أعلنت مصادر طبية، أن 96 فلسطينيًا أصيبوا، مساء اليوم الجمعة، جراء اعتداء جيش الاحتلال الإسرائيلي على فعاليات مسيرات العودة" الأسبوعية شرقي قطاع غزة، التي تزامنت جمعتها الـ81 مع إحياء الشعب الفلسطيني الذكرى الـ102 لوعد بلفور.

وذكرت وزارة الصحة في تصريح صحفي، عبر موقعها الالكتروني، أن 57 من الجرحى، أصيبوا بالرصاص الحي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما لم توضح طبيعة بقية الإصابات.

وشارك آلاف الفلسطينيين، اليوم الجمعة، في فعاليات مسيرات العودة قرب خمس نقاط تقع قرب السياج الأمني الذي تقيمه إسرائيل قرب حدود قطاع غزة، حيث أحيا المتظاهرون السلميون الذكرى الـ102 لوعد بلفور "المشؤوم".

وحمل المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، كما رددوا عبارات منددة بالوعد، الذي صدر في الثاني من نوفمبر/ شرين الثاني عام 1917، معلنا أن بريطانيا تؤيد قيام وطن قومي لليهود في فلسطين، في رسالة من وزير الخارجية آنذاك، آرثر جيمس بلفور، إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة.

وبهذه المناسبة، دقت أجراس الكنائس وارتفعت أصوات التكبير في عشرات المساجد بقطاع غزة، بالتزامن مع صلاة الظهر، يوم الخمس، رفضا لوعد بلفور، الذي توافق ذكرى توقيعه غدًا السبت.

وجاءت هذه الخطوة استجابة لدعوة "الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة"، كاحتجاج صريح على وحدة الشعب الفلسطيني في رفض تصريح بلفور "وما سببه من احتلال لأرضنا ونكبة لشعبنا وأمتنا"، بحسب بيان صادر عن الهيئة قبل أيام.

وفي بيان جديد صدر عنها اليوم، عقب اختتام فعاليات الجمعة الـ81 لمسيرة العودة، أكدت "الهيئة الوطنية"، المشرفة على تنظيم فعاليات مسيرات العودة المتواصلة منذ نهاية آذار/مارس 2018م، "رفض الشعب الفلسطيني لوعد بلفور ونتائجه، وتمسكه بحقه في العودة إلى أرضه ومقاومته حتى يلغي نتائجه وتداعياته المتمثلة بالاحتلال والاغتصاب لفلسطين".

ودعت الهيئة الوطنية "مملكة بريطانيا المتحدة إلى الاعتراف بخطئها بحق ملايين اللاجئين نتيجة وعد وزير خارجيتها"، كما دعتها إلى "تقديم اعتذار رسمي للشعب الفلسطيني على هذا القرار الذي دمر مستقبل شعب بأكمله، والعمل على مسح آثاره الكارثية"، بحسب البيان.

كذلك طالبت الهيئة "الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي بتبني قرارات حاسمة وجريئة بإنهاء الحصار الظالم عن غزة أولا، وبوقف كل أشكال التعاون مع الكيان الإسرائيلي وعدم السماح بالهرولة للعدو ودعم حق الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة"، وفق ما جاء في البيان.

كانت "الهيئة الوطنية" دعت في وقت سابق، أهالي قطاع غزة للحشد الكبير وأوسع مشاركة جماهيرية في فعاليات اليوم، تحت اسم جمعة "يسقط وعد بلفور"، للتأكيد على "رفض الشعب الفلسطيني للوعد المشؤوم، وكل ما ترتب عليه".

ويشارك الفلسطينيون منذ الـ 30 من آذار/مارس 2018، في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وأراضي عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة.

ويقمع جيش الاحتلال تلك المسيرات السلمية بعنف، حيث يطلق النار وقنابل الغاز السام والمُدمع على المتظاهرين بكثافة، ما أدى لاستشهاد 334 مواطنًا؛ بينهم 15 شهيدًا احتجز جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصيب 31 ألفًا آخرين، بينهم 500 في حالة الخطر الشديد.