تحذير من الوضع الكارثي داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان

تحذير من الوضع الكارثي داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان

من أحد أزقة مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت-فرانس برس

يعيش نحو 174422 لاجئ فلسطيني داخل 12 مخيما وعدد من التجمعات والمدن في مختلف مناطق لبنان، حسب إحصاء رسمي لبناني.

وتؤكد تقارير اللجان الشعبية الفلسطينية ووكالة «الأونروا»، أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعيشون ظروفا إنسانية ومعيشية مأسوية، بسبب استمرار نكبتهم وإهمال المجتمع الدولي لقضاياهم. وتفاقمت أوضاع اللاجئين بعد الانهيار المالي والمعيشي الذي يضرب لبنان.

بات هؤلاء اللاجئون غير قادرين على توفير أدنى متطلباتهم المعيشية بسبب الأزمة السياسية اللبنانية وانعكاساتها على اللاجئين، ما نجم عنها ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وغياب فرص العمل وارتفاع الأسعار وتدهور العملة المحلية.

وأمام الأوضاع الصعبة التي يعانيها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، ووسط اشتداد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في لبنان وانعكاسها سوءًا على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، مع تقصير كبير من قبل وكالة «الأونروا» والاستمرار في سياسة تقليص الخدمات، انعقد المؤتمر الدولي للمانحين في مدينة «بروكسل» يوم الثلاثاء الماضي، تحت عنوان: «الحفاظ على الحقوق والتنمية البشرية للاجئين الفلسطينيين».

أزمة خطيرة

وأكد «منتدى المؤسسات والجمعيات العاملة في الوسط الفلسطيني» في لبنان على أهمية انعقاد المؤتمر في حشد الدعم السياسي والمالي المستدام للوكالة، لتمكينها من الاستمرار في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين بما يتناسب مع الزيادة في عدد اللاجئين واحتياجاتهم، والتطوير المطلوب لهذه الخدمات، وتوفير تمويل دائم للوكالة، وإخراجها من دائرة الابتزاز السياسي وخصوصا من قبل الإدارة الأمريكية، ومواجهة أزمة التمويل التي تمرّ بها كل عام.

واعتبر «منتدى المؤسسات والجمعيات» أزمة التمويل التي تمر بها وكالة «الأونروا» أزمة خطيرة ويُراد تحويلها إلى هدف ثابت للسياسة «الإسرائيلية» لتُخرج الوكالة عن دورها الوظيفي وصولاً إلى إنهاء عملها، ليسهل بعدها تصفية قضية اللاجئين.

وشدّد على بقاء وكالة «الأونروا» وحماية تفويضها، وعلى واجب المجتمع الدولي الذي كان طرفا أساسيا في خلق المشكلة، وأن استمرار عملها حسب التفويض الممنوح لها عامل أساسي في الاستقرار والتنمية في مناطق عملها.

ودعا مختلف دول العالم لتقديم الدعم المالي للوكالة كي تتمكن من مواصلة توفير خدماتها للاجئين الفلسطينيين، والحفاظ على دور الوكالة الحيوي، في توظيف وإغاثة وتقديم الخدمات الأساسية للاجئين، والعمل على تحسين حياة اللاجئين والتخفيف من تداعيات وضعهم الإنساني.

وأعرب المنتدى عن عدم رضاه عما خرج عنه مؤتمر المانحين من تعهدات مالية لا ترتقي للمستوى المطلوب وسط استمرار الأزمات وازدياد الاحتياجات للاجئين الفلسطينيين، حيث كان الأجدى بهذا المؤتمر أن يخرج بتبني قرار توفير الدعم المالي المستدام لميزانية الوكالة، وعدم رهنها للظروف والمواقف السياسية للدول، والدفع في اتجاه تحويل القرار إلى مشروع يُقدّم في الجمعية العامة للأمم المتحدة لاعتماده.

يُذكر أن المؤتمر نُظم بالشراكة بين الأردن والسويد بهدف السعي والحصول على تعهدات من الدول التي وصلت إلى 38 مليون دولار في ظل المعاناة من عجز يفوق 100 مليون.

تأثير كبير

وأكد مدير عام الهيئة (302) للدفاع عن حقوق اللاجئين في لبنان علي هويدي، أن الأزمة السياسية اللبنانية أثرت بشكل كبير على اللاجئين.

وقال: «الكثير من اللاجئين باتوا غير قادرين على الوصول إلى أماكن أعمالهم التي سبقت الأزمة السياسية اللبنانية» مؤكدًا أن معدل البطالة ارتفع من 56٪ إلى 80٪ بسبب الأحداث اللبنانية، إلى جانب ارتفاع نسبة الفقر لـ65٪ لغياب فرص العمل وارتفاع أسعار المواد الغذائية والحاجات الأساسية وتدهور العملة المحلية.

وأضاف: «أن هبوط قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي أثر على اللاجئين وأصبحوا غير قادرين على توفير احتياجاتهم الأساسية بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية».

وحثّ «الأونروا» على إطلاق نداء طارئ موجه للدول المانحة حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مشددًا على ضرورة وضع خطة طوارئ لإغاثة اللاجئين من قبل «الأونروا» ومؤسسات المجتمع المدني لتوفير شبكة أمان للاجئين، في ظل استمرار الأزمة.

وأكد أن استمرار الأزمة السياسية اللبنانية سيفاقم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية داخل المخيمات، وسيفرغها من اللاجئين، ويمكن أن ينتج عنها محاولات سرقة وقتل ومحاولات انتحار، والهجرة لدى الشباب والعائلات الفلسطينية.

تدخل عاجل

ودعا مدير منظمة» ثابت» لحق العودة سامي حمود، وكالة «الأونروا» لإعلان الوضع الاقتصادي والاجتماعي للاجئين الفلسطينيين في لبنان بالكارثي ويحتاج إلى تدخل عاجل.

وأكد أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعيشون أوضاعًا اقتصادية واجتماعية صعبة، من جراء انعكاس الأزمة اللبنانية سياسيًّا واقتصاديًّا.

وحثّ حمود «الأونروا»على إعلان حالة الطوارئ لديها واعتبار الوضع الاقتصادي والاجتماعي للاجئين الفلسطينيين في لبنان كارثيًّا، وتوجيه نداء عاجل للدول والجهات المانحة لتقديم المساعدات اللازمة للتخفيف من أعباء الأزمة الإنسانية لشعبنا الفلسطيني.

المصدر: القدس العربي

رابط مختصر : http://bit.ly/30GHiqK