تقرير: الفلسطينيون في النقب يتعرضون لأشرس عملية تهجير

تقرير: الفلسطينيون في النقب يتعرضون لأشرس عملية تهجير

تظاهرة لفلسطينيين بالنقب ضد مخططات اسرائيلية لتهجيرهم من أرضهم-ارشيف

ارتفعت وتيرة هدم المنازل وتجريف الأراضي في النقب المحتل، جنوب فلسطين المحتلة، خلال السنوات الأخيرة، وخصوصا في العام الحالي والماضي، بشكل كبير وملحوظ.

وخلال الأسابيع الأخيرة تم توزيع أكثر من 650 أمر هدم وإخلاء في النقب، إضافة إلى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، هدمت آلاف المنازل، وجرفت آلاف الدونمات من أراضيه.

وقال الناشط رائد أبو القيعان من قرية أم الحيران (قرية في النقب غير معترف بها إسرائيليا)، في تصريحات لموقع "عرب 48"، إنه "لا يوجد الكثير من الحلول أمام المواطنين، في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها النقب، من هدم وتدمير من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ولا سيما هذه الحكومة الحالية"، مؤكداً أن ذلك لا يقتصر فقط على البلدات غير المعترف بها، بل يشمل كل البلدات.

وأكد أن تضييق الخناق على أهالي النقب هدفه "تشريدهم من وطنهم وبلداتهم"، مضيفا أن "أقوى طريقة لمواجهة هذه الهجمة هي الصمود" والنضال الشعبي وتنظيم المظاهرات والاحتجاج لإعادة الحقوق المسلوبة.

وشدد على "الحاجة الضرورية لأن يكون العمل وحدويا في النقب، يشمل العمل الشعبي والحقوقي والبرلماني، والسلطات المحلية والجهات الشعبية والشبابية الناشطة، بالإضافة إلى النضال الإعلامي والسياسي".

وقالت الناشطة، هُدى أبو عبيّد من بلدة "اللقية" في النقب إنه "في ظل ما يتعرض له النقب من هجمة شرسة، فإنه يجب أن يتم الاعتراف بالقرى غير المعترف بها، ووقف فوري لعمليات الهدم".

وأضافت أن "هذه القرارات لا تولد بيوم وليلة، وإذا عدنا للخلف عدة سنوات، نرى أن بسبب الضغط الذي شكله أهالي النقب، تم تغيير الخطة، من جمع كل البدو في مدينة عربية واحدة وهي تل السبع، إلى الاعتراف بـ19 قرية عربية في النقب، وهذا بسبب الضغط الذي شكله أهالي النقب".

وأوضحت "الاعتراف بالقرى العربية غير كاف أبدًا، لكن بسبب صمود أهالي النقب بمنازلهم وقراهم، جعل السلطات الإسرائيلية تعترف بـ19 قرية، وهذا يعد إنجازا لأهالي النقب الذين تكبدوا خسائر كبيرة جدًا".

ووجهت أبو عبيّد للأهالي رسالة قالت فيها إن "السكوت وعدم إسماع صوتنا في ظل ما يتعرض له النقب، يوّسع وتيرة الهدم فيها، لذلك من المهم والواجب علينا إسماع صوتنا والمشاركة في الاحتجاجات التي تنظم".

وأكدت أن الأسابيع الأخيرة واجهنا "هجمة شرسة من الحكومة العنصرية تجاه العرب، ونرى تصعيدا على المواطنين في النقب، من هدم واعتقالات وترهيب بالإضافة إلى مئات أوامر الإخلاء والهدم".

ونوّهت إلى أن "الحكومة الحالية تستهدف النقب بشكل كبير جدًا، وأوامر الهدم خلال الأسابيع الأخيرة وصلت المئات، هذا لا يعقل وهذه الحكومة تستهدف أهالي النقب بشكل كبير جدا".

وقال المحامي والنالشط الحقوقي، مروان أبو فريح من رهط شمال النقب، إن "ما يحصل في النقب ليس جديدا، إنما هذا مستمر على مدار سنوات، والذي يحصل خلال الفترة الأخيرة هو تصعيد وتيرة الهدم والضغط على الأهالي في القرى غير المعترف بها".

ولفت أبو فريح إلى أن "الحل أمام أهالي النقب هو الوحدة" بالإضافة إلى "التوجه إلى رؤساء السلطات المحلية، والجمعيات الفاعلة وأعضاء الكنيست، ووضع خطة لمواجهة هذه الهجمة" مطالباً بالتخطيط، ووضع برنامج مستقبلي بالتوازي مع المظاهرات.

ويعيش في صحراء النقب نحو 240 ألف فلسطيني، يقيم نصفهم في قرى وتجمعات بعضها مقام منذ مئات السنين.

ولا تعترف سلطات الاحتلال الإسرائيلية بملكيتهم لأراضي تلك القرى والتجمعات، وتحاول بكل الطرق والأساليب دفع العرب الفلسطينيين إلى اليأس والإحباط من أجل الاقتلاع والتهجير.

يُذكر أن النقب يشكل حوالي 40 في المائة من مساحة فلسطين التاريخية، وتبلغ مساحته 12 ألفًا و577 كيلومترًا مربعًا.

المصدر: قدس برس

رابط مختصر : https://prc.org.uk/ar/news/5602