شهدت مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، ندوة إشهار كتاب بعنوان "بلفور وتداعياته الكارثية"، بحضور العشرات من الكتاب والأدباء والشعراء وأساتذة القانون والطلاب والمهتمين بالمجتمع الفلسطيني.

وصدر الكتاب عن وزارة الثقافة الفلسطينية للكاتب والمفكر الفلسطيني سعيد مضية، بمناسبة مرور 102 عامًا على "وعد بلفور".

وعُقدت الندوة في حرم "دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة، حيث أكدت نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية، نهى خوري، على ضرورة إشراك الجيل الشاب في النقاش الدائر حول تداعيات هذا الوعد، الذي صدر عام 1917م ومهد لتأسيس دولة إسرائيل لاحقًا فوق أراضي فلسطين التاريخية.

بدوره، قدم الدكتور وليد الشوملي عضو الهيئة العليا للعلماء العرب ورئيس لجنة الاصدارات لمشروع بيت لحم عاصمة الثقافة العربية، إيجازًا حول الكتاب ومحاوره وما خلص إليه الكاتب مضية "حول أسباب نجاح عملية تنفيذ وعد بلفور وإقامة دولة إسرائيل وما استتبع ذلك من كوارث على الشعب الفلسطيني".

كما أشار الى بعض "السلبيات" الواردة في الكتاب حسب رأيه وخاصة فيما يتعلق بدور القيادة العربية والقوميين في فلسطين.

بدوره، اعتبر الكاتب مضية أن كتابه يشكل إسهامًا في عملية النقاش التاريخي حول أسباب النكبة الفلسطينية وما استتبعها من تراجع على القضية الفلسطينية.

وقال: "إن المشروع الصهيوني هو ثمرة ارادة الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا لزرع جسم في المنطقة العربية يلبي مصالح الاستعمار في تفتيت المنطقة العربية والسيطرة على مقدراتها"، مشيراً الى سلبية الدور العربي اتجاه هذه التحديات الكبرى، كما قال.

وأحيا الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، يوم السبت من الأسبوع الماضي، ذكرى وعد بلفور "المشؤوم"، والذي منحت بموجبه بريطانيا الحق بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.

ونظمت فعاليات ميدانية احتجاجية وصدرت مواقف إعلامية تؤكد على مواصلة النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية بما فيها عودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها داخل أراضي الـ48.

وصدر وعد بلفور يوم الثاني من نوفمبر/تشرين ثان من عام 1917، معلنا أن بريطانيا تؤيد قيام وطن قومي لليهود في فلسطين، في رسالة من وزير الخارجية آنذاك، آرثر جيمس بلفور، إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة.