غصة وأمل.. "نكبة فلسطين" في عيون لاجئيها بلبنان

غصة وأمل..

يتوزع اللاجئون الفلسطينيون في لبنان على 12 مخيماً ومناطق سكنية أخرى-الأناضول

يستذكر اللاجئون الفلسطينيون في لبنان ذكرى "النكبة" في 15 مايو / أيار، بحزن ومرارة كبيرة هذا العام، في ظل تصعيد إسرائيل اعتداءاتها، إلا أن انتفاضة شعبهم وتصديه لها يزيدهم أملاً بالعودة الى ديارهم.

وتُعد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، أبرز أوجه النكبة الفلسطينية التي تحل ذكراها الـ 73 هذا العام، بعدما أُخرجوا من أرضهم خلال عام 1948 على أيدي "عصابات صهيونية مسلحة"، قبيل إعلان قيام دولة "إسرائيل" في 14 مايو/ ايار من العام ذاته.

ويتوزع اللاجئون الفلسطينيون في لبنان على 12 مخيماً ومناطق سكنية أخرى، ويقدر عددهم بنحو 200 ألف لاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

مخيم "مار الياس" في بيروت

أحد من تلك المخيمات، مخيم "مار الياس" في العاصمة بيروت، زارته وكالة "الأناضول"، ورصدت تفاعل اللاجئين فيه مع الذكرى التي حلّت هذا العام في ظل تطورات غير مسبوقة يشهدها وطنهم.

يقول "أبو محمد الصيدلي" (57 عاما) إن "مأساة النكبة مستمرة منذ 73 عاماً، لكن عندما نشاهد اليوم صمود ومقاومة شعبنا في غزة والقدس والمناطق المحتلة، فإن ذلك يعيد إلينا الأمل بأننا سنرجع يوماً ما الى فلسطين".

ويضيف في حديثه لوكالة الأناضول: "نحن هويتنا فلسطينية، وإن شاء الله بجهود المقاومين سنعود إلى ديارنا، لأن الكفاح المسلح هو السبيل لتحرير فلسطين، الذي يبدأ من داخلها، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".

وصعّد الإسرائيليون اعتداءاتهم منذ بداية شهر رمضان المبارك في القدس، وخاصة منطقة باب العامود والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح، حيث تريد إسرائيل طرد عائلات فلسطينية لصالح مستوطنيها.

ودفعت الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة التي طالت المصلين في المسجد الأقصى، إلى تفجّر الأوضاع، وقيام فصائل فلسطينية في قطاع غزة بإطلاق صواريخ على مستوطنات إسرائيلية، فيما تشن تل أبيب غارات مكثفة على القطاع.

وُلدَت في فلسطين وتنتظر العودة

بالنسبة إلى الحاجّة "أم علي" (مواليد 1947) التي ولدت في فلسطين قبل النكبة، فلا تزال تنتظر موعد العودة إليها، بعدما هُجّرت وأهلها إلى لبنان عندما كان عمرها سنة واحدة.

وتقول للأناضول: "لا أحد يستطيع أن يسرق منّا فلسطين، نحن موعودون بالعودة، إن لم يكُن اليوم فغداً بالتأكيد"، مشيدة بـ "دفاع المقاومين عن القدس والمسجد الأقصى".

كما الكبار، كذلك الصغار والشباب، هؤلاء يترعرعون في مخيمات الشتات على حبّ فلسطين وقضيتها، ويتابعون بقلق حيناً وبحماسة أحياناً أخرى، التطورات هناك عبر شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي.

تصويب مجريات الأحداث منذ النكبة

ويقول محمد ضاهر (24 عاماً)، أحد أبناء مخيم "مار الياس" للأناضول: "النكبة هي ذكرى مأساوية كانت على أهالينا وأجدادنا يوم هُجّروا من فلسطين".

إفشال وعد ترامب

"منذ النكبة قبل 73 عاماً وحتى اليوم، أثبت شعبنا أنه حيّ، ولا يمكن أن يُهزم"، وفق تعبير الباحث السياسي الفلسطيني وليد محمد علي، معتبراً أن "ما يحدث هذه الأيام، من مواجهات وصمود ومقاومة، هو أكبر دليل على ذلك".

ويضيف محمد علي، في حديثه للأناضول: "في الذكرى 73 للنكبة، أثبت أبطال قطاع غزة أنهم قادرين ليس على الدفاع عن القطاع وحسب، بل على حماية القدس، وكل جزء من فلسطين"، معتبراً أن "هؤلاء أسقطوا كل الأوهام الصهيونية بإمكانية إلغاء القضية الفلسطينية".

كما يرى أن "أبطال بيت المقدس تمكنوا من إفشال مخطط كان غاية في الخطورة، وهو تثبيت وعد (الرئيس الأمريكي السابق) دونالد ترامب بأن القدس عاصمة للكيان العنصري الاستيطاني (إسرائيل)، وقالوا للعالم كله إن للقدس أبناء يدافعون عنها".

وفي عام 1948، تم تهجير قرابة 800 ألف من أصل 1.4 مليون فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى لبنان وسوريا والأردن، وكذلك إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، وأعلن في 14 مايو/ أيار من العام ذاته قيام دولة "إسرائيل".

اليوم، بعد 73 عاماً، بات عدد اللاجئين الفلسطينيين في تلك البلدان والمناطق الأخرى 5 ملايين و600 ألف شخص، بحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين "الأونروا".

المصدر: الأناضول

رابط مختصر : http://bit.ly/2S0N2qh