أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اليوم الاثنين، عن قلقه البالغ بشأن التطورات الحالية في جنين بالضفة الغربية المحتلة.

وأكد غوتيريش في بيان مقتضب صدر عن المتحدث باسمه، على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني بشكل كامل. يعكس هذا التصريح تجاوبه واهتمامه بالوضع القائم في جنين والتأكيد على أهمية وقف العنف وحماية المدنيين وضمان حقوق الإنسان.

بدوره، قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق في مؤتمر صحفي، الإثنين: "من غير المقبول شن هجوم مسلح على مناطق مكتظة بالسكان، لقد صرحنا بهذا عدة مرات".

وطالب بإيقاف الهجمات على جميع المناطق السكنية، إلا أنه تجنب إدانة الهجمات بالمسيرات رغم الأسئلة المستمرة بهذا الصدد.

وأكد وجوب احترام جميع الأطراف للقانون الدولي الإنساني، وأضاف: "لإسرائيل الحق في تنفيذ عمليات أمنية، لكن يجب أن تفعل ذلك دون التسبب في وقوع خسائر في صفوف المدنيين أو الإضرار بالبنى التحتية المدنية".

وردًا على سؤال حول وجود حق للشعب الفلسطيني للدفاع عن نفسه، قال حق: "لكل الشعوب الحق في الدفاع عن النفس، نحن نريد فقط وقف التصعيد على الأرض".

وفي إجابته على سؤال "لماذا لا تدين الأمم المتحدة هجوم جنين بينما تدين مقتل الإسرائيليين؟"، ذكر حق أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أدان في بيان كافة أشكال العنف.

وفي نفس السياق، أوضح منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند في بيان حول الهجوم أن التوتر المتصاعد "خطير للغاية".

وأشار إلى استشهاد 9 فلسطينيين، وقال: "تأتي العملية العسكرية الإسرائيلية بعد شهور من تصاعد التوتر، وتذكرنا مرة أخرى بمدى تقلب وعدم القدرة على التنبؤ بالوضع في الضفة الغربية المحتلة، وعلى الجميع واجب حماية السكان المدنيين".

وشدد على أنه ضرورة خفض التوتر بشكل عاجل والسماح بوصول المساعدات الإنسانية لجنين.

وتواصل عدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها، والذي نفذته طائرات وآليات الاحتلال فجر الإثنين، ضمن عملية عسكرية واسعة أسفرت عن استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة نحو 100 آخرين، تخلله قصف جوي لعدة أهداف، واقتحامات ومداهمات لمنازل المواطنين، وتهجير مئات العائلات في المخيم.

وأفادت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني بأنه تم إخلاء أكثر من 3000 شخص من مخيم جنين، حيث يستمر العدد في الارتفاع بسبب التهديدات الإسرائيلية بتدمير المخيم. وفي الساعات الماضية، تجدد القصف من قبل الاحتلال الإسرائيلي على وسط مخيم جنين، كما استهدفت مروحية الاحتلال محيط مسجد الأنصار في المخيم.

من جانبه، أشار وسام بكر، مدير مستشفى جنين الحكومي، إلى أن المستشفى لم يشهد هذا العدد الكبير من الإصابات الخطيرة منذ عام 2002. وأضاف أن معظم الإصابات التي وصلت إلى المستشفى ناجمة عن القصف الصاروخي.