أزمة كورونا تفرض واقعا اقتصاديا صعبا على الفلسطينيين في تركيا

أزمة كورونا تفرض واقعا اقتصاديا صعبا على الفلسطينيين في تركيا

أوضاع صعبة يعيشها اللاجئون بتركيا مع قيود مكافحة الوباء-أرشيف

يعيش لاجئون فلسطينيون مقيمون في تركيا أوضاعا اقتصادية وإنسانية صعبة بسبب القيود التي فرضتها جائحة فيروس كورونا منذ مارس الماضي.

وبحسب تقرير نشرته مجموعة تختص بمتابعة هموم اللاجئين الفلسطينيين الفارين من سوريا، فإن تمدد الفيروس في إسطنبول وبقية المدن التركية فرض على الجميع إعادة صياغة حياتهم بشكل يتناسب مع الخطر الذي يسببه المرض.

وأوضح التقرير أن الفلسطينيين ومنهم فلسطينيو سوريا لم يكونوا استثناء في المشهد، خاصة مع الأنباء التي تتحدث عن حالات إصابة بينهم.

قوانين صارمة

ويقول التقرير إن الواقع الجديد فرض تغييرات على أيام فلسطينيي سوريا، وبينما يحاول هؤلاء حماية أنفسهم من الوباء تتلاشى من يومياتهم الكثير مما اعتادوا عليه في فترة "ما قبل كورونا".

وسرد التقرير يوميات اللاجئ الفلسطيني محمود الشيخ حيث يقود دراجته الكهربائية في شوارع إسطنبول الأوربية كل صباح متوجها إلى عمله في منطقة "باشاك شهير".

قبل ثماني سنوات استقر هذا اللاجئ في تركيا قادماً من مخيم حندرات بحلب، كانت الأمور تسير على ما يرام حتى جاءت جائحة كورونا لتفرض على المجتمع إجراءات جديدة وتحرمهم الكثير من مظاهر الحياة التي كانوا يألفونها.

ويقول محمود لـ"مجموعة العمل": "تفتقد صباحات إسطنبول لصخب الأطفال وهم في طريقهم إلى مدارسهم التي لم تفتح أبوابها حتى الآن (باستثناء مرحلة الصف الأول ورياض الأطفال)، بينما يتشارك الناس هنا الخوف من فيروس عاد من جديد".

ويشير إلى أن القوانين في تركيا صارمة وتصل غرامة عدم التقيد بإجراءات الوقاية إلى 900 ليرة تركية ما يقارب 116 دولار لذلك تجد الناس أكثر التزاماً من البلدان الأخرى.

من جانبه أشار اللاجئ محمد فياض ابن مخيم اليرموك المهجر إلى إسطنبول والذي يعمل اليوم في مهنة الحلاقة، إلى أن الوضع المعيشي قبل "كورونا" كان جيداً.

ونوه إلى أن من يعمل في هذا البلد يعيش مستوراً قادراً على تأمين مستلزماته اليومية ودفع الفواتير وإيجار البيت، مستدركا: "لكن في حال انقطاع الشخص عن العمل لمدة عشرة أيام فإن ذلك سيشكل بالنسبة له أزمة مالية حقيقية".

وتابع: "مع تفشي فيروس كورونا تأثرنا بشكل مدمر وأغلقتُ صالون الحلاقة مدة 3 شهور التزمت خلالها بإجراءات الوقاية ورفضت استقبال الزبائن في منزلي".

تأثير كبير

وأردف: "بعد انتهاء فترة الحجر فتحت صالوني مجدداً، ولكن خوف الناس أثر بشكل كبير على عملي وهناك زبائن امتنعوا عن الحلاقة في الصالونات والبعض بات يحلق كل أربعة شهور بعد أن كان يأتي للصالون مرتين في الشهر رغم التزامنا بلبس الكمامة واستخدام مريول الحلاقة لمرة واحدة الأمر الذي زاد من التكلفة علينا وتسبب بعبء مادي أضافي لنا".

فيما رأى علاء تايه أن الوضع المعيشي في تركيا "أصبح سيء للغاية، وخاصة بعد انتشار جائحة كورونا، والتي تسببت بإغلاق أغلب المعامل ما جعل قسما لا بأس من الفلسطينيين بدون دخل تقريباً".

وأضاف: "تعتمد كثير من العائلات على المساعدات الخيرية التي تقدمها الجمعيات الاغاثية الفلسطينية والمساعدات التي تأتي من الاتحاد الأوربي".

ويشير علاء أن الحياة بدأت تعود تدريجياً بعد انتهاء فترة الحجر لكن تراجع سعر صرف الليرة التركية انعكس سلباً على الجميع ومازالت حركة العمل خفيفة وغلاء الأسعار جعل الناس تعيش في ضائقة مادية.

وأوضح أنه اضطر مؤخرا للمبيت في مكان عمله أربعة أيام بعد سماح صاحب المعمل مقابل ثلاثة أيام يقضيها مع أسرته حتى يوفر أجرة الميترو حيث يستقل ثلاث حافلات للوصول إلى عمله ذهابا وإياباً، وأيضا لكي يخفف من الاحتكاك بالناس نتيجة الازدحام في محطات الميترو.

اللاجئة الفلسطينية "لبنى طافش" من مدينة حلب والمقيمة في ريف غازي عينتاب التركية تتحدث لـ"مجموعة العمل" عن التغير الذي طرأ على حياتها وعلاقاتها الاجتماعية، فتقول: كثيرة هي العادات والأعراف والطقوس الجميلة التي لم نعد نمارسها في حياتنا كما كنا نفعل من قبل.

وأضافت: "كنا نشارك في الكثير من النشاطات الثقافية والوطنية الفلسطينية في المدينة كما كانت تنشط عدة جمعيات نسائية لتعلين النساء المهن اليدوية والخياطة وغيرها من النشاطات التي كانت تلون حياتنا والتي تم تجميدها اليوم".

وتابعت: "لم تعد هناك زيارات اجتماعية فقد قررت وصديقاتي إلغاءها ونتبادل الأحاديث على مجموعة أنشأناها على الواتس أب"، مشيرة إلى أن حوالي 40 عائلة فلسطينية تقيم في منطقة غازي عينتاب".

رابط مختصر : http://bit.ly/2GCdOQH