اللاجئون الفلسطينيون بمخيم عين الحلوة.. بعيدا عن العالم بعيدا عن كورونا

اللاجئون الفلسطينيون بمخيم عين الحلوة.. بعيدا عن العالم بعيدا عن كورونا

الجيش اللبناني يفرض حراسة مشددة على مداخل مخيم عين الحلوة-رويترز

قالت إلباييس الإسبانية إن إجراءات الحجر الصحي التي تبقي اللاجئين الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة (جنوب لبنان) معزولين عن العالم هي أفضل ترياق لهم ضد عدوى كورنا التي تنتشر في باقي أنحاء العالم.

وقالت مراسلة الصحيفة في تقرير ميداني من عين المكان إن الدخول إلى مخيم عين الحلوة للاجئين يشبه زيارة فلسطين صغيرة محصورة بين الجدران، لها أربعة أبواب تحت حراسة شديدة من قبل الجيش اللبناني.

وأوردت إلباييس نبذة عن المخيم الذي بني عام 1948 على تخوم مدينة صيدا جنوب لبنان، ويعيش فيه حوالي 75000 فلسطيني على مساحة كيلومترين مربعين، وهو من أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ويشهد بين الفينة والأخرى مواجهات مسلحة بين أطراف مختلفة من الساحة الفلسطينية.

ويستنسخ توزيع البيوت في المخيم أسماء القرى الأصلية للاجئين في الأراضي الفلسطينية، ومعظمهم نازحون من مدينة عكا الساحلية، وبعضهم من مدينة حيفا داخل الخط الأخضر.

ويعيش أهالي المخيم في بيوت بينها أزقة ضيقة يبلغ عرضها أحيانا مترا واحدا فقط، حيث يمنع سقف الكابلات المتشابكة ضوء الشمس من الوصول إلى الأرض.

ونقلت الصحيفة عن مصطفى أبو عطية، المدير التنفيذي لمستشفى النداء وهو الوحيد القادر على إجراء العمليات الجراحية في المخيم، إنه لم يتم تسجيل أية إصابة بالفيروس في صفوف سكان المخيم.

وهناك هناك ست حالات إصابة فقط من بين 220 ألف فلسطيني يعيشون في المخيمات بلبنان الذي نزح إليه أيضا مليون ونصف مليون لاجئ سوري، مما يجعل البلد يضم أكبر عدد من اللاجئين بالنسبة لسكانه.

مخاوف وإجراءات

ومن الإجراءات -التي تم اتخاذها لصد فيروس كورونا عن المخيم- أنه تم تركيب غرفة عزل ومخزن خارج أسوار المخيم لفحص الأشخاص الذين يشتبه بإصابتهم الفيروس ويعانون من أعراضه.

وخوفا من وقوع كارثة بين السكان الذين يعتمدون بشكل كامل على مساعدات وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (أونروا) أجلت مختلف الجهات الفاعلة في الصراع داخل المخيم نزاعها مؤقتا لمواجهة الفيروس.

في تلك الظروف، تم إغلاق سوق الخضار المركزي بسبب كورونا بالكاد لمدة أسبوع، وتحول الفلسطينيون الذين كانوا يعملون فيه إلى عمالة رخيصة في صيدا حيث يشتغلون في دوامات يومية مقابل 25000 ليرة لبنانية (15 يورو) في اليوم.

وذكرت الصحيفة أنه رغم أن الكثير من الفلسطينيين ولدوا ويعيشون كامل حياتهم في لبنان، فإنهم مستثنون من 39 مهنة حرة بموجب قانون العمل اللبناني.

ويوضح أبو عطية في مستشفى النداء أن "الأزمات تراكمت في مخيم عين الحلوة منذ عام 2019، فأطلقت وزارة العمل الأمر بتنظيم جميع العمال الأجانب.. مما تسبب في طرد العديد من الفلسطينيين".

وتفاقمت أحوال اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عندما قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل عامين وقف تمويل بلاده لوكالة أونروا مما تسبب في تخفيض ثلث ميزانيتها السنوية.

بموازاة ذلك، أدت الحرب السورية إلى تحويل أموال المنظمات غير الحكومية الدولية نحو اللاجئين السوريين بلبنان. وقالت هدى سمر المتحدثة باسم أونروا للصحيفة إن توزيع المساعدات النقدية على اللاجئين سيبدأ في 14 مايو/أيار الجاري. وقد ضغطت فصائل المخيم على الجهات المعنية لكي تصل تلك المساعدات إلى جميع السكان دون تمييز.

المصدر/ الجزيرة نت

رابط مختصر : http://bit.ly/2AjT1xR