أكدوا تمسكهم بوطنهم الأم.. فلسطينيون يروون حكايات شتاتهم

أكدوا تمسكهم بوطنهم الأم.. فلسطينيون يروون حكايات شتاتهم

لاجئات فلسطينيات يحملن مفاتيح رمزية للدلالة على حق العودة-أرشيفية

سرد لاجئون فلسطينيون في بلاد الشتات قصصًا حول حكاية شتاتهم، بعد أن هجرهم الاحتلال الإسرائيلي من ديارهم، حيث ظهر كيف يتمسك هؤلاء بحقهم بالعودة إلى بيوتهم وديارهم حتى وإن دمرها الاحتلال.

جاء ذلك أثناء عرض قناة الجزيرة حلقة من برنامج "للقصة بقية".

وكانت المنافي القريبة والبعيدة الملجأ للفلسطينيين المهجرين قسريا بسبب التطهير العرقي الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضدهم، وأضحت هذه المنافي ملاذا لنحو 80% من فلسطينيي العالم، وقد وصلوا للجيل الرابع والخامس فيها، ويبلغ عدد من تعترف بهم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" حوالي 5.5 ملايين لاجئ.

وبالإضافة لدول المهجر البعيد فقد لجأ مئات الألوف من الفلسطينيين للعيش في 64 مخيما في البلدان العربية المجاورة مثل سوريا ولبنان والأردن، وبقيت هذه المخيمات رهانا للظروف السياسية في كل بلد، وقد شهدت العديد من الأحداث التي أثرت على حياة الفلسطينيين فيها.

ويعتبر مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق أكبر مخيم للفلسطينيين في العالم قبل أن يدمر، وقد شيد في خمسينيات القرن الماضي، وسكنه ربع مليون لاجئ، قبل أن يتعرض للتدمير الكلي أثناء الحرب في سوريا، وهو ما دفع ساكنيه للجوء مجددا إما داخل سوريا أو خارجها.

ويحكي محمد السماك أحد اللاجئين في مخيم اليرموك عن ذكرياته، ورفضه للجوء مجددا لأي بلد ويفضل التمسك بالبقاء في المخيم لزيارة قبري والديه، وأكد أنه لن يمسك بأي مفتاح من أجل العودة إليه غير مفتاح بيت جده في فلسطين.

كما تحدثت المسنة عالية الشهابي عن الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها بين ركام المخيم بعد تدميره، ورفضت الخوض أكثر في الحديث معللة ذلك بالمرارة التي عاشتها، متمسكة بحقها في العودة إلى موطنها الأم فلسطين حتى وإن كانت حافية القدمين.

وفي لبنان أنشأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مخيم عين الحلوة عام 1948 لإيواء اللاجئين المهجرين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ويعتبر عين الحلوة أكبر مخيم للاجئين في لبنان، ويقدر عدد سكانه حتى العام 2014 بنحو 120 ألف لاجئ، سجلت الأونروا نحو نصفهم، وتبلغ مساحة المخيم 1.5 كيلو متر مربع.

وتحدثت رهام حجاج التي درست إدارة البنوك والتمويل، عن حلمها بالحصول على عمل في بنك لكن ذلك لم يحدث، مما اضطرها للقبول بالعمل في بقالة صغيرة في المخيم، وتضيف أنها وأقرانها من الشباب الذين درسوا يرون أنفسهم ليسوا على قيد الحياة لانعدام فرص العمل.

وتابعت حديثها عن الصعوبات التي تواجههم داخل المخيم حيث تنعدم الكهرباء والمياه، والخدمات الطبية البسيطة والتي كانت الأونروا توفرها لهم، وحذرت من تسرب الأطفال من المدراس بسبب الضغط الشديد على المدارس داخل المخيم، مؤكدة تمسكها بحق العودة إلى موطنها فلسطين ورفضها لأي جنسية أخرى مقابل التنازل عن بلدها الأم بأي ثمن كان.

وفي الأردن يعتبر خيم البقعة أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في العالم حاليا، وهو واحد من 13 مخيما للاجئين الفلسطينيين في الأردن، وتدير الأونروا 10 مخيمات منها، ويسكن المخيم أكثر من 120 ألف لاجئ في مساحة لا تزيد عن 1.5 كيلو متر مربع.

ويتحدث نافذ أبو حجر الذي عمل صحفيا في جريدة عكاظ السعودية قبل أن يغادر السعودية إلى سوريا ومنها إلى الأردن ثم العراق قبل أن يعود إلى الأردن وإلى مخيم البقعة تحديدا، ويعمل حاليا في بيع البيض والكعك، أنه لا يتنازل عن حق عودته إلى فلسطين مهما كان البديل.

أما في فلسطين فيبلغ عدد المخيمات 27 مخيما، يقع 19 مخيما منها في الضفة الغربية، و7 في قطاع غزة، ويعيش اللاجئون مرارة التهجير ومرارة النظر إلى المستوطنات التي أقيمت على بيوتهم، ففي مخيم شعفاط بمدينة القدس الذي بدأ النزوح إليه من العام 1965، حيث يسكن المخيم نحو 24 ألف لاجئ نصفهم فقط مسجل لدى الأونروا وتبلغ مساحته نحو ربع كيلو متر مربع.

ويقع المخيم ضمن الحدود الإسرائيلية حيث يحصل القاطنون فيه على هوية مدنية إسرائيلية لا تمنحهم حق المواطنة الكاملة، وتتعمد سلطات الاحتلال إهمال المخيم، ويرى أهالي المخيم أنهم يعيشون في سجن كبير بسبب حرمانهم من حرية الحركة.

المصدر/ الجزيرة نت

رابط مختصر : http://bit.ly/31tpJrM