الجمعيات الفلسطينية في الأردن.. رموز حق العودة وتعزيز الهوية الوطنية

الجمعيات الفلسطينية في الأردن.. رموز حق العودة وتعزيز الهوية الوطنية

خلال جولة في شوارع شرق العاصمة الأردنية عمان ومحافظة الزرقاء الملاصقة لها، يمكن للمرء أن يلاحظ بوضوح وجود اليافطات المثبتة على المباني، والتي تشير إلى مقر العديد من الجمعيات الأهلية والديوانات التابعة لمدن وقرى فلسطينية.

واستوطن سكان هذه المدن والقرى في الأردن بعد النكبة عام 1948 أو النكسة التي تلتها في عام 1967. ويؤكد أعضاء تلك الجمعيات على حقوقهم التاريخية في مدنهم وقراهم.

وفي هذا السياق، يؤكد الباحث في شؤون اللاجئين الفلسطينيين، ماجد الجمل، على أن القرب الجغرافي والعامل الديمغرافي للسكان قد أسهما في انتشار هذا العدد الكبير من الجمعيات والروابط والديوانات الفلسطينية في الأردن.

وترتبط بشكل خاص هذه الجمعيات بالمناطق التي جاء منها الفلسطينيون إلى الأردن، مثل الخليل جنوب الضفة الغربية ونابلس وجنين شمالها. ويرجع ذلك إلى وجود صلة قوية بين أفراد العائلات والعشائر المنتشرة على ضفتي نهر الأردن.

ويُضيف الجمل لوكالة قدس برس أن هذا الانتشار الواسع للجمعيات الفلسطينية في الأردن يعود بطبيعته إلى العدد الكبير للاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في الأردن، والمقدر بنحو 3 ملايين لاجئ فلسطيني. ولذلك، أصبحوا يُعرفون بـ"فلسطينيي الأردن".

وبشأن الأعداد، يُشير رئيس جمعية "العودة واللاجئين الفلسطينيين"، كاظم عايش، إلى أن عدد الجمعيات والديوانات الفلسطينية في الأردن يقترب من 100 جمعية ورابطة، وجميعها مسجلة لدى وزارة الداخلية في الأردن.

وتُعد جمعيات أبناء منطقة الخليل جنوب الضفة الغربية هي الأكثر انتشارًا في الأردن.

وعن هذه الظاهرة، يُوضح عايش لوكالة قدس برس أن أبناء الخليل يشكلون عددًا كبيرًا في الأردن، وخاصة في العاصمة عمان، حيث يعملون كتجار وأصحاب أعمال. كما يعيش عدد كبير من أبناء الخليل في القدس المحتلة، وبالتالي يحافظون على اتصال وثيق مع أقاربهم في القدس المحتلة، ويدافعون عن المسجد الأقصى المبارك. ويعتبر هذا الدور مفيدًا للأردن الرسمي في إطار وصايته الهاشمية.

وتؤكد الجمعيات والديوانات الفلسطينية دورها الاجتماعي فقط، وتُمنع من العمل السياسي أو الخيري، حيث تخضع هذه الجمعيات لوزارة الداخلية الأردنية. وبحسب رئيس جمعية "العودة"، تسعى هذه الجمعيات لتعزيز الانتماء الوطني الفلسطيني للأطفال من الجيل الرابع للنكبة الفلسطينية، ويمتد تأثيرها ليشمل جميع فئات المجتمع الأردني. كما تعمل بعض تلك الجمعيات على جمع وتوثيق الأرشيف التراثي والشعبي الفلسطيني، بهدف تعزيز الهوية الفلسطينية.

ومن الملاحظ أن غالبية الفلسطينيين في الأردن ينتمون إلى هذه الجمعيات، ويرون فيها وسيلة للحفاظ على هويتهم وتعزيز قضيتهم الفلسطينية. وعلى الرغم من وجود بعض التحديات والقضايا الاجتماعية والسياسية المرتبطة بالوجود الفلسطيني في الأردن، فإن هذه الجمعيات تظل محورًا هامًا لتواصل وتنمية المجتمع الفلسطيني في الأردن.

رابط مختصر : https://prc.org.uk/ar/news/5793