تجمّع بدوي يؤوي 135 فلسطينيا يواجه قرارا إسرائيليا بالهدم

تجمّع بدوي يؤوي 135 فلسطينيا يواجه قرارا إسرائيليا بالهدم

تعد الميتة واحدة من 34 تجمعا بدويا في الأغوار الفلسطينية-صورة أرشيفية

يواصل المزارع الفلسطيني شريف زواهرة الاعتناء بصغار خرافه، في مزرعته بقرية الميتة، في الأغوار الشمالية، وسط مخاوف من عمليات هدم للمساكن قد تنفذها السلطات الإسرائيلية، بدعوى البناء دون ترخيص.

يقول زواهرة (40 عاما)، للأناضول، إن السلطات الإسرائيلية هدمت مسكن عائلته مرات عديدة، وتواصل التضييق اليومي بحق السكان في محاولة لطردهم لصالح مشاريع استيطانية.

وتقع قرية "الميتة" في الأغوار الشمالية، شمال شرق الضفة الغربية، ويقطنها 135 فلسطينيا، يسكنون في بيوت من الصفيح وخيام، ويعتمدون على تربية الأغنام.

وتعد "الميتة" واحدة من 34 تجمعا بدويا في الأغوار الفلسطينية، ومنتصف مارس/ آذار الماضي، صدّقت "المحكمة العليا" الإسرائيلية على قرار هدمها.

ويواصل السكان حياتهم الطبيعية، لكنهم يترقبون أي تحرك إسرائيلي، ويخشون هدم مساكنهم، وطردهم من القرية.

وتتعرض المساكن الفلسطينية في الأغوار لعمليات هدم من السلطات الإسرائيلية، بدعوى البناء دون ترخيص في مواقع مصنفة "ج" بحسب اتفاق أوسلو الموقع بين منظمة التحرير وإسرائيل عام 1993.

وتبلغ مساحة منطقة الأغوار الفلسطينية، نحو 1.6 مليون دونم (الدونم 1000 متر مربع)، ويقطن فيها قرابة 13 ألف مستوطن إسرائيلي في 38 مستوطنة، في حين يسكن حوالي 65 ألف فلسطيني في 34 تجمعا.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مرارا، أن حكومته تعتزم ضم مناطق واسعة بالضفة الغربية، بما فيها الأغوار.

ترحال

ويقطن زواهرة مع أسرته المكونة من ثمانية أفراد في بيت من الصفيح، يقول إنه معرض للهدم في أي وقت، غير أنه مصرّ على البقاء في تلك الأرض.

ويسرد قصة ترحال عائلته من منطقة تل عراد في النقب المحتل عام 1953، إلى أن حطوا الرحال في الأغوار الشمالية.

ويقول زواهرة: "وجدنا هنا موطنا، لن نقبل بعملية تهجير جديدة"، لافتا إلى أنه يقبل الرحيل فقط لموطن أجداده، في إشارة إلى "تل عراد".

ويفتقر التجمع إلى الخدمات الأساسية، كالكهرباء والماء وشبكات الاتصال والطرقات، ويستخدم السكان الطاقة الشمسية للحصول على الإنارة ليلا.

مستقبل مجهول

بدوره، يشير محمد عيد زواهرة (35 عاما)، إلى مستوطنات إسرائيلية مقامة في الأغوار بالقول، "يتم توفير كل متطلبات الحياة للمستوطن قبل أن يسكن منزله، بينما نمنع من تشييد بيوت من الصفيح، ونتعرض لعمليات هدم وتضييق يوميا".

وأضاف: "حياتنا صفر لا يوجد أي مقومات لها، مصيرنا مجهول بلا أفق، ولا مكان آخر لنا للرحيل"، معربا عن مخاوفه بشأن مستقبل أبنائه السبعة.

ضم بشكل صامت

مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس والأغوار الشمالية، معتز بشارات، قال للأناضول، إن "إسرائيل تواصل عمليات ضم الأغوار بشكل صامت، عبر استمرار البناء الاستيطاني، وعمليات الهدم وتهجير السكان".

وأردف أن "كافة التجمعات السكانية في الأغوار تعرضت لعمليات هدم وتهجير من قبل السلطات الإسرائيلية"، معتبرا أن ما يجري "ضم ناعم".

وأوضح أن "الجيش الإسرائيلي يهدم أي مبان جديدة مستندا إلى قرار عسكري بهذا الشأن"، مؤكدا ضرورة أن "يتشبث السكان في مساكنهم".

واتهم بشارات، السلطات الإسرائيلية بمحاولة تنفيذ جريمة جديدة في الأغوار تشمل هدم تجمع "الميتة" أسوة بما حدث في خربة حمصة الفوقا بالأغوار (شمال شرق).

وتعرضت المساكن في حِمْصَة الفوقا، لأربع عمليات هدم، أوسعها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، حيث هدمت السلطات الإسرائيلية التجمع بشكل كامل، ضمن مخطط استعماري يهدف إلى ضم الأغوار المحتلة لصالح الاستيطان.

وطالب بضغط دولي لوقف قرار الهدم، لكنه قال إن "إسرائيل لا تفهم إلا لغة القوة، ولا تكترث بالبيانات والقانون الدولي".

وحذّر بشارات من أن "استمرار عمليات الضم في الأغوار يهدد مصير قيام دولة فلسطينية مستقلة ومترابطة".

المصدر/ الأناضول

رابط مختصر : http://bit.ly/3vD5SlS