مختصون: الأونروا في أزمة مالية صعبة والبدائل التمويلية خطرة

مختصون: الأونروا في أزمة مالية صعبة والبدائل التمويلية خطرة

تعاني الأونروا من عجز في ميزانيتها للعام الحالي-أرشيفية

أكد مشاركون في لقاء عقد حول "مستقبل الأونروا أمام التحديات المالية والضغوطات السياسية"، أهمية الدور الملقى على كاهل وكالة الغوث الدولية، بيد أنهم أشاروا إلى أن مسألة توفير التمويل اللازم لها في ظل المعطيات الحالية، سيظل أمرا ليس سهلا.
وانعقد اللقاء في مدينة رام الله بالضفة الغربية بتنظيم من معهد أبحاث السياسات الاقتصادية "ماس"، وبتمويل من مؤسسة "هنريش بول" الألمانية.
وشارك في اللقاء كل من د.ميك دمبر، المحاضر في جامعة "اكستر" البريطانية، وفيليب لازيريني المفوض العام لوكالة الأونروا، وأحمد حنون مدير عام شؤون اللاجئين في دائرة شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير، ولبنى الشوملي مسؤولة المناصرة في المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين (بديل)، والقنصل السويدي ديفيد كارلسون المسؤول عن ملف "الأونروا" في القنصلية، إضافة إلى رجا الخالدي مدير عام "ماس"، وبينتا ماركس، مدير "هنريش بول" في فلسطين والأردن.
واستعرض دمبر، موازنة "الأونروا"، والأزمة المالية التي تعاني منها بعد إنهاء التمويل الأميركي لها، وأدى إلى تراجع بنسبة 30٪ في موازنتها، ليضاف بذلك إلى العجز الموجود سابقا.
وركز على النموذج الحالي لتمويل "الأونروا"، حيث يقدم المانحون مساهماتهم السنوية على أساس التكاليف المتوقعة، موضحا أن هناك العديد من الخيارات حول كيفية تحسين التمويل، ما يشمل تنويع قاعدة المانحين، وتجديد التمويل الأميركي، والقروض من القطاع الخاص، أو تفريغ خدمات وكالات معينة للبلدان المضيفة.
كما أشار إلى امكانية تعديل تفويض الوكالة، لتتلقى الأموال من الموازنة العادية للأمم المتحدة، مشيرا إلى خيار آخر اعتبره بعيد المنال، وهو تحميل إسرائيل المسؤولية عن وضع اللاجئين، بالتالي جعل الأموال التي حصل عليها الوصي الإسرائيلي على ممتلكات الغائبين، متاحة للمجتمع الدولي لمواصلة تمويل الوكالة.
واستعرض المناقشات الداخلية في الوكالة، حيث تبحث "الأونروا" التفاوض على قروض التنمية مع البنك الدولي، مع التركيز على القروض الصغيرة والتدريب المهني للشباب، علاوة على إنشاء وقف من مؤسسة زكاة إسلامية كبرى.
وأشار إلى أن الوكالة تبحث في الاتفاقات متعددة السنوات والمساهمات المالية، التي تسمح بزيادة وتأمين فرص العمل، وتحسين الخدمات، وما إلى ذلك.
وختم بتأكيد أنه "لا توجد طريقة سهلة للمضي قدما، حيث توجد مخاطر سياسية في خيارات التمويل البديلة، لكن الاتفاقات متعددة السنوات يمكن أن تكون الخيار الأكثر قيمة، ويجب استخدام الأزمة الحالية، كفرصة للحوار بين أصحاب المصلحة، وضمان سماع أصوات اللاجئين".
من ناحيته، طرح لازيريني أفكاره حول الأزمة، موضحاً القضايا المالية الرئيسة التي تواجهها الوكالة، مثل التدفق غير المستقر للتمويل الذي قد يؤدي لانهيار، والإضرار باللاجئين والموظفين، ويثبط عزيمة المانحين المحتملين، مشيرا إلى مشكلة عدم القدرة على التنبؤ بالتمويل، والوضع على الأرض.
وأوضح أن البيئة أكثر صعوبة بسبب إنهاء التمويل الأميركي، بالتالي زادت الدول الأخرى في البداية تبرعاتها لسد الفجوة، لكنها توقفت في النهاية، منوها بالمقابل إلى آثار جائحة "كورونا" السلبية على الواقع المالي للوكالة، وتزايد حجم المسؤوليات الواقعة على كاهلها.
أما حنون فتطرق في مداخلته، إلى مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعدم تقديم أي دعم مالي للشعب الفلسطيني، معتبرا أن أزمة "الاونروا" سياسية قبل أي شيء آخر.
وأضاف حنون: لا يمكن للدول المضيفة للاجئين تحمل عبء "الاونروا"، والقيام بمهامها، وعلى الأمم المتحدة ان تلعب دوراً أكبر في مواجهة الاستهداف السياسي، الذي تتعرض له "الاونروا"، والعمل على توفير التمويل اللازم لسد العجز في موازنتها.
وركز كارلسون على جهود موظفي "الأونروا" في التعامل مع الجائحة، مشيرا إلى ضرورة التواصل مع مجموعة متنوعة من المانحين لزيادة التمويل.
وأشار إلى أن التمويل مسؤولية مشتركة، لافتا بالمقابل إلى أهمية إمكانية التنبؤ بالتمويل، لأنه يسمح بالمرونة للاستجابة للاحتياجات على أرض الواقع.
ودعت الشوملي، المجتمع الدولي إلى حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين، باعتبار أنه المسؤول عن نكبتهم، واستمرار معاناتهم حتى الآن.
وشددت على أن رؤية ترامب تجاه اللاجئين، لا تتواءم مع القانون الدولي، مؤكدة ضرورة أن يصبح تمويل "الاونروا" من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة اجبارياً وليس طوعياً.
وعلقت على السياسة الأميركية بنقل مسؤولية اللاجئين من "الاونروا" وتحويلها للدول المضيفة، بأن من شأن ذلك التوجه بإعفاء المجتمع الدولي من مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية.
وكانت افتتحت الفعالية، بكلمة للخالدي، تحدث فيها عن خلفية سلسلة لقاءات الطاولة المستديرة، وأهميتها في نقاش القضايا الاقتصادية والاجتماعية المهمة وذات الأولوية لصانع القرار الفلسطيني.
من جانبها، أكدت ماركس أن "هنريش" بول تولي اهتماما خاصا بموضوع الجلسة، وأنها نفذت العديد من الجلسات مع المعهد، مبينة أنها تسعى لعقد لقاءات أخرى خلال الفترة القادمة.

رابط مختصر : http://bit.ly/3l0cHsK