كاتب: فلسطينيو سوريا بحاجة إلى مظلة سياسية تجبر التقصير الرسمي

كاتب: فلسطينيو سوريا بحاجة إلى مظلة سياسية تجبر التقصير الرسمي

تظاهرة في رام الله تضامنًا مع لاجئي مخيم اليرموك بسوريا-الجزيرة نت

سلط كاتب فلسطيني مراقب لشؤون اللاجئين الضوء على معاناة الفلسطينيين في سوريا جراء ما لحق بهم من أزمات بعد اندلاع الأحداث في سوريا عام 2011.

وقال الكاتب عماد عفانة، إن الفلسطينيين في سوريا "لا يحتاجون منظمات إغاثية حقيقية تنتشلهم من معاناتهم فقط، بل بحاجة أكثر إلى مظلة سياسية ترعى مصالحهم تجبر تقصير منظمة التحرير الفلسطينية".

وذكر عفانة في مقال نشره مؤخرًا عبر مواقع إلكترونية وتابع مركز العودة مقتطفات منه، أن الأحداث المندلعة في سوريا عام 2011، مثلت نقطة تحول في حياة نحو 560 ألف فلسطيني يعيشون في سوريا، إذ وجدوا أنفسهم يعانون الحصار والقصف والتعذيب والتهجير، وفوق ذلك شتات جديد ينضم إلى شتاتهم الكبير ومستقبل مجهول.

وأضاف: "حاول فلسطينيو سوريا التعايش مع ظروفهم قبل أن يكتشفوا أنهم غير مرحب بهم من أنظمة لطالما تغنت بقضيتهم ونصّبت نفسها مدافعًا عنها".

وأشار إلى أن معاناة فلسطينيي سوريا، لا تقتصر سواء الذين يعيشون في الداخل وسط النزاعات أو الذين استطاعوا الفرار بحياتهم إلى دول أخرى، على العيش في ظروف إنسانية صعبة وعدم كفاية المساعدات المقدمة لهم وانعدام فرص العمل، بل ترفض العديد من الدول استقبالهم أصلًا، وبالتالي لا أمل في تحسن ظروفهم.

وبيّن عفانة إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا عاشوا عقب النكبة الفلسطينية عام 1948 في 12 مخيمًا، 9 منها معترف بها من قبل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، و3 غير معترف بهم، بينهم مخيم اليرموك الذي يوصف بأنه عاصمة الشتات الفلسطيني لكبر حجمه وكثرة سكانه.

وأشار إلى أن الجهة الوحيدة التي تعمل على متابعة الانتهاكات التي يتعرض لها فلسطينيو سورية وتوثيقها في ظل غياب أي مؤسسات رسمية وغير رسمية للقيام بهذا العبء هي "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية"، التي انطلقت بمبادرة جماعية من شخصيات فلسطينية وعربية للعمل على  صعد مختلفة من توثيق ورصد الأحداث الميدانية اليومية لأوضاعهم، وتوجيه النداءات الإنسانية من أجلهم.

أرقام

ونوه إلى أنه كان يعيش في سوريا قبل اندلاع الحرب هناك (560) ألف لاجئ، بقي منهم نحو (450) ألف لاجئ أكثر من 95% منهم بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية من أجل البقاء على قيد الحياة. فضلاً عن نحو (43) ألف عالقون في أماكن محاصرة يصعب الوصول إليهم.

وبين أن أكثر من (120) ألف لاجئ فلسطيني اضطروا للهجرة خارج سوريا، بمن في ذلك أكثر من (28) ألف لاجئ فروا إلى لبنان، بالإضافة إلى (17) ألف آخرين توجهوا إلى الأردن، و(3) آلاف في مصر، و(8) آلاف في تركيا، وألف لاجئ توجهوا الى غزة.

فيما نحو (100) ألف لاجئ فلسطيني سوري وصلوا إلى أوروبا حتى نهاية 2018، منهم 20 ألف في السويد، و400 لاجئ متواجدين داخل الجزر اليونانية، بحسب عفانة.

وبين أن ثلث اللاجئين في سوريا على الأقل اضطروا لترك مخيماتهم بسبب القصف والحصار كما حدث في مخيم اليرموك، فيما فقد معظم اللاجئين أعمالهم بسبب الحرب ما فاقم معاناتهم.

وشدد على أن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا هم جزء من النسيج الاجتماعي السوري فلا مستقبل لهم بمعزل عن المستقبل الذي ينتظر الشعب السوري بالعموم.

يُشار أن عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين قضوا في سوريا بلغ 4006 لاجئين، حسب احصائيات "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا".

رابط مختصر : http://bit.ly/352g6iq