رجل تونسي يكتشف أصوله الفلسطينية بعد 30 عاما من تبنيه

رجل تونسي يكتشف أصوله الفلسطينية بعد 30 عاما من تبنيه

أيمن عبد الرحمن الديراوي-ميدل إيست مونيتور

في عام 2005، بعد فترة وجيزة من وفاة والدته في تونس، جثا أيمن على ركبتيه بجانب سريرها محاطا بممتلكاتها ولاحظ قطعة من الورق فوق صندوق من الأشياء غير المفرزة.

ورد في نص الورقة: " تفيد ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في الجمهورية العربية السورية –مكتب دمشق- بأن الطفل أيمن عبد الرحمن الديراوي/ والدته عائشة من مواليد بيروت/ لبنان عام 11-6-1982، والداه من الشهداء الذين سقطوا أثناء الغزو الصهيوني للبنان".

بمشاعر مختلطة، هرع أيمن إلى والده للحصول على إجابات، لكن فضوله أثار قلق والده الذي تفاجأ باكتشاف ابنه أنه قد تم تبنيه بالفعل.

بعد أن رأى أيمن الانزعاج على وجه والده، تعهد بعدم النبش عن الماضي ما دام والده على قيد الحياة.

في عام 2016، بعد أربع سنوات من وفاة والده، غادر أيمن تونس إلى لبنان بحثًا عن أقاربه.

أيمن بن هادي من مواليد الديراوي يبلغ الآن 38 عاما. ترعرع على يد والديه التونسيين عبد القادر بن هادي وسميرة بن عبد السلام منذ ولادته تقريبًا بعد قضاء والديه الفلسطينيين اللاجئيْن خلال مجزرة صبرا وشاتيلا في بيروت عام 1982.

بمجرد وصوله إلى لبنان، زار المقابر الجماعية حيث دفن والديه، وللمرة الأولى تحدث إلى والدته وأبيه.

أخبرهما أن والديه بالتبني كانا طيبين للغاية وكريمين ولم يسمحا له مطلقًا بالتساؤل عما إذا كان ابنهما، لكنه الآن يتمنى أن يكون قد التقى وتحدث إلى والدته وأبيه.

خلال زيارته للبنان، تمكن أيمن من تعقب أقاربه الذين أوضحوا أنه نجا من المذبحة لأن والدته كانت قد أخفته في حاوية، حيث عثر عليه أحد أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية الذي اصطحبه مع آخرين أطفال أيتام إلى سوريا.

وبحسب الوثائق، فقد مكث هناك قبل ثلاثة أشهر فقط من تبنيه ونقله إلى سوسة في تونس.

اكتشف أيضًا أن لديه أختًا غير شقيقة، من والده ، تعيش في غزة حيث عاش والده سابقًا، وتزوج وأنجب طفلًا قبل الانتقال إلى لبنان.

بسبب الحصار الإسرائيلي على غزة، لم يكن لدى أيمن أي وسيلة للقاء هدى البالغة من العمر 50 عامًا والتي تعيش في مخيم النصيرات للاجئين مع أطفالها التسعة.

يأمل الشقيقان في إجراء اختبارات الحمض النووي لتأكيد علاقتهما بالدم.

يقول أيمن: "لطالما شعرت بالحماسة الشديدة تجاه القضية الفلسطينية والحنين إلى الشعب الفلسطيني، لكنني لم أتوقع أو حتى أعتقد أنني فلسطيني".

ويضيف: "عندما اكتشفت أصولي الفلسطينية وخاصة أن جذوري من قطاع غزة، شعرت بالفخر والصمود".

حصل أيمن مؤخرًا على جواز سفره الفلسطيني من السفارة الفلسطينية في تونس بعد اتصاله بمكتب السلطة الفلسطينية في رام الله.

ويقول: "لقد حققت أحد أهدافي ولكني ما زلت لا أعرف شيئًا عن عائلة والدتي المقتولة ولم أتمكن من مقابلة أختي الوحيدة في غزة".

ويتابع: "انتهت المجزرة ونحن ندفع الثمن والعدو مازال حرا ويعمل فوق القانون".

ترجمة عن ميديل إيست مونيتور

رابط مختصر : http://bit.ly/3n1EQQC