مسار سيارات قديمة يحاكي عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم

مسار سيارات قديمة يحاكي عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم

صورة أرشيفية

هل يمكن أن تنقل مجموعة من السيارات القديمة المحبوبة لدى المواطنين رسالة سياسية تتعلق بفلسطين وتطالب بحق العودة؟ جواب هذا السؤال إيجابي وفي فلسطين بطبيعة الحال.

فلأول مرة فلسطينيا تشترك سيارات “خبشيت / الخنفسة” ألمانية الصنع في مسار ينطلق من الخليل وصولا إلى بيت لحم ومن ثم رام الله فبلدة قبلان جنوب نابلس، ومن ثم نابلس وصولا إلى عرابة وانتهاء ببلدة الجلمة أقصى الضفة الغربية شمالا.

الفضل في هذه الرسالة يعود لـ”نادي البيتل الفلسطيني” الذي أطلق اليوم “مسار العودة” وهو عبارة عن محاكاة لمسار عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم باستخدام سيارات قديمة تعود للفترة الزمنية ما بين 1962 – 1979م.

ومع ظهر الجمعة تجمعت السيارات القديمة الـ60 من نوع “خبشيت/ الخنفسة الألمانية” القادمة من مدن الضفة الغربية على مدخل بلدة عرابة، وحملت أعلام فلسطين وأعلاما بأسماء القرى المهجرة من ثم جابت عددا من قرى وبلدات محافظة جنين.

ومن بلدة عرابة غرب مدينة جنين انطلقت السيارات وصولا إلى بلدة يعبد ومن ثم إلى مدينة جنين ومخيمها ومن ثم انطلقت لتصل بلدة الجلمة على حدود الخط الأخضر الذي يفصل فلسطين الضفة الغربية عن فلسطين 1948.

وبرأي قيصر الأزعر من مؤسسي “نادي بيتل فلسطين” فإن الأمر عبارة عن مسيرة للمركبات القديمة في جنين تجسيدا لحق العودة، “وهي المرة الأولى التي نقوم من خلالها بتوجيه رسالة سياسية”.

المشاركون من فئة الشباب وسائقي السيارات القديمة والجميلة ومرافقيهم وحشد من الأهالي وعشاق السيارات تجمعوا حولها وأكدوا على أن حق العودة لا يسقط بالتقادم، كما استعرض كل سائق قدرة سيارته وموديلها ولونها، ومن ثم جابت شوارع جنين وقراها وبلداتها، واستقرت في وقفة تضامن مع أهالي مخيم جنين الذين شردوا من قراهم قبل أكثر من سبعين عاما.

منسق الفعالية محمد سلامة من جنين قال إن هذه الحافلات شاهدة على الجريمة التي ارتكبت بحق شعبنا، وتأكيد للجيل المقبل أننا وإياهم متمسكون بحق العودة وشعبنا سيبقى يناضل حتى إقامة دولته وعودة اللاجئين.

تابع قائلا: “جئنا من محافظات الوطن ومن داخل أراضي الـ48، نؤكد وحدة الدم والمصير وتمسكنا بالعودة مهما طال الزمن، فنحن أصحاب الحق وأصحاب الأرض”.

وبرأي الأزعر فإن هذه السيارات التي قامت برفع رسالة سياسية تعود لأجداد الشبان الذين يقودونها، وهناك سيارات تعتبر “يدا أولى”، أي أن الشاب الذي يقودها ورثها عن أبيه فيما أبوه ورثها عن والده أيضا.

وتابع الأزعر في حديث خاص بـ”القدس العربي”: “بالعادة نقوم بفعاليات هدفها الترفيه والتسلية وأحيانا نشارك في أعراس واحتفالات اجتماعية كما أننا معا نخلق مجتمعا شبابيا يعشق السيارات، لكن هذه المرة قررنا نقل المسألة لمساحة أخرى من الفعل الاحتجاجي لتوصيل رسالة نلتقي جميعا حولها، وهو ما يجعل ذلك فرصة للتعرف على فلسطين وقراها ومدنها”.

وعن النادي أضاف الأزعر: “بدأ النادي أنشطته قبل سنوات خمس من خلال “نادي حبيشتات قبلان” حيث بدأنا بأربع سيارات ومن ثم وصلنا إلى 20 سيارة واليوم نقوم بفعاليات في عموم فلسطين ويشارك معنا عشرات الشبان الذين يحبون هذا النوع من السيارات”.

ويرى الأزعر: “رسالتنا اليوم مستمدة من الحافلة القديمة التي نقودها وعمرها يقارب 60 عاما، وهي شاهدة على نكبتنا لكنها في ذات الوقت توصل رسالة للعالم أننا باقون ولن نرحل، وأننا شعب يستطيع التأقلم في كافة المتغيرات”.

المصدر: القدس العربي

رابط مختصر : http://bit.ly/3te6QVU