"الزراعة الحضرية" في مخيمات لبنان.. أسلوب جديد لمحاربة الفقر

من أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان-صورة أرشيفية

دفع الواقع الاقتصادي الصعب، الذي يعيشه أهالي المخيمات الفلسطينية في لبنان، إلى ممارسة ما يعرف بـ"الزراعة الحضرية"، واستثمار المساحات الفارغة فوق أسطح المنازل، والزراعة عليها.

وتقول اللاجئة الفلسطينية عنوان شحرور، إن المؤسسة الأمريكية لإغاثة اللاجئين في الشرق الأدنى "أنيرا"، "أطلقت المشروع ضمن خطتها لدعم الزراعة في المخيمات الفلسطينية بلبنان".

وبينت شحرور لـ"قدس برس"، أن المؤسسة شكلت فريقا شبابيا متطوعا، لتنفيذ زيارات ميدانية لعدد من أحياء المخيم، وطرح فكرة المشروع، وبحث إمكانية زراعة أسطح المنازل بامزروعات متنوعة.

وتشير إلى أن هذا النوع من الزراعة، "يشكل متنفساً لأهل المخيم، وينتجون من خلاله غذاء صحيا سليما بلا أسمدة كيماوية، يغطي احتياجاتهم من الخضار الموسمية".

وأوضحت شحرور أن مشروع "الزراعة الحضرية"، أسهم في توفير مصدر دخل بسيط، إضافة إلى ترشيد بعض المصاريف على العائلات، التي تعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية متلاحقة.

وتشجع شحرور، العائلات القاطنة في المخيّمات على زراعة أسطح منازلهم في ظل قلة الأراضي الزراعية المتاحة، و"الفقر المدقع الذي يعيشه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان".

بدورها، قالت اللاجئة الفلسطينية سامية الأحمد، إن "الفقر والبطالة والأزمة الاقتصادية الصعبة التي تواجههم في لبنان وارتفاع أسعار الخضار، دفعها إلى خوض تجربة الزراعة الحضرية".

وتؤكد الأحمد لـ"قدس برس"، أن المشروع يدر دخلًا "مقبولًا"، ويوّفر للبيت الفلسطيني في مخيمات لبنان، جميع الخضار التي يحتاجها لتجهيز "الفتوش"، في ظل رفع الباعة أسعار هذه الأصناف من الخضار.

وبينت الأحمد، أنها تنتج من مشروعها: "البقدونس، الكزبرا، الملفوف، البصل، النعنع، الفجل، الخس، الخيار، البندورة، الملوخية، الفلفل، الكوسا".

وترى أن زراعة الأسطح "شكل جديد من أشكال المقاومة المعيشية التي يقوم بها بعض أبناء المخيمات الفلسطينية، لتوفير قوت يومهم"، والتي "تدعم صمودهم إلى حين العودة لفلسطين".

وأوضحت أنها واجهت مصاعب في إدخال مواسير الحديد والبلاستيك والخزانات، لأنّ "إدخالها بحاجة إلى ترخيص من مخابرات الجيش اللبناني، الذي يمنع إدخال مواد البناء إلى المخيّمات الفلسطينية".

ويعيش في لبنان نحو 170 ألف لاجئ فلسطيني وفقا لإحصائية أجرتها الجامعة الامريكية عام 2017، يرزح معظمهم تحت خط الفقر، بسبب منع قانون العمل اللبناني، اللاجئ الفلسطيني من ممارسة نحو 73 مهنة، وحرمانه من كثيرمن الحقوق الإنسانية.

وتبنت منظمات تنموية، مشروع "الزراعة الحضرية" خلال السنوات الأخيرة في عدة مناطق كقطاع غزة ومخيم جرش للاجئين الفلسطينيين في الأردن، ومؤخرا المخيمات الفلسطينية في لبنان.

وتقوم فكرة "الزراعة الحضرية" على استغلال المساحة المتاحة في إنتاج الغذاء، من خلال استثمار الموارد المتوفرة والمساحات غير المستغلة في المدن من الأراضي الفارغة بين الأبنية والمساحات فوق أسطح الأبنية.

يشار إلى أن المؤسسة الأمريكية لإغاثة اللاجئين في الشرق الأدنى "أنيرا"، التي تبنت مشروع "الزراعة الحضرية" في مخيمات لبنان، تنشط في سد الاحتياجات التنموية والإنسانية للفلسطينيين وللمجتمعات المهمشة في فلسطين ولبنان.

وتقول المؤسسة التي أسست عام 1968، إنها "تعمل على تمكين المؤسسات المحلية ورفع مستوى فعاليتها، بما يعود بالنفع على المجتمعات المحلية".

المصدر: قدس برس

رابط مختصر : http://bit.ly/3H7WzAf