لماذا يمتنع فلسطينيون في لبنان عن إرسال أبنائهم إلى المدارس؟

لماذا يمتنع فلسطينيون في لبنان عن إرسال أبنائهم إلى المدارس؟

مدرسة مغلقة تابعة للأونروا-صورة أرشيفية

توجه نحو 38 ألف طالب فلسطيني في لبنان، اليوم الاثنين، إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بعد أن اتخذت الوكالة قرارها باعتماد أسلوب التعليم المدمج، الذي يجمع بالتناوب بين التعلم الوجاهي في المدرسة، والتعلم عن بعد في المنزل، بسبب الظروف الوبائية التي فرضتها أزمة فايروس كورونا.

وعلى الرغم من تأكيد الوكالة أنها ستتخذ إجراءات تعليمية وصحية تراعي أحوال الطلبة؛ إلا أن العوائق المادية في بلد يعيش حالة اقتصادية متردية، دفعت العديد من الأهالي إلى الامتناع عن إرسال أبنائهم للمدرسة.

تكاليف عالية

اللاجئة الفلسطينية رغدة يعقوب، المقيمة في مخيم برج البراجنة جنوبي بيروت، والتي تعيل عائلتها بنفسها بسبب مرض زوجها، ولديها خمسة أبناء تتراوح مراحلهم التعليمية بين الروضة والصف التاسع الأساسي، تقول إنها لم ترسل أبناءها اليوم إلى المدرسة.

وتعلل "رغدة" ذلك بالقول: "ليس بمقدوري أن أتحمل تكاليف وأعباء إرسال أبنائي إلى المدرسة، فباص النقل وحده باتت أجرته الشهرية بين 500 ألف و600 ألف ليرة لبنانية (نحو 40 دولارًا) على الطفل الواحد، وهو أمر يفوق قدرتي".

وأضافت لـ"قدس برس": "صحيح أن مدارس الأونروا لا تتقاضى أقساطًا دراسية، إلا أن هناك تكاليف أخرى تثقل كواهلنا، كشراء القرطاسية، فثمن الحقيبة الواحدة يبلغ 400 ألف ليرة (نحو 35 دولارًا) والدفاتر يتراوح ثمنها بين 50 ألفًا و100 ألف ليرة (3 إلى 6 دولارات)، والأقلام بـ20 ألف ليرة وما فوق (نحو دولار واحد)".

حياة قاسية

من جهتها؛ قالت الناشطة الفلسطينية فاتن ازدحمد، إن "الفلسطيني في لبنان يعاني كثيرًا من الألم والظلم، اللذين لا يتوقفان عند انتهاك حقوقه الإنسانية، بل إنه يُجبر على عيش حياة قاسية، بلغت اليوم حدًا جعله غير قادر على إرسال أبنائه إلى المدرسة للتعلم".

واتهمت ازدحمد في حديثها لـ"قدس برس" وكالة الأونروا بـ"انتهاك حقوق اللاجئين الفلسطينيين، لعدم تلبيتها احتياجاتهم، وعدم إعلانها حتى اللحظة عن خطة طوارئ إغاثية، تنجد الفلسطينيين من الأزمة التي وقعوا فيها جراء انهيار الوضع في لبنان".

وطالبت الناشطة الفلسطينية وكالة الأونروا، بـ"العمل على تفعيل دورها، وإيجاد حل لانعكاسات الأزمة الاقتصادية الحالية على اللاجئين"، لافتة إلى أن "المتضرر الأكبر اليوم هو الطالب الفلسطيني، الذي لن يستطيع أهله تأمين مستلزمات العام الدراسي، أو حتى إرساله إلى المدرسة".

دعم مستدام

وفي المقابل؛ قالت المتحدثة الإعلامية باسم "الأونروا" هدى السمرا، إن "الوكالة تواصل تقديم المساعدات الحيوية لمجتمع لاجئي فلسطين في لبنان، ولكنها تحتاج إلى دعم مالي إضافي ومستدام، من أجل خدمتهم بشكل جيد".

وأضافت لـ"قدس برس": "على الرغم من أنه لا يزال لدينا عجز متوقع قدره 100 مليون دولار في ميزانيتنا للعام 2021، إلا أن جميع خدماتنا العادية والحيوية (التعليم والصحة والخدمات الإغاثية) تواصلت دون انقطاع، كما استجبنا لأزمة فيروس كورونا بشكل فعال وبلا تأخير".

واستدركت السمرا: "ما تأخر فقط هو التوزيع النقدي الطارئ؛ لأن التمويل لمثل هذا التوزيع لم يتم توفيره إلا مؤخرًا".

وبينت أن "الأونروا ستعمل على إجراء مراجعة شاملة للوضع الاجتماعي والاقتصادي لجميع العائلات المحتاجة في مجتمع لاجئي فلسطين بلبنان"، مؤكدة أن "توفير برنامج مستدام من المساعدة، شبيه بالبطاقات التمويلية المخطط لها في لبنان؛ يحتاج تأمين تمويل منتظم".

وكانت وكالة الأونروا قد أكدت في بيان لها، الجمعة، أنها ستعمد إلى "تقسيم الصفوف إلى قسمين، يحضر نصف طلاب الصف إلى المدرسة في الأسبوع الأول، بينما يتعلم النصف الثاني في المنزل، وستزوّد الأونروا جميع الطلاب بالكتب المدرسية، بالإضافة إلى مواد تعليمية عبر النت (التعليم الإلكتروني) لاستخدامها في التعلم المنزلي".

وأضافت أنه "سيتم أيضًا توزيع المواد المطبوعة على طلاب المرحلة الأساسية، وذلك في حال عدم تمكن الطلاب من الوصول إلى المواد الالكترونية بسبب انقطاع الكهرباء، أو الاتصال المحدود بالانترنت".

وأوضحت أنه "لن تفتح مقاصف المدارس (الكنتينات)، ويُنصح الطلاب بإحضار الوجبات الخفيفة والماء من منازلهم" كإجراء وقائي للتحرز من الإصابة بفايروس كورونا.

المصدر: قدس برس

رابط مختصر : http://bit.ly/3EXOduI