لماذا فشلت الأونروا في إنقاذ اللاجئين بلبنان من كورونا وتبعاتها؟

لماذا فشلت الأونروا في إنقاذ اللاجئين بلبنان من كورونا وتبعاتها؟

لاجئون في لبنان-رويترز

تواجه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في لبنان، انتقادات حادة من قبل اللاجئين الفلسطينيين وقيادات الفصائل بشأن ما وصفوه بـ "فشل" المنظمة الدولية في مواجهة فيروس "كورونا"، وتبعاتها الاقتصادية والمعيشية التي "زادت الطينة بله" على أوضاع اللاجئين.

ويعتبر اللاجئون الفلسطينيون الفئة الأكثر ضعفا في المجتمع اللبناني في ظل أزمته المالية والاقتصادية، ناهيك عن تبعات الجائحة، حيث يواجه أكثر من 61 ألف لاجئ منهم الفقر الشديد، حسب دراسة وكالة الأونروا في لبنان.

ويتبع تلك الأوضاع، ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس "كورونا"، في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، والتي بلغ 46 إصابة، موزعين على مناطق شاتيلا والرشيدية والقاسمية، سجّلت 39 حالة شفاء من المرض، وفقًا لوكالة لـ "الأونروا".

قلة الإمكانات والدعم

مدير عام "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين" (حقوقية غير حكومية) علي هويدي، انتقد تعاطي الوكالة مع فيروس "كورونا"، وقلة الإمكانيات والدعم المادي، وقال: "كان إمكان الوكالة أن تتفادى الكثير من القضايا، خاصة على صعيد تفشي الفيروس، لو أنها سعت منذ بداية الجائحة، عبر تقديم طلب لمنظمة الصحة العالمية على اعتبار أن الأونروا تتبع وفقًا للبروتوكولات للمنظمة، للحصول على مساعدات مباشرة، إلا أن الأمر لم يحصل".

وأضاف هويدي في تصريحات لـ "قدس برس"، "كذلك كان بإمكان المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أن يستفيد من ميزانية الأونروا الموجودة، لتغطية الأمور الطارئة، على أن يتم سدادها لاحقًا، إلا أنه لم يحصل أيضًا".

وتابع حديثه "كذلك الأمر، كان من المفترض للأونروا أن تسعى للحصول على قرض من منظمات الأمم المتحدة أو من الأمم المتحدة ذاتها، لتتمكن من تغطية الاحتياجات في مناطق عمليات الأونروا الخمسة".

وأوضح مدير الهيئة، "عمل الأونروا اليوم، يقتصر على التوعية، فيما العمل الميداني فالاعتماد بشكل أساسي على الفصائل الفلسطينية والمنظمات الأهلية واللجان الشعبية، وعلى وزارة الصحة اللبنانية على اعتبار التنسيق الحاصل بينهما، والدفع الذي تتكفله الأونروا لعلاج أي مصاب من اللاجئين الفلسطينيين".

وطالب هويدي، وكالة الـ "أونروا" أن "تطلق نداء طارئًا وعاجلًا خاصة أن لبنان يمر بمرحلة اقتصادية صعبة، والدعوة لمؤتمر عاجل تعلن فيه الأونروا مخيمات لبنان منكوبة، يشارك فيه لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني والفصائل ومؤسسات لمجتمع المدني واللجان الأهلية والشعبية تضع خطة سريعة لناحية إنقاذ المخيمات من فيروس كورونا وإيجاد حلول للأوضاع الاقتصادية".

متابعة حثيثة

بدوره، قال مدير قسم الصحة في وكالة الـ "أونروا"، عبد الحكيم شناعة، إن "الوكالة تتابع عن كثب تطورات فيروس كورونا، بالتنسيق مع وزارة الصحة اللبنانية وجميع الهيئات والجمعيات التي تعنى بالشأن الإغاثي الفلسطيني، في سبيل حماية المجتمع المحلي".

وأوضح شناعة خلال حديثه مع "قدس برس"، "بعض الحالات التي يتم الإعلان عن إصابتها داخل المخيمات الفلسطينية، قد تكون من جنسيات أجنبية، إلا أننا نتعامل معها ونقدم لها الرعاية اللازمة، من أجل حمايتها وإنقاذها وإنقاذ المجتمع الفلسطيني من خطر تفشي الوباء داخله".

وقال: "أجرينا خلال حملتنا الأخيرة في المخيمات ما يقارب من 500 فحص عشوائي، فيما العدد الإجمالي للفحوصات منذ بداية الأزمة إلى اليوم قد تجاوز الألفين".

وحول الانتقادات التي توجه لوكالة الـ "أونروا"، فأوضح شناعة، "تتعرض الوكالة للكثير من الانتقادات، فإن أعلنا عن حالات إصابة بفيروس توجه لنا أصابع الاتهام بالتضييق على أحد المخيمات ويجري تكذيبنا، أو اتهامنا بالتقصير في درء الفيروس عن المخيم".

وتابع: "نريد التأكيد على أننا كوكالة نقوم بعملنا بالتعاون مع وزارة الصحة اللبنانية، فالفحوصات التي نجريها، تذهب إلى مختبرات وزارة الصحة، كذلك الوزارة هي من تعلن عن أرقام الإصابات وأسمائها وأماكن انتشارها، وعليه نحن كل ما يهمنا كوكالة هو صحة المواطن الفلسطيني وسبيل حمايته وحماية المجتمع الفلسطيني"، على حد قوله.

وفي هذا الصدد كشف شناعة، عن أن الـ "أونروا" انتهت من تجهيز مركز عزل في مخيم "عين الحلوة"، وآخر في مخيم "البص"، فيما تواصل السعي إلى إيجاد مركز عزل في مخيمات مناطق الشمال اللبناني".

وارتفعت إصابات فيروس "كورونا" وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية، إلى 3 آلاف و104 إصابات في عموم لبنان، وتسجيل 1607 حالات شفاء، فيما الوفيات ارتفع إلى 43 حالة.

ويعيش نحو 174 ألف لاجئ فلسطيني في 12 مخيما و156 تجمعا بمحافظات لبنان الخمس، بحسب أحدث معطيات لإدارة الإحصاء المركزي اللبنانية لعام 2017.

وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي: الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، وتقدم خدماتها حاليا لنحو 5.4 ملايين لاجئ.

المصدر/ قدس برس

رابط مختصر : http://bit.ly/3fXVON5