أكدت المملكة العربية السعودية أن حق اللاجئين الفلسطينيين وعائلاتهم في العودة إلى وطنهم (داخل أراضي الـ48) غير قابل للتصرف، وهو من الحقوق الثابتة والراسخة لا ينقضي بمرور الزمان ولا يسقط بالتقادم.

جاء ذلك في كلمة المملكة أمام اللجنة السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار المنعقدة حول البند المتعلق بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، والتي ألقاها يوم الإثنين السكرتير أول فيصل بن ناصر الحقباني.

ونقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن الحقباني قوله، إن وكالة "الأونروا" وفق التفويض القانوني والسياسي الممنوح لها عبر قرار الجمعية العامة رقم (302) لعام 1949، تقدم خدمات جليلة في التخفيف من معاناة اللاجئين الفلسطينيين منذ إنشائها قبل ما يقارب السبعين عامًا نتيجة لوقوع إحدى أكبر المآسي التي شهدها التاريخ المعاصر التي أصبحت تعرف بالنكبة، وهي ذكرى تهجير الفلسطينيين من أرضهم ووطنهم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين بلغ حتى اليوم أكثر من 5.5 مليون في مخيمات اللجوء بعيدًا عن الديار التي شردوا منها، محرومين من أبسط سبل العيش الكريم، تحييهم آمال العودة إلى وطنهم، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.

وبين الحقباني أن المملكة العربية السعودية "إحدى أكبر الدول دعماً للشعب الفلسطيني على جميع الأصعدة (السياسية، والاقتصادية، والإنسانية)، كما تفتخر بأنها أكبر الدول المانحة لوكالة الأونروا تجسيدًا لدورها المشرف في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق آماله وطموحاته المشروعة، وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها بسبب الاحتلال الذي مازال قائمًا".

وأشار إلى أن المملكة قدمت لوكالة "الأونروا" منذ العام 2000 وحتى العام 2019 "ما يقارب الـ 900 مليون دولار لدعم برامجها النبيلة وتوفير المساعدات الإنسانية والاحتياجات الأساسية للاجئين الفلسطينيين، حيث بلغ مجموع المساعدات المقدمة من المملكة لفلسطين ما يقارب الـ 7 مليارات دولار خلال الفترة نفسها".

كما نوه إلى التبرع الذي أعلنته المملكة في شهر سبتمبر لعام 2019 لصالح "الأونروا" والبالغ خمسين مليون دولار أمريكي.

وتابع: "ستظل المملكة العربية السعودية رائدة في دعمها للاجئين الفلسطينيين الذين عانوا ومازالوا يعانوا من فقدان ديارهم وأراضيهم وسبل عيشهم علي مدى أكثر من سبعة عقود من الزمن".

وأضاف أنه "من هذا المنطلق تؤكد المملكة على دعمها لقرار تجديد التفويض الممنوح لوكالة الأونروا، وإيجاد حلول مستدامة للتحديات التي تواجهها"، مشيرًا إلى تجديد المملكة دعوتها المجتمع الدولي والدول الأعضاء في دعم تجديد تفويض الوكالة، ورفض أي مساس بولايتها أو صفة اللاجئ الفلسطيني، وإدانة محاولات الاستهداف والتشويه الذي تتعرض له "الأونروا"، والعمل على تلبية احتياجاتها.

وطالب الحقباني الدول والجهات المانحة والمؤسسات المالية المتخصصة بأن تواصل مساهماتها وتبرعاتها المالية لتتمكن الوكالة من القيام بتمويل برامج خدماتها المتزايدة في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ومواجهة الزيادة في أعداد اللاجئين مقابل النقص في التمويل، وأن تعمل الأمم المتحدة على فتح المجال أمام "الأونروا" للاستفادة من البرامج المتخصصة وقنوات التمويل الإضافية المتاحة.