قرار الضم الإسرائيلي.. كارثة بين نكبة ونكسة تنتظر الفلسطينيين

قرار الضم الإسرائيلي.. كارثة بين نكبة ونكسة تنتظر الفلسطينيين

يعارض المجتمع الدولي خطة الضم الإسرائيلية بشد-فرانس برس

ما ينتظر الفلسطينيين في الأسابيع القادمة من تنفيذ خطة الضم لنحو 30 في المائة من أراضي الضفة الغربية من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، يشكل كارثة على كافة الأصعدة، إذ سيجري تحويل التجمعات الفلسطينية إلى معازل كما حدث في جنوب إفريقيا.

ويشبه أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح في نابلس، إبراهيم أبو جابر، الضم الإسرائيلي المرتقب بـ"النكبة" و"النكسة". وقال: إنّ الضم ستكون له آثار كارثية على الكل الفلسطيني، سواء في الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة والداخل المحتل وفي الشتات، ويتمثل أحدها بقطع الطريق على آمال الفلسطينيين في تحقيق حلمهم بالاستقلال والدولة.

وأضاف أبو جابر: "ستتحوّل الـ230 مستوطنة إلى مدن وقرى يهودية تتمدد وتتوسع على حساب الأرض الفلسطينية، وسيعيش أهالي التجمعات الفلسطينية في معازل كالتي كانت في جنوب افريقيا".

ونوه إلى أن الضم سيؤثر على البيئة الصحية للفلسطينيين، فالمستوطنات تأكل الأخضر واليابس وتحرم الفلسطيني من ثروات بلاده، وسيكون ضمن معاملة الأقليات وليس صاحب أرض.

تفكك وتشرد

كما يرصد حالة من التفكك الاجتماعي سيخلفها قرار الضم، فالخنق الناجم عنه "سيجعل الفلسطيني في ضيق في العيش والسكن وقلة الموارد الشحيحة، في المقابل فإن المستوطنات سيتم تسمينها وزيادة مرافقها العامة وخرائطها الهيكلية، وما يجاورها من تجمعات فلسطينية ستكون تجمعات فقيرة ينقصها الكثير من مقومات الحياة".

ولخّص ما سبق بالقول: "سيكون المشهد في تناقض بين مشهدين لا يبعدان سوى أمتار قليلة عن بعضهما البعض".

وفي الأغوار فإن الضم سيكون بشكل جلي وخطير، كما يقول الخبير في شؤون الاستيطان عارف دراغمة.

وقال: "نحن أمام مشهد خطير في قضية التعامل مع الأغوار، فطرح نتنياهو لخطة الضم سيجعل أكثر من 65 ألف مواطن في الأغوار يتحركون ضمن قيود لا تطيقها الجبال، فهم رعايا من الدرجة الرابعة وليس لهم حقوق"، وفق تعبيره. وتابع: "سيتم خنق المواطنين حتى ينقطع عنهم أوكسجين الحياة، وسيتحول هذا الأوكسجين على المستوطنات التي ستصبح بعد الضم من المدن الكبيرة". طوق نجاة للمستوطنات ويرى في قرار الضم بمثابة طوق النجاة لهذه المستوطنات التي اقيمت على أراضي الفلسطينيين القريبة من الحدود الشرقية.

وبالنسبة لمستوطنة "أريئيل" التي تحتل المرتبة الأولى في المساحة والقوة الاقتصادية والمكانة العلمية بالضفة الغربية فإنه "ستكون لها أهمية كبيرة"، بحسب المختص بالشأن الاستيطاني خالد معالي من سلفيت.

وقال معالي: "أريئيل منذ إقامتها خطفت الحياة من التجمعات التي تحيط بها، فهي تمتد بكل طولي لعدة كيلومترات على تلة متواصلة ويوجد فيها جامعة يصل عدد طلابها إلى أكثر من ثلاثين ألف طالب وطالبة، وتعقد فيها مؤتمرات علمية عالمية وتستقطب كل الطاقات العلمية..".

وأشار قائلا: "الضم يعني أن هذه المستوطنة ستكون مدينة تضاهي بمكانتها مدينة تل ابيب التي لا تبعد عنها هوائيا سوى 15 كم، بل موقعها الجغرافي على تلة أفضل من موقع تل أبيب التي تغرق بمياه الأمطار الغزيرة ولا يوجد فيها الهواء النقي والصحي، فمستوطنة اريئيل بعد الضم ستكون مدينة جاذبة للإسرائيليين بعكس المدن الإسرائيلية المكتظة في الداخل الفلسطيني".

المصدر/ فلسطين أون لاين

رابط مختصر : http://bit.ly/30P4IaW