لبنان: إصابة 70 لاجئًا فلسطينيًا بالكبد الوبائي بسبب تلوث المياه

لبنان: إصابة 70 لاجئًا فلسطينيًا بالكبد الوبائي بسبب تلوث المياه

طبيب يعاين حالة أحد المصابين بالفيروس

أفادت مصادر طبية بتسجيل عشرات الإصابات بفايروس التهاب الكبد الوبائي من نوع "A الصفيرة"، في صفوف اللاجئين الفلسطينيين من أبناء مخيم الرشيدية بمدينة صور جنوبي لبنان، نتيجة لتسرب مياه الصرف الصحي إلى مياه الشرب التي تغذي المخيم.

وأعلنت إدارة مستشفى بلسم التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني في مخيم الرشيدية، أن المستشفى استقبل منذ عشرة أيام ولتاريخ يوم الثلاثاء أكثر من 70 حالة مصابة بهذا المرض المعدي، معظمهم من الأطفال وكبار السن.

وأشار مدير المستشفى الدكتور يوسف عجاوي في تصريح صحفي، إلى أن هناك حالتين استدعي نقلهما الى خارج المخيم لتلقي العلاج بسبب تدهور صحتهما.

وأكد أن السبب يعود لتسرب مياه مجارير الصرف الصحي إلى قساطل المياه التي تغذي المخيم جراء أعمال الحفر التي يقوم بها أحد المتعهدين.

وقال عجاوي، إن الهيئات الصحية في المستشفى والهلال الأحمر الفلسطيني أعلنتا حالة طوارئ لمعالجة هذه الفيروس المعدي، مضيفا "أننا في حالة متابعة أية إصابة ومراقبتها".

وأجرى وفد من منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة اللبنانية زيارة لمخيم الرشيدية والتقوا مسؤول وكالة "أونروا" في منطقة صور فوزي كساب، حيث اطلعوا وعاينوا شبكة القساطل الملوثة وعدد من السكان المصابين وجالوا على طلاب مدرسة "أونروا".

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، أنه خلال الزيارة جرى الاتفاق على اتخاذ بعض الإجراءات والخطوات لحين تسوية ومعالجة المشكلة، ومنها الكشف على جميع شبكات المياه والآبار في المخيم لتحديد مصدر العدوى وعزله عن شبكة مياه الشفة لمعالجته، إغلاق الشبكة الملوثة لحين معالجتها، إضافة إلى تأجيل دخول الطلاب للمدارس في المخيم.

ويقيم في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين حوالي 25 ألف لاجئ فلسطيني اضافة إلى حوالي 3 آلاف لاجئ فلسطيني نازح من سوريا.

وقالت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد"، إن تفشي مرض الصفيرة (Hepatitis A) في مخيم الرشيدية أثار أسئلة كثيرة حول الصحة البيئية في المخيمات، مؤكدة أن هذا الوباء أخطر ما أصاب سكان المخيم من الناحية الصحية.

وأكد مدير المؤسسة محمود الحنفي، لصحيفة "فلسطين" الصادرة من غزة، وجود جهتين مسؤولتين بشكل مباشر عن وقوع هذا المرض المعدي، أولها "الأونروا" وذلك بسبب كونها من يدير شأن المخيم وأموره، ووقوع المخيم ضمن صلاحياتها وهو مستأجر لمدة 99 عامًا من طرفها.

وقال إن الدولة اللبنانية هي الجهة الثانية التي تقع على عاتقها مسؤولية ما جرى، سيما وأن المخيم يقع ضمن أراضيها، ويوجد فيه مضخة مياه لنقل مياه الصرف الصحي لمدينة صور، وقد انفجر الأنبوب مؤخرًا، دون اهتمام لازم ما يمكن أن ينتج عنه.

وحذر الحنفي من إمكانية انتشار المرض، في صفوف أبناء المخيم، وحتى في المخيمات الأخرى، التي تعاني من اهتراء شبكات نقل المياه داخلها، وإمكانية دخول مياه شبكات الصرف الصحي فيها.

رابط مختصر : http://bit.ly/32NXiSX