لاجئون ومؤسسات فلسطينية يهبّون لإخماد سلسلة حرائق تجتاح لبنان

لاجئون ومؤسسات فلسطينية يهبّون لإخماد سلسلة حرائق تجتاح لبنان

عشرات الحرائق تجتاح مختلف المناطق اللبنانية

 هب لاجئون وجمعيات ومؤسسات فلسطينية ناشطة في لبنان، لتقديم الدعم اللازم للسلطات اللبنانية في جهودها للسيطرة على عشرات الحرائق الطبيعية التي اندلعت في مناطق لبنانية شجرية، اليوم الثلاثاء.

وأثنى نشطاء لبنانيون على تصرف اللاجئين الفلسطينيين مذكرين بأنهم أصحاب نخوة وشجاعة ومروءة ولا يستحقون ما يجري بحقهم من عمليات تضييق وترحيل.

ونشبت الحرائق، فجرًا في غابات بمختلف المناطق اللبنانية، لتتوسّع رقعتها بعد أن اقتصرت قبل يوم على منطقة "المشرف" الساحلية جنوبي العاصمة بيروت.

وشارك عناصر من الدفاع المدني الفلسطيني المتواجد في مخيمات اللاجئين في برج الشمالي، وشاتيلا، وبرج البراجنة، وعين الحلوة في مساندة الدفاع المدني اللبناني والجيش في عمليات إخماد الحرائق والسيطرة عليها.

كما استعان لاجئون فلسطينيون إلى جانب المواطنين اللبنانيين بصهاريج المياه وكذلك مياه حمامات السباحة في المنازل الكبيرة، في إطار محاولاتهم لمساعدة قوات الدفاع المدني.

وقال مسؤول أفواج الدفاع المدني الفلسطيني في مخيمات لبنان حسين ديماسي: "بعد سماع نداء الاستغاثة استنفر عناصر الدفاع المدني في مخيمات برج البراجنة وشاتيلا وعين الحلوة للالتحاق بالدفاع المدني اللبناني، وأعلنّا عن تطوع 222 شاباً من المخيمات لمؤازرتهم، والتحق 30 شاباً من متطوعي الدفاع المدني الفلسطيني أفواج الإطفاء من المخيمات الثلاثة، وتوجهوا إلى منطقتي الدبيّة والمشرف ليلاً، واستمروا في العمل حتى الصباح".

وأضاف أنّ "متطوعي الدفاع المدني الفلسطيني، مدربون على مواجهة الكوارث وعمليات الإنقاذ، وقد استخدموا معداتهم الكاملة من اللباس وعبوات الأكسجين وكل ما يلزم كي لا يشكلوا أي عبء على الدفاع المدني اللبناني من ناحية المعدات، إلا أننا لم نستطع إخراج سيارات الإطفاء من المخيم كون الدولة اللبنانية لا تسمح لنا بذلك".

فريق واحد

بدوره، أوضح مسؤول فوج إطفاء مخيم عين الحلوة في الدفاع المدني الفلسطيني تامر الخطيب، لـ"العربي الجديد" قائلاً: "خرجنا من مخيم عين الحلوة 12 متطوعاً بمعداتنا والتحقنا بفوج إطفاء بلدية صيدا والدفاع المدني اللبناني، إلى جانب فرق الإنقاذ والإطفاء الأخرى، وتوجهنا إلى معمل البلاستيك في بعقورة فوق منطقة الدامور جنوب بيروت، وتم التنسيق مع الدفاع المدني اللبناني، واستلمنا سيارة إطفاء وكنا فريقاً واحداً دون تمييز، وكان لافتاً التنسيق بين الفريقين من خلال غرفة العمليات".

وقد تسببت الحرائق في موجة نزوح محدودة من المنازل ولا سيما في منطقة (المشرف) بمدينة الشوف الجبلية في محافظة جبل لبنان، حيث حاصرت ألسنة اللهب عددا من المنازل على نحو اضطر معه المواطنون إلى ترك منازلهم.

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام، عن المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار القول إن هناك حوالي 103 حرائق مندلعة على الأراضي اللبنانية، وتعمل حوالي مئتي آلية من الدفاع المدني على إخمادها.

وفي السياق، ثمّنت حركة حماس في لبنان، انخراط الجمعيات والمؤسسات الفلسطينية في لبنان، في محاولة إطفاء الحرائق.

وقالت الحركة في بيان لها: "إننا نعتبر ما قامت به الجمعيات الفلسطينية دليلاً واضحاً على الأخوّة الفلسطينية اللبنانية المترسّخة في ضمير أبناء شعبنا الفلسطيني وأشقائنا اللبنانيين على حدّ سواء".

وأضافت: "إن ما جرى يعيدنا إلى مواقف وتضحيات مشتركة للشعبين، خصوصاً عند تعرّض لبنان لاعتداء أو ملمّات".

وشددت على أن الفلسطينيين في لبنان "معنيون بسلامة وازدهار لبنان وشعبه، وحريصون على أن لا يصيبه مكروه".

ويعيش 174 ألفًا و422 لاجئا فلسطينيًا، في 12 مخيما و156 تجمعًا بمحافظات لبنان الخمس، بحسب أحدث إحصاء لإدارة الإحصاء المركزي اللبناني لعام 2017.

رابط مختصر : http://bit.ly/2Bejeeh