأت العصابات الصهيونية هجومها على قرية دير ياسين قرابة السّاعة الثّالثة فجر يوم التاسع من نيسان عام 1948م، لكن المهاجمين في حينه تفاجأوا بنيران الأهالي وسقط منهم 4 قتلى وما لا يقلّ عن 32 جريحًا، بحسب شهادات النّاجين من المجزرة.

لذا استنجدت العصابات بقيادة "الهاغاناة" في القدس، حيث وصلت التّعزيزات، ليتمكن المعتدون من استعادة جرحاهم وفتح نيران الأسلحة الرّشّاشة والثّقيلة على الأهالي دون تمييز بين شيخ أو طفل أو امرأة.

وشهدت المجزرة دعما من قوّات 'البالماح' في أحد المعسكرات بالقرب من القدس، للمهاجمين حيث قصفت "البالماح" قرية دير ياسين بمدافع الهاون لتسهيل مهمّة العصابات المهاجمة.

وتفاخر مناحيم بيغن، الذي كان رئيسا لعصابة "الهاغاناه"، بالمجزرة، بعد أن أصبح رئيسا للوزراء بعد تأسيس دولة إسرائيل. وقال في كتاب: "كان لهذه العملية نتائج كبيرة غير متوقعة، فقد أصيب العرب بعد أخبار دير ياسين بهلع قوي فأخذوا يفرون مذعورين، فمن أصل 800 ألف عربي كانوا يعيشون على أرض إسرائيل (الحالية) لم يتبق سوى 165 ألفا".

وأضاف بيغين: "لقد خلقنا الرعب بين العرب وجميع القرى في الجوار. وبضربة واحدة، غيرنا الوضع الإستراتيجي".

"شعبنا لن ينسى"

وبمناسبة حلول ذكرى المجزرة الأليمة، حثّت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، المجتمع الدولي على تحمّل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية والانسانية والسياسية تجاه شعب أعزل ودولة تحت الاحتلال، ومحاسبة ومساءلة إسرائيل، وكبح جماح انتهاكاتها وممارساتها الإجرامية، وإنهاء احتلالها لأرضنا وتحقيق العدالة والحماية لأبناء شعبنا.

وقالت عشرواي في بيان صحفي: "إن ذكرى هذه المجزرة الاليمة صادفت هذا العام ودولة فلسطين كما العالم أجمع يواجهون وباء خطيرا يزحف ويتفشى لينال من البشرية جمعاء، فيما لا يزال شعبنا يواجه منذ عشرات السنين آفة الاحتلال الاحلالي الاجرامي القائم على عقيدة التطهير العرقي والتهجير القسري والمجازر، آفةً تهدد وجوده وأرضه وهويته".

وأضافت: "لقد كانت المذابح التي ارتكبتها إسرائيل في دير ياسين، كفر قاسم، والطنطورة، ونصر الدين، وصالحة، اللد، والدوايمة، وحيفا، وبيت داراس، ويازور، ومجازرها في حروبها الثلاث على قطاع غزة إضافة إلى جرائمها المتصاعدة بحق شعبنا بشكل يومي بما فيها تعطيل المساعي الفلسطينية لمكافحة جائحة "كوفيد 19"، وخصوصا في القدس المحتلة، ما هي الا مثال حيّ على بطشها وفاشيتها وتطرفها وعنصريتها".

وأكدت عشراوي "أن شعبنا الفلسطيني لن ينسى ما مرّ عليه من تشريد قسري وتهجير وقتل، وأنه صامد على أرضه، ومتمسك بحقوقه غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه الطبيعي في تقرير المصير، مشددة على موقف منظمة التحرير الفلسطينية الثابت في المضي قدما نحو ملاحقة إسرائيل قانونيا وسياسيا في المحاكم والمحافل الدولية، ومحاسبتها ومساءلتها على جرائم الحرب التي ارتكبتها بحق شعبنا وأرضه وممتلكاته".

رابط مختصر : http://bit.ly/2JSCSkA