أوصى مشاركون في ندوة حوارية عقدت في العاصمة اللبنانية بيروت، بتحصين البيت الفلسطيني الداخلي، لمواجهة صفقة القرن الأمريكية، وعلى وجه الخصوص مخططات توطين اللاجئين الفلسطينيين.

وطالب المشاركون بالندوة التي نظمها مركزا الزيتونة والجزيرة للدراسات في بيروت تحت عنوان: "صفقة القرن وانعكاساتها على لبنان"، بالتركيز على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، والمشاريع الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية، وفي المقدمة منها مخططات توطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن اللجوء التي يقيمون فيها.

وتناولوا مجموعة من الملاحظات حول صفقة القرن"؛ وقالوا إن مصطلح صفقة القرن مخادع غير موجود لم تتحدث عنه الإدارة الأمريكية بشكل رسمي، كما أن الصفقة تلتزم بوجود طرفين ولكن لا يوجد غير طرف واحد، وهو بذلك مصطلح تسويقي فارغ المضمون، في مقابله برنامج واقعي تقوم به الإدارة الأمريكية بالتنسيق مع الاحتلال لتطبيقه على الأرض.

وأضافوا أنه يجري الآن العمل على تصفية القضية الفلسطينية التي بدأت من خلال الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل.

وأشاروا إلى تأجيل الإعلان عن الصفقة ثماني مرات خلال السنتين الماضيتين، وقالوا إن الجانب الأمريكي يريد تسويق الصفقة من خلال ما يُسمى بـ"السلام الاقتصادي"، لكن لُب المشكلة للقضية الفلسطينية هو سياسي ويأتي بعد ذلك الجانب الاقتصادي.

ورأى المتحدثون فيما يتعلق بالحالة اللبنانية، خصوصا في ما يرتبط بمسألتي التوطين والتطبيع، فالمطلوب من خلال الصفقة أن يتم ترتيب بيئة سياسية عربية متوافقة مع الصفقة، وأن يدفع لبنان ثمن موضوع عدم عودة اللاجئين إلى ديارهم أي عملية توطينهم على أراضيه، لكن المطمئن هنا أن هناك رفضا لبنانيا شاملا لهذا الموضوع وكذلك رفض فلسطيني.

ونبهوا إلى أن المطلوب لبنانياً أن يتم تطبيق ما تم الاتفاق عليه، فيما يتعلق بإعطاء اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حقوقهم المدنية، خصوصا فيما يتعلق بحق العمل، من خلال ما توصلت إليه لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني من تفاهمات وتصورات.

وشددوا على أن الشعب الفلسطيني لطالما قاوم مخططات التوطين بغض النظر عن موازين القوى، فقضية اللاجئين هي لب القضية الفلسطينية.