فلسطينيو سوريا.. أوضاع اقتصادية صعبة ومنظمات دولية متقاعسة

فلسطينيو سوريا.. أوضاع اقتصادية صعبة ومنظمات دولية متقاعسة

لاجئون في مخيّم الصداقة قرب بلدة البلّ في منطقة أعزاز بريف حلب الشمالي-أرشيفية

طالب مختصون بقضايا اللاجئين الفلسطينيين، المنظمات الدولية والحقوقية بمزيد من الدعم للاجئين الفلسطينيين، الذين يعانون أوضاعًا إنسانية صعبة.

وأكدوا حاجة اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري إلى مزيد من مد يد العون، بسبب "معاناتهم المركبة" نتيجة ظروف التهجير والفقر، وتقاعس المنظمات الدولية عن تقديم الجهود للازمة لحل قضيتهم.

ورأى الناشط الفلسطيني ماهر شاويش، أن التعاطي الدولي مع قضايا اللاجئين الفلسطينيين لا يرتقي لمستوى المعاناة والكارثة الإنسانية والمعيشية، التي يكابدها الفلسطيني السوري، رغم مرور كل هذه السنوات على الأزمة في سوريا.

ووصف وضع الفلسطينيين في مخيمات الشمال السوري، بـ"الأصعب على الإطلاق"، خاصة في مخيم دير بلوط في منطقة جنديرس، مع غياب أي دور لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في الشمال السوري.

وبيّن شاويش في حديث لـ"قدس برس" أن المؤتمر الذي عقد في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، يوم السبت؛ لمناقشة أوضاع فلسطينيي سوريا، "أمر جيد رغم تأخره".

 وأوضح أنه قدم ورقة عمل عن مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، بعنوان "مناصرة قضايا فلسطينيي سورية الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية".

وأشار شاويش إلى طرحه آليات عمل المجموعة وجهودها، وتعريفه بالمجموعة والتقارير الدورية واليومية والمواد التي تصدرها والمشاريع التوثيقية التي تنفذها مع تقديم حصاد عن نتاج تسع سنوات من العمل.

كما تطرق إلى الأنشطة والبرامج والشركات والتشبيك مع بقية المؤسسات وآليات الضغط والتأثير على صناع القرار ضمن الجهات المسؤولة عن فلسطينيي سورية محلياً وعربياً ودولياً.

وأردف: "طرحت ضرورة تنفيذ الأونروا لبرامجها هناك، أسوة ببقية المناطق داخل سورية، مع ضرورة امتداد ذلك الى الداخل التركي ومصر وكل منطقة غير  المناطق الخمس التي تقع تحت ولاية الأونروا".

وأكد شاويش أهمية زيادة الضغط على "الأونروا"، في حال استمر إحجام الوكالة عن تقديم خدماتها في الشمال السوري.

 وطالب الناشط الفلسطيني، بتدخل السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية "التي تقدم نفسها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني"، لمساندة اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري، مضيفًا: "لا ينبغي لها أن تحضر في المغنم وتغيب في المغرم".

ولفت شاويش إلى مطالبة "مجموعة فلسطينيي سوريا"، بتوسيع رقعة الاستجابة الإنسانية لواقع فلسطينيي سورية وحث "الأونروا" على البحث عن مصادر تمويل، و"عدم التذرع بنقصها".

وشدد على مطالبة المجموعة بتفعيل برنامج الحماية للاجئ للفلسطيني، لاسيما أنه "يعيش في خمس مناطق هي ساحات حروب ساخنة وملتهبة، وتركيزها على بند تسريع إعادة الإعمار للمخيمات الفلسطينية في سورية، والتحذير من تكرار سيناريو نهر البارد في لبنان.

خطوة متأخرة رغم أهميتها

من جانبه، رأى الكاتب المتخصص في شؤون اللاجئين أيمن أبو هاشم، أن "هذه المؤتمرات متأخرة؛ لأن نكبة فلسطينيي سوريا ومخيم اليرموك، بدات منذ تسع سنوات".

وأشار أبو هاشم في حديثه لـ"قدس برس" إلى أن المخيمات الفلسطينية تعرضت للتدمير، وهجر سكانها إلى الشمال السوري، وإلى دول اللجوء دون تحرك أي دولي لوقف المأساة.

واستدرك: "يمكن للمؤتمرات التي بقضايا فلسطينيي سوريا، أن تستدرك الكثير من المسؤوليات الدولية والأممية التي لم يتم العمل عليها كما ينبغي، الوقوف إلى جانب المهجرين من المخيمات".

وانتقد أبو هاشم "الأونروا"، قائلًا: "كان يفترض بالأونروا، باعتبارها المرجعية الدولية للفلسطينيين، أن تقوم بمسؤولياتها تجاه فلسطينيي الشمال السوري، أسوة بباقي الفلسطينيين في سوريا".

وأشار إلى أن الفلسطينيين في الشمال السوري، يعولون على عودة "الأونروا" لممارسة دورها تجاههم.

وحذر أبو هاشم من أن استمرار تهميش الفلسطينيين في الشمال السوري، وعدم تقديم يد العون والمساعدة لهم، سيتسبب في حدوث كارثة إنسانية، مشددا على ضرورة المسارعة في تقديم خطة علاجية تشمل التعليم والصحة والخدمات.

ويعاني فلسطينيو سوريا أوضاعا إنسانية صعبة في الشمال السوري، نتيجة ظروف التهجير والفقر، وتقاعس المنظمات الدولية والمحلية عن مد يد العون لهم.

يشار إلى أن المؤتمر الذي عقد في كوبنهاغن، برعاية وتنظيم من مؤسسات المجتمع المدني في الدانمارك، حظي بمشاركة شخصيات متخصصة في قضايا اللاجئين من الولايات المتحدة الامريكية والسويد وهولندا والدانمارك، في مقدمتها المديرة التنفيذية لـ"الأونروا" في الولايات المتحدة الأمريكية، " مارا كرونينفيلد".

المصدر: قدس برس

رابط مختصر : http://bit.ly/3mz3bjI