ملتقى الكتروني يطالب بإسناد عربي وإسلامي واسع للاجئين الفلسطينيين

ملتقى الكتروني يطالب بإسناد عربي وإسلامي واسع للاجئين الفلسطينيين

فلسطينيون يرفعون علم بلادهم بمسيرات العودة بغزة-أرشيف الأناضول

طالب متحدثون خلال ملتقى الكتروني، بدعم عربي وإسلامي واسع للاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم وخصوصا في المخيمات بهدف تمكينهم اقتصاديًا واجتماعيًا وتعزيز صمودهم حتى تحقيق حلمهم بالعودة إلى ديارهم.

جاء ذلك اثناء انعقاد فعاليات "ملتقى العودة حقي وقراري" بعنوان "دور الأمة وشعوبها في إسناد قضايا اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة"، من خلال برنامج "زوم"، ضمن فعاليات الحملة الدولية "فلسطين بوصلتي" وحملة "العودة حقي وقراري".

وأقيم هذا النشاط بتنظيم من منظمة ثابت لحق العودة ودار العودة للدراسات والنشر، وشارك فيه خبراء ومختصون في قضايا اللاجئين وداعمون للقضية الفلسطينية.

وقدمت الناشطة زينب شرقية، عضو جمعية أغاريد، نبذة تعريفية عن الحملتين (فلسطين بوصلتي والعودة حقي وقراري)، والجهات المنظّمة لحملة فلسطين بوصلتي (ائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين وجمعية البركة الخيرية الجزائرية).

وفي الجلسة الافتتاحية، تحدث الأمين العام للائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين الدكتور محمد أكرم العدلوني، عن أهمية هذا الملتقى، وعن دور الأمة وشعوبها تجاه القضية الفلسطينية ومكانتها.

وتطرق العدلوني إلى الأحداث التي مرت على الشعب الفلسطيني، وإلى دور الأمة العربية السياسي والاقتصادي وبناء الوعي والمعرفة تجاه القضية الفلسطينية وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم.

وشدد في كلمته على "أن فلسطين ستبقى القضية المركزية، وهي البوصلة والموحدة للأمة العربية، وستبقى هي حقي وقراري وإرادتي وتصميمي".

منعطف تاريخي

وفي كلمة شركاء حملة "فلسطين بوصلتي" سرد رئيس جمعية البركة الخيرية الجزائرية الشيخ أحمد ابراهيمي، جانبًا من الظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني، وصموده في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال ابراهيمي، إن "اللجوء هو منعطف تاريخي في حياة الشعب الفلسطيني، وله دور محوري في تحريك القضية أينما وُجد، وله تأثير في تحريك الشعوب".

وقدم منسق حملة حملة "العودة حقي وقراري" في لبنان، سامي حمود، شرحًا وافيًا حول الحملة وأهدافها وآليات عملها ودلالات أهميتها.

وتحدث حمود في كلمته التي ألقاها بالإنابة عن رئيس الحملة طارق حمود، عن أهمية التمسك بالهوية الفلسطينية، وضرورة إثبات الحق الجمعي الفلسطيني ومشاركة المؤسسات في صنع القرار السياسي الفلسطيني، وتوحيد الموقف والصف الفلسطيني.

كما أشار إلى دور المجتمع الدولي ممثلاً بوكالة الأونروا في تحمّل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، وختم حديثه بالقول: "ستبقى فلسطين بوصلتي والعودة حقي وقراري".

وانعقدت الجلسة الأولى من الملتقى بعنوان "واقع اللاجئين الفلسطينيين وأولويات احتياجاتهم.. لبنان نموذجًا"، وأدارتها مديرة جمعية "هنا للتنمية/ الحولة" نوال محمود، وسرد بالمداخلة الأولى مدير عام دار العودة للدراسات والنشر، ياسر علي، واقع اللاجئين الفلسطينيين.. حقائق وتحديات.

وعدّد "علي" معاناة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والأزمات التي تعرّضوا لها ضمن الخط الزمني الذي وصفه منذ تهجير الشعب الفلسطيني عام 1948، والخط الإداري الذي تحدث عنه وهو تعامل الدولة اللبنانية مع اللاجئين الفلسطينيين وتضييق الخناق عليهم في المخيمات.

تحسين واقع اللاجئين

وختم مداخلته بتوجيه توصيات عدة أبرزها تحسين مستوى المعيشة، ومستوى التعليم والاستشفاء ومنع تهجير الشباب الفلسطيني، وتثبيت اللاجئين حتى تحقيق العودة إلى ديارهم الأصلية في فلسطين.

من جانبه، تحدث بالمداخلة الثانية المدير عام الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين، علي هويدي، عن دور وكالة الأونروا ومسؤوليتها السياسية والإنسانية وتقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس.

وشدد هويدي على ضرورة المسارعة في إطلاق نداء استغاثة عاجل لإنقاذ الوضع الصحي والاجتماعي والإغاثي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، والنظر إلى وضعهم نظرة استثنائية، وضرورة التحرك العاجل كي لا يزداد الوضع الضاغط ويتفاقم سوءًا.

أما المداخلة الثالثة فكانت حول دور المثقفين والأدباء في خدمة القضية الفلسطينية، وقدّمها رئيس الملتقى الأدبي الثقافي الفلسطيني الشاعر مروان الخطيب، وتحدّث فيها عن أهمية الحفاظ على وهج القضية الفلسطينية، والأداء الثقافي لتثبيت الحق الفلسطيني، ووجّه الدعوة إلى كل المثقفين والأدباء أن يجعلوا من القضية الفلسطينية مدى لإبداعاتهم، وأن رسالة الثقافة هي رسالة التزام، وكذلك توظيف الأدب في مشروع التحرير والعودة.

وقدّم مسؤول قسم الدراسات والتقارير الخاصة في مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، ابراهيم العلي، مداخلة حول "واقع فلسطينيي سورية.. حقائق وتحديات"، تحدّث فيها حول الأحداث في سورية التي انعكست على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، وتسبّبت بعمليات قتل واعتقال وتهجير اللاجئين الفلسطينيين إلى معظم دول العالم.

كذلك تحدث العلي عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها فلسطينيي سورية في لبنان وفي بعض الدول العربية، مشددًا في الوقت ذاته على أنه رغم القهر والضغوط إلاّ أن اللاجئ الفلسطيني لا يزال يقول: إن فلسطين بوصلتي، والعودة حقي وقراري.

الجلسة الثانية

وحملة الجلسة الثانية من الملتقى عنوان "دور الأمة وشعوبها وإسنادهم بمشاريع لخدمة اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة"، أدارها الإعلامي والأكاديمي الموريتاني أمين مصطفى.

وقال عضو مكتب جمعية علماء المسلمين الجزائرية، الشيخ يحيى الصاري، في المداخلة الأولى: "حان موعد الاجتماع وتوحيد الصفوف لتعزيز ثقافة العودة، وعلى المؤسسات تعزيز الجانب الإنساني، والتعليمي، والصحي والعمراني".

وأضاف: "نحمد الله أنه ليس في الجزائر مخيم أو تجمع فلسطيني، لأنه عار علينا أن يكون هناك مخيم أو تجمع، فالفلسطيني منّا ونحن منه".

والمداخلة الثانية للصحفي والناشط القطري صهيب فرج، أكد فيها أن اللاجئ الفلسطيني جزء لا يتجزأ من أرض هو فيها، وهذا لا يلغي حق العودة. وأضاف "أننا نحن نشأنا على هذه القضية وأنها قضية الأمة المركزية، وقضية المقدسات لا تنفصل أبداً عن الإسلام والعروبة والإنسانية".

قضية إنسانية

وكانت المداخلة الثالثة من الجلسة الثانية للدكتور المحامي عبد العزيز القطان وقال فيها: "إن قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين فحسب، إنما هي قضية كل شريف وكل عربي وكل مسلم وكل إنسان عنده ذرة إنسانية.

وأضاف "أن فلسطين هي حق شعبها، ووجود شعبها في الشتات وفي المخيمات. يكفي لمعرفة من له حق في هذه الأرض، وإن احتلال فلسطين هو احتلال لكل قطر من أقطار الامة الإسلامية".

وفي ختام الملتقى عرض مدير منظمة ثابت لحق العودة ومنسق حملة العودة حقي وقراري في لبنان، سامي حمود، أولاً آلية التوقيع الإلكتروني على حملة العودة حقي وقراري من خلال عرض فيديو توضيحي، ثم وجّه الدعوة لشعوب الأمة للمشاركة ودعم الحملة والتفاعل معها، "مما يُعطي رسالة أنهم يدعمون حقوق الشعب الفلسطيني ويرفضون التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي".

كما عرض فكرة "مبادرة سفراء العودة"، وأهميتها في تثقيف كوادر شبابية عربية، وتأهيلهم ليصبحوا سفراء لحق العودة في بلادهم، وذلك بالتنسيق والتعاون بين المؤسسات التخصصية في قضايا اللاجئين الفلسطينيين والمؤسسات العربية الناشطة في خدمة القضية الفلسطينية.

وأشار إلى "الفكرة الثالثة" وهي إنشاء "صندوق لدعم المخيمات الفلسطينية" في لبنان وسوريا، بهدف تمكينهم اقتصادياً واجتماعياً وتعزيز صمودهم حتى تحقيق التحرير والعودة.

وقد تخلًل الملتقى عرض رسائل مسجّلة للاجئين الفلسطينيين من مخيمات الضفة الغربية، بالإضافة إلى كليبات متنوعة وأفلام تعريفية بالحملات، وفقرات إنشادية مباشرة بصوت الفنان الفلسطيني بسام صبح.

رابط مختصر : http://bit.ly/34LffG3