أملًا في العودة.. إطلاق أسماء قرى وبلدات النكبة على أحياء مدن فلسطينية

أملًا في العودة.. إطلاق أسماء قرى وبلدات النكبة على أحياء مدن فلسطينية

فنانون يخطون خريطة فلسطين التاريخية على شاطئ بحر غزة-صورة أرشيفية

لا يعدم الفلسطيني الوسيلة لتخليد ذكرى النكبة التي دخلت هذه الأيام عامها الـ72، فهناك أسماء أحياء وعمارات سكنية وشوارع ومحلات تجارية تحمل أسماء مدن فلسطين التاريخية، أملًا بالعودة إلى ديار هجروا منها عنوة بعد المذابح التي نفذتها العصابات الصهيونية.

في مدينة قلقيلية التي يحمل معظم سكانها بطاقة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، ينعت حيها الشرقي باسم "حي كفر سابا" نسبة للقرية المهجرة التي أقيمت مكانها مدينة إسرائيلية بالاسم ذاته، ويطل الحي على مناطق الـ48، والذي يبعد هوائيًّا عن مكان القرية الأصلي أقل من 2كم. يقول اللاجئ نبيل ولويل "أبو ماهر": "أعيش في حي حمل اسم قريتنا الوادعة كفر سابا، والاسم يعطي كل أبناء كفر سابا الحنين على العودة للديار، فالعودة ستتحقق عاجلًا أم آجلًا؛ فاللاجئ لن يبقى لاجئًا ومشردًا، فهناك تاريخنا وذكرياتنا وحياتنا الأصلية، وما زلت أحتفظ بختم جدي المختار الذي يحمل اسم قرية كفر سابا، إضافة إلى وثائق كثيرة".

ويرى عبد الهادي أبو حامد (70 عامًا) الذي يقطن حي القرعان أن وجود الحي "يعبر بوضوح عن اللجوء وأرضنا في منطقة يافا والشيخ مونس، فقد طردنا منها تحت تهديد السلاح ومن حقنا العودة إليها، والقوي لن يبقى قويًّا كما قيل والأيام دول يوم لك ويوم عليك".

وفي قلقيلية أقيم مجسم لقطار العودة في الجهة الغربية، وفي مداخل مخيمات فلسطينية عدة يحضر المفتاح مجسمًا كما هو الحال في مخيم بلاطة وعين بيت الماء.

بينما في مدينة نابلس سميت عمارات سكنية ومرافق خاصة بأسماء المدن منها، عمارة يافا وبيسان وتل الربيع وغيرها من الأسماء.

صاحب مطعم سحيتا في نابلس يقول: "سحيتا قرية في الجولان السوري المحتل، وهذه التسمية جاءت تخليدًا لهذه القرية التي تعود أصولنا فيها، والاسم مسجل بيافطة كبيرة وعلى فانيلات العمال، وكل من سأل عن الاسم نشرح له حكايته".

وفي هذا السياق يقول ابن مخيم بلاطة الإعلامي د. أمين أبو وردة: "تضم مدينة نابلس أربعة مخيمات كبيرة معظم سكانها من مناطق الـ48 من يافا والناصرة وحيفا وعكا، وترى العادات الفلسطينية الأصلية فيها والتي كانت قبل النكبة".

وأضاف: "هذه التسميات توثيق تاريخي ميداني للنكبة، فمن يهتم بتفاصيل الاسم يهتم بتفاصيل المكان والعودة إليه، وهو أمر في غاية الأهمية، فرواية الأجيال المتعاقبة للنكبة دليل قاطع على حرص الآباء والأجداد على توريث أماكن السكن للعودة إليها، وهم على علم بتفاصيل المكان من عادات وتقاليد وخصوصية لكل زاوية فيه".

مراد شتوي منسق المسيرة الأسبوعية في كفر قدوم شرق قلقيلية قال: "لي بنت سميتها بيسان وخلال التحقيق معي في اعتقال سابق قال لي ضابط التحقيق لماذا سميتها بيسان؟ فقلت له لأن بيسان في أرضنا المحتلة عام 48. فصاح وقال: "لا يوجد بيسان بل بيت شان، فكان جوابي أنت تقول ذلك والتاريخ ينكره".

وأضاف: "الاسم يؤذيهم لأنه مقدمة للعودة، وقد أطلقنا طائرات ورقية تحمل أسماء المدن الفلسطينية وحلقت فوق مستوطنة قدوميم التي أقيمت على أرضنا وصادرت كل شيء منا". وشارك في فعالية إطلاق الطائرات الورقية أطفال بعمر أربع سنوات وجرحى المسيرة الأسبوعية.

المصدر/ فلسطين أون لاين

رابط مختصر : http://bit.ly/2LGQbW9