الثمانيني الفلسطيني محمود أبو ديب.. شاهد على النكبة

الثمانيني الفلسطيني محمود أبو ديب.. شاهد على النكبة

المسن محمود أبو ديب يحمل مفتاح العودة-مواقع إلكترونية

رغم مرور 72 عامًا، على نكبة فلسطين، إلا أن المسن محمود أبو ديب (81 عامًا) ما يزال متمسكًا بأمل العودة لقريته التي هُجر منها، حينما كان طفلا.

ويقطن أبو ديب حاليا في بلدة بني سهيلا الريفية، جنوبي قطاع غزة.

ويحتفظ أبو ديب، الذي هاجر مع أسرته من قرية "بير معين"، القريبة من قطاع غزة، عام 1984، بخارطة القرية، وبندقيتين قديمتين.

ويقول المسن الفلسطيني، إنه حارب بإحدى البندقيتين، الاحتلال الإسرائيلي، بجانب الثوار الفلسطينيين، خلال حقبة الخمسينيات من القرن الماضي.

ويمتلأ منزل "أبو ديب"، بالمقتنيات التراثية، التي تشير لمدى تمسكه بحقه في العودة لقريته التي هُجر منها.

وخلال لقاء معه، كان "أبو ديب" يرتدي "جلابية" تراثية، وبنطال فضفاض يُطلق عليه محليا اسم "السروال"، وحطة (شماغ) وعقال (غطاء الرأس التقليدي) وعباءة سوداء.

كما يضع على خاصرته، العديد من الخناجر القديمة نقش اسمه على بعضها.

تمسك بالتراث

وحمل المسن الفلسطيني، قطعتي سلاح قديمتان يحتفظ بهما منذ عشرات السنين.

وفي فناء منزله، نصب خيمة، بداخلها فراش تراثي، ومعلق بها بعض القطع الفخارية المصنعة حديثًا والسيوف القديمة، ويجلس بجوارها "حصان".

ويوضح أنه يتواجد في أغلب الأوقات في الخيمة، ويعتبرها "ملاذه الدائم"، حيث يجلس وينام ويستقبل بعض الضيوف فيها.

وفي إحدى غرف منزله، خصص غرفة واسعة، لاستقبال الضيوف، فرشها بسجاد تراثي وعلق على جدرانها عددًا من السيوف، وصورًا له مع شخصيات أبرزها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بجانب صور جده ووالده.

وفي بعض زوايا الغرفة، وضع "أبو ديب" مقتنيات تراثية، ومنها "مهباج" لطحن القهوة، ومحراث زراعي ورثه من أبيه، ومفتاح قديم لمنزلهم في القرية، وخارطة تفصيلية لها ولمدن فلسطينية مجاورة محتلة، وآنية نحاسية، وغيرها من المقتنيات.

ويحرص اللاجئ الفلسطيني، على نقل اهتمامه وعشقه للتراث الفلسطيني، إلى أبنائه وأحفاده، حيث يلزم نحو 10 من أحفاده، على لبس التراث الشعبي، والتواجد حوله، حينما يكون لديه ضيوف أو وسائل إعلام.

وكثيرا ما يشرح للأحفاد، عن وطنه وقريته التي سلبها الاحتلال.

هجرونا قسرًا

ويقول أبو ديب إن عائلته كانت تمتلك أراض زراعية كبيرة، في قريتهم "بير معين"، مساحتها نحو 500 دونم (الدونم ألف متر مربع)، كانت تزرع بالبطيخ والشمام والقمح والشعير.

ويوضح أنه كان يبلغ من العمر نحو 10 سنوات، حينما أجبر السكان على مغادرتها.

يقول، أبو ديب، لوكالة أنباء الأناضول "كنت أعي جيدًا عندما هجرت من بلدي، وقاومنا بسلاحنا البسيط الاحتلال، وبقينا نقاوم ونزرع الأرض، وكانت القوات الإسرائيلية بجوار أراضينا (..) في النهاية أجبرونا على الهجرة قسرًا لبلدة بني سهيلا في خان يونس".

ويكمل: "أجبرنا على الهجرة، وتركنا خلفنا محصولنا وأملاكنا، بقيت معالم بعضها حتى اليوم".

وتابع "أبي حمل بعض المقتنيات من أرضنا، وحمّلني مفتاح الدار ومحراثا خشبيا أحتفظ به، أمانة عندي قبل وفاته".

ويضيف "ما زلت أحتفظ بأمل العودة، للأرض المحتلة وأوصيت أبنائي بالمحافظة عليها بعد وفاتي".

وعن أسباب تمسكه بالتراث الفلسطيني، يقول أبو ديب، خاتما حديثه "من ليس له ماضي، ليس له حاضر ومستقبل".

ويُحيي الفلسطينيون في الـ15 من مايو/أيار، من كل عام، ذكرى "النكبة"، عبر فعاليات واسعة، تعبيرا عن تمسكهم بحق العودة إلى ديارهم التي هُجّروا منها قسرا، عام 1948.

ويُطلق الفلسطينيون مصطلح "النكبة" على عملية تهجيرهم من أراضيهم، على أيدي "عصابات صهيونية مسلحة" عام 1948.

وفي العام 1948 أُعلن عن قيام دولة إسرائيل على غالبية أراضي فلسطين التاريخية، بعد أن تم تهجير قرابة 800 ألف من أصل 1.4 مليون فلسطيني، من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.

المصدر/ الأناضول

رابط مختصر : http://bit.ly/3fWIOYq