إسرائيل تواصل استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين بغزة
اتهم مركز حقوقي فلسطيني، الجيش الإسرائيلي المتمركز قرب الحدود مع قطاع غزة، بتعمد استهداف المتظاهرين الفلسطينيين المشاركين في مسيرات العودة السلمية في "أماكن قاتلة" بأجسادهم.
وذكر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أنه رغم تراجع أعداد المصابين خلال الجمعة الـ66 لمسيرة العودة، أمس، مقارنة بالجمعة التي سبقتها، فإن حالة أربعة من المصابين منهم طفلان تراوحت بين خطيرة وحرجة جدًّا، ما يشير إلى تعمد الاحتلال استهداف المتظاهرين في أماكن قاتلة بأجسادهم.
وأشار المركز الفلسطيني في بيان مكتوب، اليوم السبت، إلى إصابة (74) مدنيًّا فلسطينيًّا منهم (23) طفلًا، وامرأتان إحداهما صحفية، وصحفي آخر، ومسعفان، بعدما استخدمت قوات الاحتلال القوة المفرطة ضد المشاركين في المسيرات السلمية.
وبين أن التظاهرات اتسمت بالسلمية والهدوء، ولم يسجل وجود أي خطر أو تهديد جدي على حياة الجنود الإسرائيلييين الذين استهدفوا المتظاهرين بالرصاص وقنابل الغاز.
وأدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب الجرائم ضد التظاهرات السلمية، مؤكدًا أن هذه الجرائم نتيجة إفلات (إسرائيل) من العقاب وما تتمتع به من حصانة؛ ما يشجع قواتها على اقتراف الجرائم بقرار رسمي من أعلى المستويات العسكرية والسياسية.
كما أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية ما وصفتها بـ"الوحشية" التي يمارسها الجيش الإسرائيلي ضد المواطنين المشاركين في مسيرات العودة.
واستنكرت الوزارة، في بيان، السبت، بشدة، إطلاق رصاص "الدمدم" على الطفل عبد الرحمن اشتيوي (9 سنوات) في بلدة كفر قدوم بالضفة الغربية، ما أدى إلى إصابته بجروح بليغة، "الأمر الذي يؤكد أن جنود الاحتلال وضباطه تحولوا إلى آلات متحركة لقتل الفلسطينيين، ذلك كله بتوجيهات وتعليمات المستوى السياسي والعسكري والأمني في دولة الاحتلال"، بحسب البيان.
وحذرت الوزارة من مغبة التعامل مع جرائم الاحتلال والقتل والإعدام خارج القانون، كأمور اعتيادية وكأنها باتت مألوفة في نظر المجتمع الدولي.
ومساء الجمعة، أبدت الأمم المتحدة، قلقها إزاء تزايد أعداد المصابين الفلسطينيين باعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على المشاركين في فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار السلمية، شرقي قطاع غزة.
وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بمؤتمر صحفي عقده بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك: "نحن قلقون إزاء أعمال العنف وعبرنا مرارا عن قلقنا إزاء أي تصعيد ونريد أن نرى الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني) وهما يعملان على خفض التصعيد في القطاع".
ومنذ نهاية مارس من العام الماضي، يشارك آلاف الفلسطينيين في تظاهرات سلمية قرب الحدود الفاصلة بين قطاع غزة وإسرائيل، للمطالبة بكسر الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 13 عامًا على غزة، وللفت أنظاهر العالم بحقهم في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها في العام 1948.
وأدى قمع قوات الاحتلال للمشاركين في هذه المسيرات، إلى استشهاد 306 فلسطينيين، وإصابة أكثر من 31 ألفا بجراح مختلفة، بحسب معطيات فلسطينية رسمية.
ونهاية شباط/فبراير الماضي، خلصت لجنة مستقلة تابعة للأمم المتحدة إلى أن "لديها أسبابا معقولة تدعو إلى الاعتقاد بأن الجنود الإسرائيليين ارتكبوا انتهاكات لقانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، قد يصل بعضها إلى جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية، أثناء مظاهرات مسيرة العودة الكبرى".