كشف باحث مطلع على قضايا اللاجئين الفلسطينيين ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، أن الوكالة أصدرت تعميمًا يقضي بسياسة "صفر تسامح" مع التحرش الجنسي واستغلال السلطة في مراكزها.

وأفاد الباحث الفلسطيني، علي هويدي، في تدوينة له عبر صفحته في "فيس بوك"، بأن التعميم صدر لموظفي أونروا عن دائرة الموارد البشرية في الوكالة يوم 10 أيلول/ سبتمبر الحالي.

ويتضمن التعميم اعتماد الوكالة لـ"مدونة السلوك" التي أقرتها لجنة الأمم المتحدة الرفيعة المستوى المعنية بالإدارة في 5/7/2019م، والتي تشير إلى "صفر تسامح" مع التحرش الجنسي واستغلال السلطة في مراكز المنظمة الدولية.

ووصف هويدي القرار الإداري الجديد بـ"المبادرة الجيدة والمهمة للإصلاح وللوقاية وتقويم الأداء".

ويأتي هذا التعميم في ظل الحديث الدائر عن قيام الأمم المتحدة بتشكيل لجنة للتحقيق في مزاعم فساد في الوكالة، بعد أن كشف تقرير سري، صادر عن مكتب الأخلاقيات في "أونروا"، نشرته وكالة الصحافة الفرنسية، نهاية يوليو الماضي أن أعضاء بالإدارة العليا للوكالة، أساؤوا استغلال سلطتهم وسط ممارسات تشمل المحسوبية والتمييز وسوء السلوك الجنسي.

ويوم الإثنين، أفاد مسؤول فلسطيني أن دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير بعثت برسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، "أنطونيو غوتيرش"، طالبت فيها بالإسراع في إنهاء التحقيقات بمزاعم الفساد الموجودة داخل الإدارات العليا لوكالة "أونروا".

وشدد رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير، أحمد أبو هولي، على ضرورة الإسراع في إظهار نتائج التحقيقات "لكي لا يؤثر ذلك على تأخير الخدمات التي تقدمها أونروا وتحمّل اللاجئين لمزيد من المعاناة بسبب ذلك".

ويرى مراقبون متابعون لشؤون اللاجئين الفلسطينيين أن توقيت تسريب تقرير حول وجود فساد في أروقة "أونروا"، "ليس بريئا"، ويخدم رؤية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإسرائيل، الساعية لإنهاء القضية الفلسطينية، وتنفيذ خطة التسوية المعروفة باسم "صفقة القرن".

وفي وقت سابق، حذرت "الهيئة 203 للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين" في لبنان، من أيدٍ لها دور باستهداف وكالة "أونروا" من خلال تعمد تأخير نتائج التحقيقات في مزاعم الفساد في الوكالة.

وشددت على أن الإسراع في صدور النتائج مسألة غاية في الأهمية، وقبل بدء أعمال الدورة 74 للجمعية العامة في 17/9/2019 التي معها سيكون التصويت على التجديد لولاية جديدة لوكالة أونروا مدتها 3 سنوات.

وتقدم وكالة أونروا خدماتها لأكثر من 5.4 ملايين لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية بما في ذلك شرقي القدس، وغزة وسوريا والأردن ولبنان.