فلسطينيات في مخيمات لبنان يفضلّن التجارة بعيدًا عن انتظار المساعدات

فلسطينيات في مخيمات لبنان يفضلّن التجارة بعيدًا عن انتظار المساعدات

لاجئات يقمن بحياكة مطرزات تمهيدًا لبيعها-فيس بوك، Shatila Studio

بينما تلتقط بعناية ألوانًا تريد استخدامها، لم تفكر الستينية آمنة في أنها ستدخل مجال التطريز يومًا ما.

في سوريا، أدارت "آمنة" صالون تجميل اضطرت إلى إغلاقه عقب اندلاع الحرب الأهلية عام 2011م. عندما نزحت في نهاية المطاف إلى مخيم شاتيلا للاجئين في جنوب العاصمة اللبنانية بيروت عام 2013، قررت الالتحاق بمجال التطريز.

بعد مرور خمس سنوات، ما زالت تطرز. اليوم، تنهمك بتطريز سترة صوفية من المرجح أن يتم بيعها خارج المخيم، وهو ما كان لا يمكن تصوره قبل عام واحد فقط.

"نحن مثل عائلة هنا".. قالت "آمنة" لموقع المونيتور، حيث تعمل مع مجموعة من زميلاتها في إحدى الورش الصغيرة بمخيم شاتيلا.

وتم إنشاء الورشة بتمويل من منظمة "بسمة وزيتونة" غير الحكومية لإغاثة ودعم اللاجئين في لبنان، التي دربت أكثر من ألف امرأة بين عامي 2013 و 2018، على ما جاء في تقرير نشره موقع "المونيتور" وترجم مركز العودة الفلسطيني مقتطفات منه.

يتم بيع الأوشحة والحقائب والأغطية التي أنتجتها تلك النساء مقابل مبلغ صغير لكل قطعة. في نهاية عام 2018، نفد تمويل المشروع وكانت الورشة على وشك الإغلاق، إلى أن قررت 4 متدربات سابقات تولي الورشة.

خطوة كبيرة

نيفين وبشرى وفاطمة وسمر، كنّ يعملن كحرفيات ومشرفات في الورشة، حينما قررن خوض غمار العمل التجاري.

وقالت نيفين السكري، المدير المالي للورشة: "لقد كانت خطوة كبيرة. كل شيء تغير. كان علينا أن نكون أكثر تنظيمًا وأن نراقب دائمًا الأرقام".

وتحدثت السكري، فلسطينية من مواليد مخيم اليرموك في سوريا، إلى "المونيتور" في مكتبها الصغير، الذي يغطي جدرانه جداول بيانات مكتوبة بخط اليد توضح الإيرادات والأرباح الشهرية والأرباح المتراكمة.

 

أخبرت "المونيتور" أن الورشة تواجه موجات من الصعود والهبوط، والذي لا ينبغي أن يشكل مفاجأة لبدء التشغيل، ولكن الأرباح المتراكمة تتزايد ببطء. وقالت: "منذ أن تحولنا إلى عمل تجاري، فإن أحد الأشياء التي أنا فخورة بها هو كيف تحسنت جودة منتجاتنا".

وتابعت أنها قادرة على "تقديم شيء فريد" للأسواق الدولية.

انتهى الفريق للتو من تجهيز 600 حقيبة لشركة أمريكية. ويقوم حاليًا بالتجربة لمعرفة كيف تبدو تطريزاتهم على قطع مختلفة من الملابس بالنسبة إلى المصمم الأوروبي.

ويتم بيع معظم المنتجات من مجموعة "استديو شاتيلا" عبر الإنترنت، لكن إدارة الورشة تخطط لفتح صالة عرض صغيرة في الورشة الموجودة في المخيم.

مصدر دخل

وتوفر الورشة دخلًا ثابتًا لـ74 امرأة، لكن المزيد من النساء -ما يصل إلى مائة- يتدخلن عندما يكون هناك الكثير من العمل. يتم الدفع للحرفيين مقابل كل قطعة بغض النظر عما إذا تم بيعها أم لا.

وكل يوم، يجتمع أعضاء الفريق في مجموعات مكونة من 10 أفراد للتحقق من جودة ما أنتجوه والتخطيط لعملهم للأيام القليلة القادمة.

عندما وصلت السكري من اليرموك بسوريا إلى شاتيلا في لبنان، شعرت بالصدمة، حيث تقول: "لم يكن لدي أي فكرة عن أن مخيم اللاجئين قد يبدو سيئًا. قبل المجيء إلى لبنان، رغم أنني فلسطينية سورية، لم أعتبر نفسي لاجئة".

وتحمل الورشة شعار "إنها الحرب التي جمعتنا"، حيث يوسم شعارها بطيور تستريح على خطوط الكهرباء.

وتقول السكري: "تطرز أعمالنا قصصنا الخاصة. شاتيلا هو هويتنا، ومن أين نحن. من خلال مهاراتنا، يمكننا أن نخرج صوتنا إلى العالم".

رابط مختصر : http://bit.ly/35s5GJX