رئيس مركز العودة الفلسطيني ماجد الزير-الجزيرة
أكد رئيس مركز العودة الفلسطيني في لندن، ماجد الزير، أن الشعب الفلسطيني ماضٍ في حالة النضال لاسترداد حقوقه كاملة رغم مرور 102 سنة على وعد بلفور "المشؤوم"، وحالة التقدم في "المشروع الصهيوني".
وقال الزير في حوار مع صحيفة "فلسطين" الصادرة من غزة: "إن المشهد الفلسطيني في حالة تعافٍ من ناحية دوام المطالبة بالحقوق الفلسطينية، وفق ميزان استرداد الحقوق".
وأشار رئيس مؤتمر "فلسطينيو أوروبا" إلى وجود أدوات فلسطينية عدَّة لاسترداد حقوق الشعب الفلسطيني، منها التجذر بالأرض، والعامل الديموغرافي، وتمسك الفلسطينيين القاطنين قرب الحدود المتاخمة لأراضي الـ48 بحقهم مما يشكل عامل قوة وتحفيز.
ومن الأدوات أيضًا وفقًا للزير، المقاومة بكل أشكالها التي سمح بها القانون الدولي، والحالة الفلسطينية التي تعبر عن تمسك الشعب الفلسطيني بمطالبه.
وشدد على ضرورة "تجاوز مرحلة الانقسام السياسي في الشارع الفلسطيني، واعتباره مرحلة من ضمن المئة عام، مع أهمية التحضير لما بعده".
ولفت الانتباه إلى ضرورة النظر للمستقبل في الأجيال الفلسطينية الجديدة، والتي نشأت على حب ارتباطها في الوطن وتبلورت لديها الهوية الوطنية الفلسطينية بكل أبعادها العروبية والإسلامية والمرتبطة بالحقوق والعدل والحريات.
وأبدى الزير تفاؤله لمستقبل القضية الفلسطينية بعد مرور أكثر من مئة سنة على بلفور، نتيجة تمسك الشعب الفلسطيني بقضيته ومطالبه العادلة، مستدلًا بذلك على فشل محاولات الاحتلال لخنق الشعب الفلسطيني.
وأكد أن إصرار الشعب الفلسطيني على مقاومة الاحتلال ورفضه الخنوع له، دلالة على "شراسة الشعب الفلسطينيين وتجذرهم في أرضهم".
وتابع: "الشعب الفلسطيني ما زال متمسكًا بأرضه، وهو ما يدلل على العناد الفلسطيني المطلوب للانعتاق من الاحتلال".
بريطانيا واللاجئون
وحول نظرة الحكومة البريطانية لقضية اللاجئين الفلسطينيين، نوه الزير، إلى أن "اليمين المحافظ" الحاكم في بريطانيا يتمسك بالمشروع الصهيوني ويدعمه وفي الوقت نفسه يتعامل مع الجاليات الفلسطينية.
وأوضح رئيس مركز العودة، أن السياسة القائمة الآن في بريطانيا "الضغط والضغط المقابل" أي أنها تعترف بالوجود الفلسطيني ومع إعطاء "المشروع الصهيوني" الأولوية الأكبر.
وبيّن أن حملات دعم الشعب الفلسطيني في بريطانيا لا تزال قوية وتتنامى، "وهذا مهم في رفض التأكيد على المطالب الفلسطينية".
وأشار الزير، إلى أن حجم الفعاليات المناصرة للقضية الفلسطينية الممتدة أفقيًا وعموديًا أصبح كبيرًا، وبمنزلة "ظاهرة" دعم مطالب الشعب الفلسطيني، منبها إلى أنها تحتاج إلى تنفيذ فعلي أكثر لتحقيق اختراقات متقدمة في المطالب الفلسطينية.
ولفت النظر إلى ضرورة استمرار التواجد الفلسطيني في الغرب وبريطانيا واستمرارية العمل وتمثيل التحالفات في بريطانيا، باتجاه الضغط على حكومتها.
وأكد أهمية تدشين تحالفات خارج بريطانيا وتقوية الذات المؤسساتية، وتمتينه في سبيل دعم الحالة الفلسطينية، للحفاظ على ديمومة وحيوية القضية الفلسطينية، لا سيّما قضية اللاجئين.
وطالب الزير، باستمرار التواصل مع بين الداخل الفلسطيني وخارجه، وبقاء تماسك وحدة الشعب الفلسطينية، ودعم قضيته، لأن الحراك الميداني على الأرض الفلسطينية ونقل المعاناة من شأنه أن يحرج إسرائيل وداعميها.
وجدد تأكيده على ضرورة تفعيل الأدوات القانونية، بعد إجراء دراسات فنية وتقنية والتواصل مع المؤسسات ذات العلاقة في الأمم المتحدة والضغط في الأروقة السياسية.
اعتذار بريطانيا
وفيما يتعلق بالمسيرات التي تطالب الحكومة البريطانية بالاعتذار عن وعد بلفور، ذكر رئيس مؤتمر "فلسطينيو أوروبا" أن مبدأ اعتراف بريطانيا بالوعد ما زال قائمًا، في حين أن حملات الجاليات الفلسطينية متواصلة.
وقال الزير: "حتى لو كانت الحملات ليست بالمستوى الواسع ولكن دائمًا تُرسل رسائل للحكومة البريطانية بالمطالب الفلسطينية وأهمها الاعتذار عن الوعد"، مشيرًا إلى أن هذه التحركات تزعج إسرائيل.
وعن حجم التضامن الغربي مع اللاجئين الفلسطينيين، يؤكد الزير أن حالة الوعي بمفردات القضية الفلسطينية وطبيعة المظلمة التي يعيشها الفلسطينيون، تتنامى في الغرب الأوروبي، مستدلًا بذلك، أن بعض المؤسسات الأوروبية ربطت نفسها في القضية.
ورأى أن مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار بغزة أسهمت في تنمية حالة الوعي العالمي لحق العودة، والقضية الفلسطينية بشكل عام.