لاجىء فلسطيني يسجل براءات اختراع من مخيم البداوي بشمال لبنان

لاجىء فلسطيني يسجل براءات اختراع من مخيم البداوي بشمال لبنان

المخترع الفلسطيني لقب بات يلازم اسم الشاب الثلاثيني عامر درويش-شينخوا

المخترع الفلسطيني، لقب بات يلازم اسم الشاب الثلاثيني عامر درويش الذي استطاع بإمكانيات متواضعة أن يتجاوز محنة اللجوء والحرمان ويضع لنفسه بصمة في مجال الابتكارات الهندسية بحصوله على براءات اختراعات أنجزها خلال سنوات من وزارة الاقتصاد اللبنانية.

وقال عامر (33 عاما) في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "شينخوا" الصينية، إن ابتكاراته تهدف لخدمة الإنسانية وتسهيل النشاطات البشرية في مجالات متنوعة، مثل تسهيل نظم قيادة المركبات والإطفاء وصولا إلى ابتكار أجهزة تعقيم لمكافحة انتشار فيروس كورونا.

ولد عامر في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين بشمال لبنان وحاز على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال، إلا أنه لم يوفق في الحصول على عمل في مجاله بسبب القوانين اللبنانية التي تحظر على الفلسطيني العمل في عدد من المهن والوظائف، فانتقل إلى شغفه بالابتكارات الهندسية الذي يرافقه منذ صغره.

ويستبعد اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، استنادا إلى مسح أجرته الجامعة الأمريكية في بيروت ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في عام 2015، من التمتع بمعظم الحقوق المدنية والاجتماعية والاقتصادية، ويمنعون من تملك العقارات والعمل في نحو 30 مهنة بما فيها جميع المهن الحرة.

كما يعاني 65 في المائة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من الفقر في حين يعيش 3 في المائة منهم في فقر مدقع بحسب تقديرات أممية.

وبدأ عامر بالعمل على بعض الاختراعات الصغيرة التي أعطته ثقة بنفسه، لينطلق منها إلى ما هو أكبر، وكانت البداية في العام 2017 حيث استطاع أن ينجز أول اختراع له ليذيع صيته بين أبناء المخيم وفي محيطه اللبناني.

واتسعت شهرة عامر ووصلت إلى أبناء شعبه وبعض الدول من خلال المقابلات التي أجراها مع وسائل إعلام محلية وعربية ودولية والتي سلطت الضوء على هذا الشاب، ما مكنه من بيع اختراعه والانطلاق إلى العمل على اختراعات أخرى.

وقال عامر لـ((شينخو)): "حققت منذ سنوات مجموعة من الابتكارات الهندسية التي تهدف لخدمة الإنسانية وتسهيل النشاطات البشرية في مجالات متنوعة، مثل تسهيل نظم قيادة المركبات، والإطفاء والإنقاذ، وابتكار أجهزة تعقيم لمكافحة انتشار فيروس كورونا".

وأضاف أن "الاختراع الأول (BlueDrive 48) هو منظومة إلكترونية وميكانيكية يتم إضافتها للآليات الثقيلة، مما يسمح بقيادتها والتحكم بمعظم أنظمتها عبر الهواتف الذكية".

وأشار إلى أن الاختراع "تمت تجربته ميدانيا على إحدى الجرافات ونجح عام 2017 بتسييرها والتحكم بكافة أنظمتها عبر الهاتف الذكي".

أما الاختراع الثاني فهو "منظومة الإطفاء والإنقاذ الفلسطينية (Pals FireFighter 48)"، والذي تم إنجازه عام 2019.

ويشرح عامر أن المنظومة "مؤلفة من رجل إطفاء آلي وبيت حاضن له يشحنه بالطاقة الشمسية النظيفة إضافة إلى رافعة لجعل الرجل الآلي قادرا على تسلق المباني والأبراج والدخول إلى قلب الشقق عبر الشرفات للإطفاء وإنقاذ المحاصرين عبر قذف كبسولة خاصة تحتوي حبال نجاة وأغلفة لتجنب الحرارة خلال الخروج من ألسنة اللهب".

وكان الاختراع الثالث (Corona Fighter 48) في عام 2020 وهو، كما يقول عامر، عبارة عن جهاز إلكتروني صغير يلصق بالهواتف الذكية، ويقدم مجموعة خدمات لحاملها، ومنها يقوم بوظيفة التعقيم بشكل سهل وبكفاءة عالية وتكلفة رخيصة وكذلك يقدم خدمة الشحن اللاسلكي للهواتف الذكية كبنك طاقة ملتصق ومرافق لحملة الهواتف الذكية خلال نشاطاتهم اليومية.

وأشار إلى أن "الاختراع الرابع الذي لم يتم بعد عرضه وقد حصلت على براءة اختراع له من الدولة اللبنانية هو (Full Body Sanitizer 48) الذي يعمل كمعقم كامل للجسم تلقائيا لحظة وقوف المستخدم على منصته الرئيسية".

ويعمل هذا الاختراع من خلال "عامود مرشات يقوم بالدوران حول المستخدم، مطلقاً الرذاذ من جميع الأبعاد بالكثافة والسرعة المحددة مسبقاً لإيصال الرذاذ المطلوب الموجه من أسفل لأعلى".

وقال عامر "قريباً سأعلن عن ابتكارات جديدة، لوضع بصمة علمية فلسطينية مع الجهود الدولية المبذولة لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، وكذلك في مجالات السلامة المرورية، ومنها ما سيعود بفوائد مباشرة وغير مباشرة على الحيوان والنبات".

وبمناسبة اليوم العالمي للاجئين الذي يصادف 20 يونيو كل عام، أكد عامر أن "حق عودتي كلاجيء فلسطيني إلى أرضي لا مساومة فيه".

وتابع "نحن كلاجئين على يقين بعودتنا إلى جميع قرانا وبلداتنا التي طرد آباؤنا وأجدادنا منها ظلما، بما فيها أراضينا التاريخية المحتلة عام 1948، وأنا أرفق رقم 48 مع جميع أسماء ابتكاراتي الهندسية للدلالة على ثبات حقنا القطعي فيها".

وأضاف أن "الرقم 48 مرتبط بالذاكرة الفلسطينية بأحداث النكبة، وأحاول أن أحوله إلى رقم مرتبط بالإنجازات العلمية والأمل والتفاؤل، وللتأكيد على حقنا بعودتنا جميعاً إلى وطننا الفلسطيني الذي سنبنيه بأيدينا وسنقوم بتطوير صناعاته لجعلها صناعات متقدمة أسوة بالدول المتطورة، وسنسعى مع الدول الأخرى العادلة لبناء عالم أكثر عدلا وإنسانية".

ويبلغ عدد اللاجئين المسجلين في لبنان على لوائح وكالة (أونروا) وفق تقرير صدر عنها في العام 2017 نحو 463 ألفا و664 لاجئا، فيما يبلغ عدد هؤلاء اللاجئين بحسب إحصاء فلسطيني لبناني رسمي أجري في العام نفسه قرابة 174 ألفا و422 لاجئا يعيشون في 12 مخيما و156 تجمعا فلسطينيا في مختلف المناطق اللبنانية.

المصدر: شينخوا

رابط مختصر : http://bit.ly/3j8x3Cr