(UNRWA)
حذرت وكالات أممية من معاناة عشرات الآلاف من الأطفال في قطاع غزة من سوء التغذية الحاد، مع استمرار القيود الإسرائيلية على المساعدات الإنسانية، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتكدس الناس في خيام على الرمال.
وكشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن أكثر من 50 ألف طفل في غزة بحاجة إلى علاج من سوء التغذية الحاد، مشيرة إلى أن سكان القطاع يواجهون مستويات خطيرة من الجوع بسبب نقص المساعدات.
وأكدت الأونروا أنها تبذل جهودًا كبيرة لإيصال المساعدات إلى الأهالي، إلا أن الوضع الكارثي يعقد هذه المهمة، مطالبة بوقف فوري لإطلاق النار.
من جانبه، أوضح جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، المتواجد حاليًا في دير البلح وسط القطاع، أن الوضع في غزة يزداد سوءًا للأطفال يومًا بعد يوم، مع ارتفاع درجات الحرارة وتكدس العائلات في خيام غير ملائمة.
ووصف إلدر الأوضاع في غزة بالمروعة، موضحًا أن القصف الإسرائيلي يتسبب في معاناة جسدية ونفسية كبيرة للأطفال. وأشار إلى أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الدولية غير كافية بسبب القيود على وصولها والمخاطر التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني.
وأشار إلدر إلى العواقب الوخيمة لتدمير مؤسسات التعليم في غزة، قائلاً إن الحرب المستمرة تزيد من الضرر النفسي للأطفال. وأوضح أن العديد من الشباب الفلسطينيين يشعرون بأنهم يفضلون الموت على استمرار هذه المعاناة وقال إن ما شاهده في غزة من تلاشي الأمل بين سكان القطاع مع استمرار العدوان الإسرائيلي يعتبر أمرًا مرعبًا، مشددًا على ضرورة التحرك الدولي لإنهاء هذه المأساة الإنسانية.
وفي سياق متصل، أفاد جورجيوس بتروبولوس، مدير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة، بأن القتال وغياب القانون يعقدان مسألة إدخال المساعدات. وأوضح أن الأمم المتحدة تُدخل المساعدات والوقود عبر معبر كرم أبو سالم، مشيرًا إلى أن إغلاق معبر رفح يؤثر بشكل كبير على المرضى وحياتهم، ويقلل من دخول المساعدات الضرورية.
وأضاف بتروبولوس أن الموارد المتاحة للأمم المتحدة في القطاع غير كافية، وأن فقدان الأمن يعوق العمل الإنساني بشكل كبير.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل عدوانًا على القطاع المحاصر، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 122 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى آلاف المفقودين. ورغم قراري مجلس الأمن الدولي بوقف العدوان وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء الاجتياح، تواصل إسرائيل حربها، متجاهلة التحذيرات الدولية.