تقرير خاص حول عمليات الهجرة غير النظامية

تقرير خاص حول عمليات الهجرة غير النظامية

صورة أرشيفية من مخيمات لبنان

سلّط تقرير إعلامي، اليوم الأحد، الضوء على قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الذين يضطرون إلى البحث عن وسائل للهجرة غير النظامية، بما في ذلك ركوب قوارب الموت عبر البحر الأبيض المتوسط مع ما يرافق ذلك من مخاطر تتهدد حياتهم.
وركز التقرير الذي أعدته صحيفة فلسطين الصادرة من غزة، على لجوء مئات اللاجئين إلى الهجرة غير النظامية عبر البحر أملًا بحياة أفضل في أوربا من تلك التي تنعدم في مخيمات لبنان، وقد تعرض بعضهم للغرق.
ويرى باحثون مختصون في شؤون اللاجئين الفلسطينيين، إن هذه القضية تذكِّر بالمسؤولية الملقاة على عاتق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ومنظمة التحرير الفلسطينية والدول المضيفة والمجتمع الدولي لتوفير ظروف حياة كريمة لللاجئين ريثما يعودون إلى ديارهم التي هجروا منها في العام 1948م.
وتشير سجلات "أونروا" إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها في عام 2018 نحو 6 ملايين، وقد بلغت نسبة اللاجئين في لبنان حوالي 9%.
ويقول الباحث في شؤون اللاجئين د.عصام عدوان: حوادث الغرق التي وقعت كلها تقريبا في البحر المتوسط كانت للاجئين فلسطينيين من سوريا على وجه التحديد وهؤلاء يركبون البحر مرورا بلبنان وبعضهم في حالات محدودة عبر تركيا، بطرق التهريب وليس رسميا.
ويوضح عدوان أن الذي يدفع هؤلاء اللاجئين إلى الهجرة غير النظامية هو حاجتهم للوصول إلى مكان أكثر أمنا ورخاء يستطيعون العيش فيه، ولذلك هم يدفعون كل ما يمتلكون بهدف الوصول لمناطق في أوروبا.
ويشير إلى أن عددا من المراكب غرقت سابقًا في منتصف البحر المتوسط أو على مقربة من سواحل إيطاليا أو مالطا.
وينبه عدوان إلى أن المسؤولية تقع على أطراف عدة أولها منظمة التحرير التي يجب عليها أن تعالج احتياجاتهم بالكيفية التي يريدونها وبالتنسيق من الدول المضيفة، كما أن وكالة الغوث تقع عليها مسؤولية من الدرجة الأولى، ولا تقل عن مسؤولية المنظمة.
ويلفت إلى أن اللاجئين الفلسطينيين الذين خرجوا من سوريا وصلوا إلى لبنان لاجئين للمرة الثانية وبعضهم يضطر إلى الخروج من لبنان لاجئا للمرة الثالثة، مبينا أنه يتعين على "أونروا" أن توفر لهم ظروفا مناسبة حتى لا يفكروا بالهجرة بحرا عبر التهريب ويعرضوا أنفسهم للخطر.
ويقول الباحث في شؤون اللاجئين: إن "أونروا" تستطيع أن تشغل هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا وأن تتعاقد مع شركات دولية لإيجاد فرص عمل تغنيهم عن "الهرب عبر البحر"، وهذا ينطبق على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أيضًا.
ضعف خدمات
ويذكر عدوان أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تناقص بسبب قلة وضعف خدمات "أونروا" وعدم توافر ظروف جيدة لهم.
وينبه إلى أن المسؤولية الثانية تقع على الدول المضيفة التي استقبلت هؤلاء الفلسطينيين بصفتهم لاجئين، مبينا أنها تتحمل جزءا من المسؤولية بسبب عدم تأمين المراكب وعدم توفير حياة كريمة لهم ولو بالحد الأدنى الذي يغنيهم عن التفكير بركوب البحر بهذه الطريقة.
ويطالب عدوان المجتمع الدولي بإيجاد طريقة لملاحقة المهربين أو إخضاعهم للإجراءات القانونية المتبعة.
البحث عن الحياة
من جهته يقول المدير العام للهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين علي هويدي: منذ فترة طويلة هناك محاولات هجرة غير نظامية من لبنان، ويتعرض جزء من هؤلاء اللاجئين إلى الغرق في البحر أو حتى الاعتقال خلال رحلته.
ويضيف هويدي لصحيفة "فلسطين" أن هناك أعدادا من اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات سواء على مستوى الشباب او العائلات في لبنان خطت هذه الخطوة، والسبب الرئيس هو البحث عن تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي وعن فرص عمل للشباب في ظل حرمان اللاجئ الفلسطيني من حقوقه الاقتصادية والاجتماعية بشكل عام وأولها الحق في العمل والتملك.
ويوضح أنه يضاف إلى ذلك التضييق على هؤلاء الشباب والعائلات في المخيمات التي لا تزال مساحتها على ما هي عليه منذ 1948، في ظل الاكتظاظ السكاني بوجود ما يقارب 25 ألف لاجئ فلسطيني مهجر من سوريا إلى لبنان.
ويتحدث هويدي عن "تصريحات عنصرية" تُسمع بين الحين والآخر، ومنها على سبيل المثال الدعوة إلى قطع الكهرباء عن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين للتوفير في الموازنة.
وينبه هويدي إلى أن كل هذا يشكل "محاصرة" لوجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وعن أعداد اللاجئين الفلسطينيين الذين هاجروا عبر البحر بطريقة غير نظامية يقول: "هناك أرقام بالعشرات، لا بالمئات، سواء على مستوى الشباب أو العائلات، ويكون ذلك ضمن أمواج متفاوتة عندما يسرب السماسرة الأخبار إلى مجموعات من الشباب وتجري عملية المفاوضات ويدفع اللاجئ مبالغ خيالية تصل إلى 10 آلاف دولار للشخص الواحد ليتم تهريبه إلى دول أوروبا".
وبشأن مسار الرحلة البحرية غير النظامية، يوضح هويدي أنه يمثل بالنسبة للمهربين "سر المهنة"، وفق وصفه.

 
رابط مختصر : http://bit.ly/2JlNmbd