رد الفلسطينيون بغضب على مجزرة قوات الاحتلال الإسرائيلي بمخيم جنين للاجئين في شمالي الضفة الغربية المحتلة، وسط مطالبات للمجتمع الدولي بالضغط على تل أبيب لوقف عدوانها المتواصل على الفلسطينيين.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 9 لاجئين بينهم سيدة وإصابة 20 آخرون برصاص قوات الاحتلال لدى اقتحامها مخيم جنين صباح الخميس.

وشهد المخيم اقتحامًا موسعًا اندلعت على إثره مواجهات أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الصوت والغاز صوب الفلسطينيين.

قال سكان ومسؤولون إن المخيم شهد "معركة حقيقية" نفذها الجيش الإسرائيلي، استخدم خلالها الرصاص الحي والقذائف وطائرات مسيرة، ومركبات مصفحة.

وخلفت العملية العسكرية الإسرائيلية دمارا في البنية التحتية للمخيم، ودمرت مبان ومركبات.

ويبدو الدمار في كل مرافق المخيم، وشوهد عدد كبير من المركبات المدمرة في المخيم.

"صمت دولي مريب"

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن ما يجري في جنين "مجزرة تنفذها حكومة الاحتلال الإسرائيلية، في ظل صمت دولي مريب".

وأضاف أبو ردينة في تصريح صحفي، "أن العجز والصمت الدولي يشجع حكومة الاحتلال على ارتكاب المجازر ضد الشعب الفلسطيني على مرأى العالم".

واتهم سلطات الاحتلال بالاستخفاف بحياة الفلسطينيين والعبث بالأمن والاستقرار عبر مواصلتها لسياسة التصعيد.

وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها، ما وصفته "الاقتحام الدموي" الذي ترتكبه قوات الاحتلال في جنين.

وأشارت إلى أن "قوات الاحتلال حاصرت المخيم وأغلقت مداخله وأطلقت الرصاص الحي، ومنعت الطواقم الطبية من الوصول للجرحى، وتركتهم ينزفون وهم على الأرض، في صورة تعبر عن عنجهية الاحتلال".

وتساءلت الوزارة، إذا لم يتحرك المجتمع الدولي، في ظل هذه الجرائم الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال فمتى يمكن أن يتحرك لينتصر لمبادئه ومواقفه ويحافظ على ما تبقى من مصداقيته؟

إضراب وحداد

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، أن الرئيس محمود عباس، أعلن "الحداد وتنكيس الأعلام ثلاثة أيام، على أرواح شهداء المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا في جنين ومخيمها".

وفي وقت سابق اليوم، عم الإضراب الشامل عدد من مدن الضفة الغربية، حدادًا على أرواح الشهداء.

كما أعلن اتحاد المعلمين الفلسطينيين، تعليق الدوام بعد الساعة1١ صباح الخميس، في جميع المدارس والمديريات والوزارة، والمغادرة للمشاركة في الفعاليات المنددة بجريمة جنين.

وأشارت قناة "كان" الإسرائيلية، إلى أن قوات كبيرة من وحدات "اليمام" و"حرس الحدود" اقتحمت مخيم جنين صباحًا لاعتقال من وصفتهم بـ "مطلوبين" للجيش الإسرائيلي.

وفي 5 أكتوبر 2022، أدرج مركز العودة الفلسطيني وثيقة مكتوبة لدى مجلس حقوق الإنسان الأممي، حول إضفاء إسرائيل الطابع الأمني على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، بحجة تشكيلها تهديدات أمنيا.

وأشار مركز العودة في الوثيقة إلى أن قوات الاحتلال تشن منذ أشهر حملة تحريض واسعة ضدها مصحوبة باقتحامات ميدانية تسفر عن قتل عشرات الفلسطينيين خارج نطاق القضاء.

ونبه إلى أن القوات الإسرائيلية صعدت بشكل كبير من قتل وقمع الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية منذ بداية 2022 الماضي بحجة البحث عن من تسميهم "مطلوبين"، وقد نالت تفويضا من القيادة السياسية بشن حرب لا هوادة فيها على من يقاومون الاحتلال، تحت ستار الدفاع عن النفس والأمن.