أزمة الكهرباء تؤثر في حياة اللاجئين الفلسطينيين بسوريا

أزمة الكهرباء تؤثر في حياة اللاجئين الفلسطينيين بسوريا

منظر عام لانقطاع التيار الكهربائي في دمشق يعود لعام 2016-الأوروبية

تغرق المخيمات الفلسطينية في العاصمة السورية دمشق كل ليلة في ظلام دامس منذ أسابيع. قلة قليلة من الناس قد تصادفها في شوارع المخيمات ليلاً، بينما يستحيل أن تجد محلاً مفتوحاً.

ونتيجة انقطاع التيار الكهربائي المستمر، لمدة قد تصل إلى 23 ساعة متواصلة، غيّر اللاجئون الفلسطينيون كثيراً من عاداتهم، والبعض غيّر أعمالهم التي يعتاشون منها!

اللاجئ الفلسطيني (فضّل عدم الكشف عن اسمه) والذي كان يعمل في نجارة "الموبيليا"، اضطر إلى إغلاق محله في مخيم الحسينية للاجئين الفلسطينيين بدمشق.

وقال لـ"قدس برس": حاولت التشبث بمهنتي قدر المستطاع، واشتريت مولّد كهرباء صغيراً، لكنه لم يكن يتحمل تشغيل كل الآلات، كما أن تأمين البنزين اللازم لتشغيله، أصبح صعب المنال، وقد تضطر لشرائه من السوق السوداء بأسعار مضاعفة.

وأضاف: "استبدلت مهنتي التي لازمتني منذ صغري، والآن أعمل كسائق تكسي في المدينة. مشيرًا إلى أنه ليس الوحيد الذي أغلق محله في المخيم.

وضع كارثي

أما في مخيم سبينة، يعرض اللاجئ الفلسطيني "إياد" (اسم مستعار) برادات لحفظ لحوم الدجاج "الفروج" للبيع، بعد الخسائر التي مني بها، نتيجة الانقطاع المتكرر للكهرباء، والذي أدى لفساد اللحوم المعروضة.

ويقول إياد في حديثه لقدس برس: "بعد طول تفكير، قررت إغلاق المحل، وبدأت ببيع الحطب، وكل شيء قابل للاحتراق"، مؤكداً أنه لن يعود لمهنته الأساسية قبل حل مشكلة الكهرباء بشكل نهائي.

الناشط الفلسطيني ز. ش (فضل عدم ذكر اسمه) أشار في حديثه لـ"قدس برس" إلى أن مشكلة الكهرباء في المخيمات الفلسطينية بدمشق، أثرت بشكل كبير في حياة الناس على كافة الصعد.

وأوضح أن "بعض الفلسطينيين أغلقوا محالهم، خاصة الصغيرة، وباتوا من دون مردود، ويعتمدون على ما يأتيهم من مساعدات، وتحويلات من أبنائهم المغتربين في أوروبا.

وأشار الناشط الفلسطيني إلى أن بعض أصحاب المحال، يعتمدون على المولدات الكهربائية، إلا أنهم يصطدمون بأسعار الوقود المرتفعة.

وأضاف أن "الميسورين من أهل المخيم، اشتروا ألواح الطاقة الشمسية، إلا أنها لا تفي بالغرض، وبالكاد تكفي لتشغيل الإنارة"، موضحًا أن أصحاب المحال التي تحوي برادات وآلات كهربائية أغلق العديد منها، حتى المطاعم عادت تستخدم الفوانيس في الإنارة وبابور المازوت في الطبخ!

كذلك أدت أزمة الكهرباء إلى انقطاع المياه، ما أجبر الأهالي على تأمين مياه الشرب والاستخدام اليومي عبر شراء صهاريج المياه بتكلفة 5 آلاف ليرة لكل خزان سعة ألف ليتر، وهي كمية تكفي أياماً قليلة مع التقنين.

تفاقم المشكلة

ويقول الناشط الفلسطيني إن "طلاب المدارس، وهم على أبواب امتحانات الفصل الدراسي الأول، يدرسون على أضواء الشموع والفوانيس، تماماً كما كان حالنا قبل 30 سنة".

وأشار إلى أن مشكلة الكهرباء في المخيمات الفلسطينية، مضى عليها أكثر من سنة، إلا أنها تفاقمت بشكل كبير في الشهرين الأخيرين، موضحاً أن الأهالي ناشدوا الجهات المعنية في المخيم، لكن دون جدوى.

وتعاني المخيمات الفلسطينية في العاصمة السورية دمشق، تدهوراً واضحاً في الخدمات على كافة الصعد، فإضافة لمشكلة الكهرباء، يعاني الأهالي من انقطاع للمياه، وتكدس القمامة لأوقات طويلة، وانتشار الكلاب الشاردة.

المصدر: قدس برس

رابط مختصر : http://bit.ly/3DAy3GN