المؤرخ أبو ستة: إسرائيل شنت 10 أنواع من الحروب ضد الفلسطينيين منذ النكبة

المؤرخ أبو ستة: إسرائيل شنت 10 أنواع من الحروب ضد الفلسطينيين منذ النكبة

المؤرخ الفلسطيني سلمان أبو ستة-صورة أرشيفية

قال المؤرخ الفلسطيني البارز الدكتور سلمان أبو ستة، إن إسرائيل شنت 10 أنواع من الحروب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني منذ نكبة العام 1948م، بعد أن فشلت في أن تأخذ منه صك الشرعية.

جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان: "150 عاما على المشروع الاستيطاني الصهيوني... وثائق ومعلومات جديدة"، عقدها المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج.

وأشار أبو ستة، وفق ما نقل موقع "فلسطينيو الخارج" إلى أن الحروب عشر هي: حرب "القوة العسكرية" التي سيطرت فيها العصابات الصهيونية على فلسطين، وحرب "إسكات صوت الضحية"، حين اقتُرفت المجازر بعهد التلغراف ونيويورك تايمز دون أن يتحدثوا عنها، ومنع وصول صوت الضحية إلى الغرب.

وأضاف أن الحرب الثالثة فهي "حربٌ سياسية" من المجموعة الاستعمارية الغربية، بإلغائها كل القوانين الدولية التي تجرّم إسرائيل، والتي تؤيد حق الفلسطينيين، "حيث قامت إسرائيل بطمس جغرافيتنا بإزالة الأسماء من على الخريطة واستبدالها بأسماء من عندهم".

أما الحرب الرابعة، فهي "حرب تاريخية، هم ينكرون وجودنا، وهم يقولون إنه منذ وقت السيد المسيح قبل ألفي عام إلى الحرب العالمية الأولى عندما جاء هربرت صموئيل؛ لا يوجد تاريخ في فلسطين ولا يوجد فلسطينيون، كانت أرضا فارغة تنتظر عودتهم، وهم غابوا عنها ألفي عام والآن قرروا أن يعودوا إلى ديارهم، هكذا يقولون".

وأوضح أبو ستة قائلا: "طبعا طمس هذا التاريخ أضحوكة لا تنطلي إلا على هؤلاء الذين يسيطرون على عقولهم في الغرب، فكل الأسماء عندنا وتاريخنا موجود، قرانا سجّل أسماءها الفلسطينية الأُسقف "يوسابيوس" عام 313، أي قبل 17 قرنا وهي نفس الأسماء التي عندنا اليوم".

واعتبر أبو ستة أن الحرب الخامسة، هي "حرب تراثية"، بهدم وإلغاء وتدمير أي أثر تاريخي للشعب الفلسطيني في فلسطين، والذي يجري إعدامه من قبل الاحتلال. ولتوضيح ذلك قال: "هناك حقيقة اكتشفتها منذ سنوات، أنه عام 1948 عندما هجروا أهالي 560 قرية ومدينة فلسطينية، بدؤوا بتدمير ممنهج للقرى، فكان يرافق من يدمرها فريق من الآثار، فإن وجدوا حجرا ينفعهم أبقوه وإلا دمروا هذا البيت، ولدينا خرائط كيف كانوا يدمرون ذلك، وهو تدمير فعلي للآثار العربية والإسلامية والفلسطينية، إذا لم تخدم هدفهم، وطبعا لم يجدوا الشيء الكثير ولم يوجد حتى الآن أي دليل قاطع في تأكيد خرافتهم".

حرب دينية وعنصرية

أما الحرب السادسة والسابعة فهي حرب "دينية وعنصرية"، هم "جندوا فيها كتبهم المقدسة بأن تقول إن هذه عطية من الله، جل شأنه، لليهود فقط، وأن غياباهم ألفي عام هذا شيء طارئ ليس له تأثر على الملكية، بالتالي هم شعب واحد وله جينات واحدة انتشر في الأرض، والآن عاد ليسترد أملاكه". ويساعدهم في هذه الحرب وفق أبو ستة مجموعة كبيرة من المسيحيين الأمريكيين يصل عددهم إلى 60 مليونا وهم الإنجيليون.

وأضاف:" هي ليست حرباً دينية فقط؛ بل حرب عنصرية، يقولون إن كل يهودي في العالم، الألماني والهندي والإفريقي وغير ذلك هم عنصر واحد، فهم يقولون إن اليهود عنصر مميز وشعب مختار، بالتالي له الحق بأن يأخذ ما يريد".

وبيّن أبو ستة الحرب الثامنة، التي تشن على الفلسطينيين، وهي "حرب تشويه سمعة الفلسطيني وشيطنته"، "عندما تدافع عن أرضك ووطنك هذا شي مقدس وموجود في كل القوانيين الدولية، ولكن يقال عنا إرهابيون، والغريب أن هذه الشيطنة تصل إلى مسؤولين كبار في الأمم المتحدة يتكلمون عن وقائع قانونية، إذاً فتشويه سمعة الفلسطينيين تجعلهم مكروهين في الغرب لأنهم هم المعتدون والمجرمون الذين يحاربون أناساً آمنين ومسالمين".

واعتبر أن "الحرب القانونية"، هي الحرب التاسعة، باستعمال القانون، "فهم يحاربوننا قانونيا في داخل البلدان، مثلا في أمريكا تصدر قوانين محلية، أن كل من يساعد فلسطين فهو معاقب، وأيضا وصلوا إلى قوانين قاطعة تجرم الدعوة إلى الحق في فلسطين وبالذات في ألمانيا، هذه الحرب لم تنجح إلا في الدول التي تسيطر الصهيونية فيها على حكومة تلك الدول".

في حين أن الحرب العاشرة هي "الحرب الاقتصادية" وهي طويلة الأمد لأنها بدأت منذ الصندوق القومي اليهودي، ضُخت فيه أموال اليهود لمحاولة شراء الأراضي في عهد هربرت صموئيل لكي تكون مقرا للمستعمرات، حتى هذه كانت تحت التواطؤ البريطاني، فلم تصل إلى 6 بالمئة من مساحة فلسطين، ومعظم عمليات البيع لليهود كانت من أملاك سوريين ولبنانيين أقنعهم اليهود بأن فلسطين صارت دولة أخرى، وأن الدخول إليها أصبح بجوازات ويصعب الدخول إليها، فالأفضل لكم بيعوا أرضكم".

وقال أبو ستة في محاضرته: "عشرة حروب شنت علينا من قبل إسرائيل هي سابقة لا مثيل لها في التاريخ، وأيضا الذي لا مثيل له في التاريخ أننا لا زلنا صامدين".

وتابع: "نحن عام 48 كنا مليونا ونصفا، الآن 13 مليونًا، نصف هؤلاء على أرض فلسطين إما لاجئين أو تحت الاحتلال الإسرائيلي، وعام 2030 سيكون عددنا 18 مليون، لا بد أن نعود إلى أرضنا ولا بد ان نستعيدها".

رابط مختصر : http://bit.ly/2WUAGip