ما زالت ردود الفعل العربية الرسمية والشعبية تتواصل في استنكار العدوان الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها في شمالي الضفة الغربية، مع تحذيرات عربية بضرورة تحرك دولي لوقف التصعيد.

في الساعات الأولى من صباح الإثنين، أعلنت قوات الاحتلال عن تنفيذها عملية عسكرية واسعة النطاق في جنين، حيث تم استخدام طائرات مروحية وطائرات مسيرة وقوات برية، مما أسفر عن استشهاد وجرح عشرات اللاجئين الفلسطينيين واندلاع موجة نزوح كبيرة لأهالي المدينة.

وفي اليوم التالي، أدانت وزارة الخارجية السعودية في بيان صادر عنها استمرار التصعيد الإسرائيلي "في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالأخص العدوان على مدينة جنين"، مع تأكيد رفضها التام للانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وفي مؤتمر صحفي عقد في العاصمة المغربية الرباط، أعرب وزير الخارجية ناصر بوريطة عن تنديده ورفضه للاعتداءات المتكررة التي تقوم بها إسرائيل على جنين والتي تسفر عن سقوط قتلى وحدوث دمار كبير.

ووصف بوريطة الوضع الحالي في فلسطين بأنه "خطير للغاية"، مشيرًا إلى أن الهجمات المتكررة التي تشنها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية لا تساعد في خلق بيئة تسهم في فتح قنوات الحوار.

وفي العاصمة اليمنية صنعاء، شهدت مظاهرة حاشدة يوم الثلاثاء، حيث خرج آلاف الأشخاص في التظاهرة للتنديد بالعدوان الإسرائيلي، حاملين العلم الفلسطيني وقاموا بحرق العلمين الأمريكي والإسرائيلي، وفقًا لوكالة "سبأ" التابعة للحوثيين.

وفي موريتانيا، أصدرت وزارة الخارجية بيانًا داعية فيه المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي إلى التدخل لوقف العدوان الإسرائيلي على جنين، مجددة إدانتها لتلك الأحداث.

وفي سياق مشابه، أدانت منظمة التعاون الإسلامي في بيان صادر عنها يوم الثلاثاء، "بشدة جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها"، ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فعالة لحماية المدنيين الفلسطينيين.

وفي إطار متصل، دعا مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين يوم الثلاثاء إلى وقف "الاعتداءات" الإسرائيلية في فلسطين، بعد اجتماع طارئ عقد في مقر الجامعة بالقاهرة.

ويوم الاثنين، أعربت تركيا وعدد من الدول والهيئات العربية بما في ذلك قطر والإمارات ومصر والأردن عن رفضها لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية لمدينة جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة، والذي أدى إلى سقوط 13 شهيدا وحوالي 100 جريح.

ومنذ أكثر من عام، تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلية في تنفيذ عمليات في الضفة الغربية، وتركز بشكل خاص في مدن نابلس وجنين، بحجة مطاردة المطلوبين، وعادة ما تنشأ مواجهات وتبادل إطلاق نار بين الجانبين.