وثائقي يكشف كواليس تراجع "وورلد تشيك" أمام مركز العودة بعد اتهامات ملفقة

وثائقي يكشف كواليس تراجع

"ما خفي أعظم" يكشف تلفيق اتهامات لمركز العودة بدون أية حقائق

كشف تحقيق تلفزيوني، بثته قناة الجزيرة الفضائية، النقاب عن كواليس انتزاع مركز العودة الفلسطيني في لندن تسوية مع شركة تدعى "وورلد تشيك"، بعد جهودٍ قادها لإجبار الشركة على شطب اسمه من قائمة "الإرهاب"، ودفع مبلغ مستحق تعويضًا عن الأضرار الناجمة عن تلفيق اتهامات باطلة للمركز.
كان رئيس مركز العودة ماجد الزير كسب في كانون ثان/ يناير الماضي، قضية رفعها أمام محكمة العدل العليا في بريطانيا باسمه وباسم المركز ضد وكالة "طومسون رويترز" التي تعد "وورلد تشيك" ذراعها التجاري، على خلفية تصنيف قامت به الشركة، وهي عبارة عن قاعدة بيانات توفر معلومات خاصة عن العملاء المحتملين للشركات والمؤسسات التجارية وحتى الوكالات الحكومية مثل الشرطة ومؤسسات الهجرة والمؤسسات الخيرية.
وأظهر التحقيق التلفزيوني ضمن برنامج "ما خفي أعظم"، الذي يعده الإعلامي في قناة الجزيرة، تامر المسحال، كيف استندت "وورلد تشيك" على قاعدة بيانات ومصادر اعتمدت عليها في تصنيفاتها وأهمها "الإرهاب"، لأفراد ومؤسسات، ومن ضمنها مركز العودة ورئيسه ماجد الزير.
وبيّن التحقيق أن القائمة التي تضم مئات الآلاف من الأشخاص اعتمدت -ودون تحقق- على قوائم الإرهاب التي أصدرتها دول منها إسرائيل والإمارات ومصر.

إقرار بالخطأ

 وسلط التحقيق الضوء على القضية التي رفعها رئيس مركز العودة على "وورلد تشيك" بعد أن أغلقت حساباته وحسابات المركز المصرفية، وصنف المركز تحت بند "الإرهاب"، وتمكن بعدها من انتزاع تسوية مع الشركة لإزالة اسمه من قائمة "الإرهاب"، وحصل على تعويض مالي مستحق.
وفي هذا الإطار، قال المحامي المختص في قضايا الدفاع عن قضايا "وورلد تشيك"، فاروق باجوا: "قمنا بتسوية كل القضايا كما حدث مع ماجد الزير".
وكشف التحقيق أن المتضررين لم يحصلوا على إجابة مقنعة من مصارفهم تتعلق بإغلاق حساباتهم، وقام فريق البرنامج بمراسلة مصرف (HSBC) الذي أغلق حسابات مركز العودة لمعرفة أسباب الإغلاق، وبعد محاولات للتواصل مع القائمين على "وورلد تشيك" رفضت الشركة مقابلة الفريق الصحفي، واكتفت بالرد على بعض الأسئلة هاتفيا عبر مدير التواصل فيها.
وقال الكاتب والصحفي البريطاني بيتر أوبرن، إن بعض القوائم ترسلها الحكومات الديكتاتورية، وفي حال مركز العودة كان مركز الشركة الحكومة الإسرائيلية.
وقال رئيس مركز العودة، إن الشركة اعترفت في ديباجة التسوية القضائية بأنها استقت المعلومات التي استندت عليها لتصنيف الناشط الفلسطيني ضمن قائمة الإرهاب من إسرائيل.
وأضاف الزير أن وضعه على قائمة الإرهاب أضر بقدرة مركز العودة على خدمة اللاجئين الفلسطينيين، بسبب إغلاق حسابته البنكية منذ سنوات وعدم قدرته على جمع التبرعات.

تعويض المركز

وفي يناير من عام 2019 الحالي عقد مركز العودة الفلسطيني في بريطانيا مؤتمرًا صحفيا بمشاركة وسائل إعلام دولية لإعلان التسوية القضائية مع وكالة "طومسون رويترز" التي تراجعت أمام مركز العودة واعتذرت لرئيسه.
ووفق قرار المحكمة البريطانية فقد اضطرت "وورلد تشيك" إلى إزالة اسم ماجد الزير من قائمة "الإرهاب" وأخبرت مشتركيها بالخطأ الذي وقع، كما دفعت للزير تعويضات عن الضرر الذي لحق به، وأجبرت على دفع تكاليف التقاضي كاملة لفريق كامل من المحامين والمساعدين القانونيين.
يشار إلى أن الزير تبرع بكامل قيمة التعويض المالي الذي حصل عليه لصالح مركز العودة الفلسطيني.
وكان الإعلامي تامر المسحال، كشف قبل عرض التحقيق، عن تلقي تهديدات من قِبل القائمين على قائمة التصنيف الدولية للأفراد والمؤسسات، المعروفة باسم قائمة "ورلد تشيك" في محاولة لوقف بث الحلقة الأخيرة من البرنامج والتي كشف خلالها عن التفاصيل المذكورة أعلاه.

رابط مختصر : http://bit.ly/2JhQNjW