ذا ناشيونال: كورونا يستنزف ميزانية الأونروا ويثقل كاهل اللاجئين في الأردن

ذا ناشيونال: كورونا يستنزف ميزانية الأونروا ويثقل كاهل اللاجئين في الأردن

طاقم طبي بعيادة للأونروا يتجهز لإيصال أدوية للاجئين بمخيم عمان الجديد-رويترز

تكافح وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" للتعامل مع تداعيات تفشي فيروس كورونا في الأردن بعد إغلاق البلاد الذي ترك الجميع تقريبًا في المخيمات بدون عمل.

وقال مسؤول في الأونروا إن زيادة المساعدة لتعويض فقدان الدخل للاجئين تركت الوكالة التابعة للأمم المتحدة بحاجة إلى تمويل إضافي قدره 100 مليون دولار بحلول نهاية مايو/ أيار.

وأضاف وفق تقرير نشرته صحيفة "ذا ناشيونال" الناطقة بالإنجليزية، وترجمه "مركز العودة الفلسطيني"، إن البطالة بين اللاجئين في المخيمات العشرة التي تديرها الأونروا في الأردن ارتفعت من حوالي 50 في المائة إلى حوالي 100 في المائة نتيجة للقيود المفروضة على الحركة وإغلاق الشركات لمنع انتشار "كوفيد 19".

دخل يومي

وتعتمد الغالبية العظمى في المخيمات، التي يقطنها 450 ألفًا من أصل 2.2 مليون لاجئ فلسطيني مسجل في الأردن، على الدخل اليومي من العمل أو الأعمال التجارية الصغيرة من أجل البقاء.

أبو أحمد، من سكان مخيم البقعة على أطراف عمان، لم يتمكن من العمل منذ منتصف مارس/ آذار. عاش أبناؤه الخمسة ووالديه وأهل زوجته على 400 دينار التي يكسبها كل شهر من قيادة سيارة أجرة وأعمال أخرى.

"نقول دائما إن شاء الله. ولكن إذا لم نتمكن من الخروج لكسب لقمة العيش، فلن نتمكن حتى من كسب الرزق الذي قسمه الله لنا".

ولمساعدة اللاجئين الأكثر ضعفا، قامت الأونروا بتوسيع برنامجها للمساعدات النقدية من 56،000 أسرة قبل تفشي المرض إلى 80،000 خلال الشهر الماضي. وتتلقى كل أسرة 50 دينارًا أردنيًا (70.44 دولارًا أمريكيًا) شهريًا، لكن العدد الفعلي الذي تحتاجه هذه المساعدة قد يكون "ثلاث أو أربع مرات" مثل هذا العدد، بحسب الوكالة.

ويواجه الأردن بالفعل أزمة تمويل، وقد خُصصت ميزانيته للمدارس والعيادات الطبية لتمويل الاستجابة لحالات الطوارئ.

وضع مريع

وقال محمد أدار، مدير عمليات وكالة الأونروا في الأردن: "قبل الأزمة، كنا في وضع مريع ماليا".

وأضاف: "لقد قمنا الآن بإعادة توجيه الموارد المحدودة لدينا لتلبية احتياجات اللاجئين ومواجهة كوفيد 19".

وكافحت الأونروا من أجل تغطية التكاليف منذ أن أوقفت الولايات المتحدة دعمها السنوي البالغ 360 مليون دولار في عام 2017. وقد استجاب المانحون لنداء طارئ بقيمة 14 مليون دولار في فبراير، لكن ومع تداعيات كورونا تحتاج الوكالة إلى 100 مليون دولار أخرى لمواصلة تقديم الخدمات في الأردن والضفة الغربية ولبنان وغزة.

وقال أدار: "هذه أوقات اقتصادية صعبة ليس فقط للاجئين الفلسطينيين، ولكن للعالم بأسره".

وأثنى على الحكومة الأردنية لتنسيق الجهود مع الأونروا خلال عملية الإغلاق، التي خفت قليلاً هذا الأسبوع.

"لكن كوفيد 19 تضرب اللاجئين الفلسطينيين بشدة. نحن بحاجة إلى التعاون والتضامن لمنع الفقر المدقع"، كما أضاف.

وفي حين أن الفلسطينيين الذين قدموا إلى الأردن قبل عام 1968 يحملون الجنسية وهم مؤهلون للحصول على الدعم الاجتماعي الذي قدمته الحكومة مؤخرًا، فإن الوافدين بما في ذلك 140،000 لاجئ من غزة و17،000 نزحوا من الحرب في سوريا، ليسوا كذلك.

مخاوف قائمة

لم يعثر الاختبار العشوائي على حالة كوفيد 19 واحدة بين سكان مخيمات الأونروا ولكن المخاوف لا تزال من تفشي مدمرة بسبب حالة الازدحام.

وقال أدار: "ليست فقط المنازل في المخيمات متقاربة من بعضها البعض، ولكن في كل مأوى، قد يكون لديك جيلين أو ثلاثة أجيال من عائلة تعيش معًا".

وأشار إلى أن "المسافة الاجتماعية مستحيلة جسديًا في المنازل، وللأسف في الشوارع لا يطبقها الناس ولا يلتزمون بإجراءات حظر التجول".

في حين كانت الأحياء السكنية في عمان مهجورة في الغالب أثناء الإغلاق، كانت مخيمات الأونروا مزدحمة باللاجئين من دون كمامات أو قفازات. يلعب الأطفال كرة القدم في الشوارع الضيقة والأزقة بعد الساعة السادسة مساءً، عندما يُفترض أن يعود الجميع إلى منازلهم.

وترسل الوكالة متطوعين إلى الشوارع كل يوم لتثقيف سكان المخيم حول مخاطر كوفيد 19، وأهمية الابتعاد الاجتماعي، وارتداء القفازات وغسل اليدين بشكل صحيح ومتكرر.

وتقول رزان نضال (21 عامًا)، طالبة طب ومتطوعة من الأونروا في مخيم إربد: "يعرف بعض الناس بالفعل أهمية الابتعاد الاجتماعي، والبعض الآخر لا يدرك أهمية ذلك".

رابط مختصر : http://bit.ly/2zeq0mK