طبيب فلسطيني يخوض معركة مكافحة كورونا في تركيا

طبيب فلسطيني يخوض معركة مكافحة كورونا في تركيا

أشخاص يرتدون كمامات واقية من كورونا في إسطنبول-صورة أرشيفية

بعد أربعة أسابيع من المعاناة مع فيروس كورونا، عاد الطبيب الفلسطيني ثائر مزهر لعمله في مستشفى "حيدر باشا" في مدينة إسطنبول ليكون الى جانب المصابين بالوباء مرة أخرى.
الطبيب مزهر المختص في التخدير والعناية المشددة، وهو من بيت لحم، عمل في أربع وحدات عناية مكثفة بمرضى "كورونا" منذ ظهور أول حالة للوباء في تركيا في داخل المستشفى الذي تحول لاستقبال مرضى كورونا فقط، دون أن يصاب بالفيروس.
أصيب مزهر بكورونا بداية شهر حزيران الماضي من أحد المرضى الذي خرج من عملية جراحية، ورغم أن نتيجة مسح عينة الفيروس لديه في البداية سلبية، إلا أنه بالفحص الثاني تأكدت إصابته بالفيروس، كما نقل العدوى إلى 16 من الكادر الطبي الذين تعامل معهم.
وحول إصابته، قال مزهر: "كنت أتعامل يوميا مع عشرات المرضى المصابين، ولم أصب بالفيروس لاتخاذي الاحتياطات اللازمة، لكن في الوقت الذي تحولت لعلاج مرضى آخرين في مستشفى آخر نقلت العدوى من مصاب كانت نتيجته سلبية في البداية، ما يؤكد أن النتيجة قد لا تكون واضحة بالأغلب خلال الفحص الأول.
وحذر من اعتماد النتائج السلبية للمرة الأولى، وعدم اتخاذها كأنها صحيحة، والعمل على اتخاذ الاحتياطات اللازمة لأن هناك نسبة خطأ تفوق 30%، كما حصل معه شخصيا، رغم أنه قام بإجراء الفحوصات مرتين وكانت النتيجة سلبية.
ولفت مزهر إلى أنه قبل أن يعاني من الأعراض قام باجراء فحوصات روتينية عدة قبل ظهور الأعراض، وقال: "جاءت اختبارات التخثر وأنزيمات القلب مرتفعة جداً عندي، ولأن " كورونا" تسبب الجلطات، قمت بإجراء مسحة للفيروس لكن نتيجة المسحة كانت سلبية في البداية.

سعال وتعب شديدين


وتابع: "مع بدء السعال والتعب الشديدين أحسست باختناق ونقلت الى المستشفى للحصول على الأوكسجين، وأجرى الطاقم هناك صورة طبقية للرئتين ليكتشفوا أنني مصاب بالكورونا، وقد وصل إلى الرئتين، فقمت بإرسال مسحة ثانية وجاءت سلبية أيضًا، وربما كانت النتائج تعطي أنها سلبية وكانت خاطئة بسبب طريقة أخذ العينة أو بموعد أخذها المبكر، لا يمكن التكهن بذلك.
وأكد مزهر أنه لا يجب أن نعتمد على نتائج المسحات، وإنما العمل على اتخاذ الاحتياطات في جميع الأحوال حتى لو كانت سلبية في البداية، وأيضا عدم الاعتماد على جهاز المناعة، وقال: "أنا غير مدخن ولا أعاني من أية أمراض مزمنة، وطوال حياتي لدي جهاز مناعي جيد، لكن هذا المرض سلب قوتي وطاقتي ولم أستطع التحرك أو الوقوف بسببه لعدة أيام، وخرجت منه بجلطة في القدم وبعض التلف في عمل الرئتين.
وأضاف، "لدي زملاء شبان يعيشون حاليا على أجهزة التنفس الصناعي منذ أيام، رغم أنهم لم يعانوا أيضا من أي أمراض مزمنة، لذلك على الجميع الوقاية واتخاذ جميع سبل السلامة العامة، خاصة أن هناك دراسات حديثة تشير إلى أن غلاف البروتين المحاط بالفيروس أصبح أشد عدوى من السابق.
وأشار الطبيب مزهر إلى أن هذا المرض غريب جدا لا يمكن التكهن بمدى تأثيره على الجسم، عمره ستة أشهر فقط ولا يوجد أبحاث ودراسات كافية حوله.
وحذر من المعلومات الخاطئة التي يتم تداولها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، مشددا على ضرورة متابعة المعلومات والارشادات من أهل الاختصاص فقط، وعدم الانجرار وراء أي معلومة ربما تكون خاطئة قد تسبب إرباكا بين الناس، وفي جميع الحالات يجب اتخاذ تدابير الوقاية كما لو أنك مصاب ومن أمامك مصاب أيضا، فقط في هذه الحالة يمكن الحد من انتشار الوباء.
وكان الطبيب مزهر قد عاش فترة مرضه بمنزله في اسطنبول دون أن يخبر عائلته في مدينة بيت لحم بمرضه خوفا عليهم من القلق الشديد الذي كان سيصيبهم، وبعد تماثله للشفاء أخبرهم بما جرى معه.
يذكر أن عدد المصابين في تركيا تعدى الـ207 ألف حالة، حوالي 70% منهم في اسطنبول، كما تم تسجيل أكثر من 5 آلاف حالة وفاة هناك.

المصدر/ وفا

رابط مختصر : http://bit.ly/2O5FyNB