سادت حالة من الغضب الشديد في أوساط فلسطينيي 48 داخل إسرائيل عقب تصريحات لوزير الأمن الداخلي الإسرائيلي "جلعان أردان" هاجم من خلالها المجتمع العربي، ووصفهم بـ"المجتمع العنيف جدًا".

وزعم أردان في حديث إذاعي، صباح الإثنين، تطرّق خلاله إلى تفشّي الجريمة في الوسط العربي، بأنّ "أساس العنف في الوسط العربي يرجع الى التربية والثقافة"، كما قال.

ووصف أردان الوسط العربي بـ"العنيف جدًا جدًا، وهذا يرجع إلى أنه في ثقافتهم تنتهي الصراعات بسلّ السكاكين بدلًا من المحاكم"، حسب تعبيره.

وأضاف أنّه "في المجتمع العربي، بإمكان الأم الموافقة على أن يقتل ابنها ابنتها على خلفيّة قصّة حب"، وفق قوله.

وذكر موقع "عرب ٤٨" الالكتروني المختص بمتابعة أحوال فلسطينيي الـ48 أن القائمة العربية المشتركة في البرلمان الإسرائيلي "الكنيست"، تدرس إلغاء جلسة مقرّرة مع وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، يوم الخميس المقبل، إثر تصريحاته التي وصفت بـ"العنصريّة".

وفي انتخابات "الكنيست" الأخيرة، حصلت "القائمة المشتركة"، وهي تحالف يضم أربعة أحزاب سياسية بقيادة عربية، على 13 مقعدًا، لتصبح ثالث أكبر قائمة في "الكنيست".

ونقل الموقع الالكتروني عن النائبين بالقائمة المشتركة "إمطانس شحادة" و"عوفر كسيف"، تأكيدهما أن القائمة المشتركة تناقش ذلك، وأنها لم تتوصّل لقرار بعد.

وقال النائب شحادة إن تصريحات الوزير الإسرائيلي تكشف "العقليّة الحقيقيّة لأردان وتعامله مع العرب والجوهر العنصري لهكذا تعامل معنا".

وأضاف أنه "من الواضح أنّ خطوات أردان للتعامل مع ملف العنف والإجرام في المجتمع العربي ناتجة عن ضغطنا، مجتمعًا وقيادةً وأن حركة الاحتجاج في الشارع العربي خلال الأسبوع الأخير قد أدخلته في حالة هستيريا شديدة".

وأكّد شحادة أن إردان وحكومته لا يعرفان إلا لغة الاحتجاج والضغط، لذلك علينا، كمجتمع عربي، الاستمرار في هذه الإجراءات وتصعيدها إلى أن تستجيب الحكومة لمطالبنا العادلة والمشروعة".

وأضاف أن "القائمة المشتركة تناقش في هذه الأثناء الردّ على تصريحات إردان، ونؤكدّ أنها لن تمر مرور الكرام".

وتشهد البلدات الفلسطينية داخل أراضي 48، منذ أيام سلسلة احتجاجات على عمليات العنف وجرائم القتل في المجتمع العربي، كان آخرها مقتل الشقيقان أحمد وخليل سامي مناع (30 و23 عاما) في إطلاق نار، يوم الثلاثاء.

ووفق بيانات نشرها موقع "عرب 48"، فقد قُتل 1385 عربيًا في جرائم القتل منذ العام 2000. كما لقي 13 شخصًا مصرعهم في جرائم مختلفة غالبيتها بإطلاق النار في البلدات العربية خلال أيلول/ سبتمبر الماضي.

وأفادت البيانات بوصول عدد ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي إلى 71 بينهم 11 امرأة منذ مطلع العام الجاري 2019.

وقبل أيام، اتهم عضو قيادة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية داخل أراضي عام 1948، طلب الصانع، السلطات الإسرائيلية، بالعمل على تعزيز الجريمة في المجتمع العربي بهدف تدمير النسيج الاجتماعي.

ويبلغ تعداد العرب في داخل أراضي 48، قرابة مليون و878 ألفا ويشكلون 20.9% من السكان البالغ عددهم بنهاية العام الماضي 8 ملايين و972 ألف نسمة، بحسب معطيات نشرتها دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية.