"كورونا" يعمّق الأزمة المالية الخانقة لـ"الأونروا"

لاجئون بأحد المخيمات الفلسطينية في الأردن-صورة أرشيفية

تفرض أزمة وباء فيروس "كورونا" أعباء إضافية وازنة على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، في ظل وضعها المالي المتأزم والاستجابة البطيئة من قِبل الدول المانحة لدعم ميزانيتها وتمكينها من الاستمرار في عملها.

وأمام انشغال العالم اليوم في مواجهة فيروس "كورونا"، فإن "الأونروا" تجابه تحديات ثقيلة ناجمة عن أزمتها المالية غير المحمودة التي انتقلت معها من العام الماضي وازدادت وطأة مع بداية العام الحالي، والتي اضطرتها لاتخاذ قرار، مؤخرا، بتخفيض حجم الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين بنسبة 10 %، إلا أن الأردن ومعه بقية الدول المضيفة وقفوا صدًا معارضًا لنفاذه.

بينما وصل للوكالة من الدول المانحة، وفق مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية المهندس رفيق خرفان "حوالي ثلث الميزانية العامة للأونروا، حيث تم ضخ حوالي 350- 400 مليون دولار حتى الآن من إجمالي 1.4 مليار دولار قيمة الميزانية العامة للوكالة لعام 2020 لتلبية الاحتياجات الأساسية" لأكثر من 5.6 مليون لاجئ فلسطيني في مناطق عملياتها الخمس، منهم زهاء مليوني لاجئ في المملكة.

وأوضح خرفان لصحيفة "الغد" الأردنية، "أن الأونروا تلقت حوالي 6 ملايين دولار حتى الآن من إجمالي نحو 14 مليون دولار قيمة المناشدة التي أطلقتها الوكالة منذ بداية أزمة كورونا من أجل مواجهتها".

وقال إن "أزمة كورونا عالمية وقد أثرت على الدول المانحة التي تشكل الداعم الرئيسي للوكالة"، لافتاً إلى اتصال هاتفي تم مع المفوض العام الجديد يوم الجمعة الماضي لبحث الوضع المالي للوكالة، حيث أوضح فيليب لازاريني من خلاله حجم استجابة الدول المانحة حتى الآن لتغطية قيمة المناشدة التي أطلقتها الوكالة من بداية الأزمة بقيمة 14 مليون دولار، إذ حيث وصل للوكالة منها حوالي 6 ملايين دولار".

وقال خرفان إن "أزمة الوكالة كبيرة منذ بداية العام الحالي، حيث أعلن المفوض العام بالوكالة حينها في منتصف شهر شباط (فبراير) الماضي، عن توجه بإجراء تخفيض على الميزانية العامة للوكالة بقيمة 10 %، إلا أن الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين اعترضت على ذلك الأمر".

وأضاف أن "أزمة كورونا زادت الأعباء على الوكالة، حيث باتت استجابة الدول المانحة بطيئة في ظل انشغال دول العالم بمواجهة كورونا"، معرباً عن أمله في تغير الأحوال بعد انتهاء تلك الأزمة.

في سياق آخر، قال خرفان إن "فرق التقصي الوبائي تعكف على جمع العينات في المخيمات، حيث باشرت عملها يوم الجمعة الماضي في مخيم الوحدات، وكانت نتيجة الفحوصات سليمة وخالية من الكورونا، ومن ثم واصلت عملها في الحسين وحي الأمير حسن، وفي البقعة، وإربد، بحيث تستمر في عملها ببقية المخيمات تباعاً لتنتهي في 18 من الشهر الحالي”.

كانت الأونروا قد أكدت في وقت سابق ضرورة الحصول على 1.4 مليار دولار على الأقل لتمويل خدمات ومساعدات الوكالة الضرورية، والتي تشمل المعونة الإنسانية المنقذة للحياة والمشروعات ذات الأولوية، المقدمة لما مجموعه 5.6 مليون لاجئ فلسطيني وذلك للعام 2020.

ويأتي عرض أولويات الوكالة للعام 2020 ومتطلباتها المالية في أعقاب تمديد الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً لمهام ولاية الأونروا لمدة ثلاث سنوات إضافية ولغاية حزيران (يونيو) 2023.

المصدر/ صحيفة الغد

رابط مختصر : http://bit.ly/2RDiCYr