المُسنّ الأسترالي إبرهارد فرانك-موقع SBS News
كسب مُسنّ أسترالي دعوى قضائية استمرت 6 أشهر حينما نجح في إعادة مكان ميلاده الأصلي على جواز سفره في فلسطين قبل نكبة العام 1948م.
وأقام إبرهارد فرانك (79 عامًا) دعوى ضد حكومة بلاده التي شطبت مكان ميلاده الحقيقي من قائمة بياناته الشخصية العام الماضي.
وولد فرانك عام 1940م في فلسطين في فترة ما قبل "الانتداب البريطاني".
ويقول فرانك، في سياق تقرير أورده موقع SBS News الالكتروني الاسترالي: "طوال حياتي، أخبرني والداي أنني ولدت في مدينة يافا في فلسطين. لديّ شهادة ميلاد مروّسة بـ(حكومة فلسطين)".
ويشير التقرير الذي ترجم مركز العودة الفلسطيني مقتطفات منه، إن فرانك حصل على الجنسية الاسترالية عام 1952، لكن عندما ذهب لتجديد جواز سفره الأسترالي العام الماضي، صُدم عندما وجد أن مكان ميلاده قد تم تسجيله تلقائيًا على أنه "غير محدد".
ويقول فرانك: "بالنسبة لي، كانت جريمة ضد كرامي وحقوقي".
ولا تعترف الحكومة الأسترالية اليوم بـ"حكومة فلسطين" ولا بأراضي الضفة الغربية وقطاع غزة كدولة.
ويحتفظ فرانك بجوازات سفر عديدة تخصه يعود تاريخها إلى عام 1974، والتي سجلت مكان ولادته باسم "يافا، فلسطين".
وعن ذلك يتساءل: "لماذا اختارت الحكومة الأسترالية عدم استخدام اسم فلسطين. بالنسبة لي هذا لغزا محيرا، واعتبر ذلك شكلًا من أشكال التمييز".
خلال الحرب العالمية الثانية، أُحضِر والدا "فرانك" الألمانيين إلى معسكر اعتقال مدني في أستراليا، وأمضيا ست سنوات حتى أطلق سراحهما في عام 1947 وقررا الإقامة في البلاد.
عندما اكتشف أن مكان ولادته قد تم تغييره في طلب جواز سفره العام الماضي، كان "فرانك" غاضبًا للغاية وقام برفع دعوى أمام لجنة حقوقية، التي بدورها حاولت التوسط في النزاع بينه وبين وزارة الشؤون الخارجية والتجارة (DFAT)، التي تدير جوازات السفر.
في الوساطة، يقول "فرانك" إنه اقترح حلًا وسطًا مثل إدراج مكان ميلاده في "فلسطين تحت الانتداب البريطاني"، لكنه الوزارة رفضت، مبررة قرارها بأن الحكومة الاسترالية لا تعترف بدولة فلسطين.
على إثر ذلك تحرك "فرانك" في معركة قانونية استمرت ستة أشهر، وقام برفع دعوى ضد الحكومة من خلال المحكمة الفيدرالية، التي خاطبت الوزارة إلى أن وافقت في نهاية المطاف على حل وسط له.
والآن سيتم تسجيل مكان ولادته الرسمي باسم "يافا، فلسطين تحت الانتداب البريطاني".
وليس من الواضح ما إذا كان التغيير في طلب جواز سفر "فرانك" هو حالة معزولة أو جزء من تغيير أوسع في سياسة الحكومة الأسترالية التي لم تعد تعترف بالدولة التي كانت موجودة قبل قيام إسرائيل فوق أرض فلسطين التاريخية عام 1948.
ولم يكن "فرانك" على علم بالوقت الذي تم فيه تغيير مكان ميلاده رسميًا، على الرغم من أنه يقول في طلب جواز سفره السابق في عام 2008 إن مكان ميلاده ما زال مدرجًا في قائمة "يافا، فلسطين".
ويجب تجديد جوازات السفر الأسترالية كل 10 سنوات.
وبحسب موقع "SBS News" فقد رفضت وزارة الشؤون الخارجية والتجارة التعقيب على القضية. وفقًا للوفد العام لفلسطين إلى أستراليا، وُلد أقل من 3000 أسترالي في الأراضي الفلسطينية. من المحتمل أن يكون جزء بسيط فقط من أولئك الذين ولدوا قبل عام 1948 مثل السيد فرانك.
ويقول الأكاديمي بسام الدالي أحد أعضاء مجموعة مناصرة للفلسطينيين في أستراليا إنه على علم بحالتين أخريين مماثلة.
وأضاف "إنه أمر مثير للسخرية.. يجب ألا يخضع المكان الذي ولد فيه الناس لأية حسابات سياسية".